صحف بريطانية: 'حزب الكنبة' قد يحمل موسى للرئاسة رغم شعبية ابو الفتوح.. واخطاء 'الاخوان' اطاحت بفرص محمد مرسي

لندن

اقتربت ساعة الحسم في مصر في اول انتخابات حرة تشهدها مصر منذ عقود، وهذه الانتخابات ستحدد شكل الجمهورية الثانية بعد جمهورية الضباط الاحرار وثورتهم عام 1952.
والاسئلة المطروحة على الشارع المصري وتهم المراقبين الدوليين هي هوية الفائز فيها، هل سيكون رجلا عمل مع النظام السابق ويذكر المصريين بتلك الحقبة التي عاشوها في عهد مبارك، ام انه سيكون وجها جديدا لكنه اسلامي النزعة ومعتدل.
والمقصود هنا عمرو موسى وعبد المنعم ابو الفتوح، اللذان برزا كفرسي الرهان. ففي اول مرة مناظرة شهدتها مصر في تاريخها بل وفي تاريخ الانتخابات العربية وشاهدها الملايين لم يكن فيها غالب او مغلوب، وكل قدم ما عنده ليقنع الجماهيرـ وما لفت الانتباه ان الخلاف في وجهتي النظر برز في الموقف من اسرائيل 'العدو' حسب ابو الفتوح او 'المعتدي'حسب موسى.
في المناظرة وطوال حملاته الانتخابية ظل عمرو موسى يحاول وضع عمله مع النظام السابق وراء ظهره وانه المؤهل في المرحلة الحالية لقيادة مصر الجديدة ما بعد الثورة. ومع بداية الاقتراع للمصريين في الخارج تحضيرا لاقتراع المصريين في الداخل في 23 و 24 من الشهر الحالي.
وحول من سيفوز او من يملك حظوظا بالفوز في الانتخابات اشارت صحيفة 'صاندي تلغراف' الى حظوظ موسى العالية، حيث قالت انه من ناحية الخبرة السياسية والعمل الدبلوماسي لاربعين عاما مع النظام السابق يعتبر الاختيار المناسب لقيادة مصر في المرحلة القادمة، ولكنه يظل بالنسبة لشباب الثورة الذين اطاحوا بنظام حسني مبارك من 'فلول' وبقايا النظام.
وتقول الصحيفة ان جاذبية عمرو موسى لا تقوم الان على على ماضيه او ما هو المتوقع منه بل على لم يكنه ، فهو لم يكن عضوا في الاخوان المسلمين الذين يسيطرون على غالبية مقاعد البرلمان مثل منافسه عبدالمنعم ابو الفتوح.


وبناء على هذا الوضع ترى الصحيفة ان فرصة عمرو موسى تنبع من المخاوف من الاسلاميين وتحويلهم مصر الى دولة دينية وهي المخاوف القادمة من معسكر الليبراليين، كما ان تراجع الاخوان عن وعدهم الذي قطعوه على انفسهم عهدا بان لا يرشحوا واحدا منهم للرئاسة يعتبر عاملا في صالح موسى فهم الان لديهم مرشحهم الرسمي ومرشح كان عضوا في الجماعة طرد منها لانه قرر الدخول في السباق الرئاسي بدون موافقتها.
ومن هنا فعمرو موسى يستخدم هذه المخاوف حيث يقول انه اما ان نضع مصر على المسار الصحيح او نتركها رهن تفسيرات دينية يدعو اليها بعض المرشحين. ويقول ان هؤلاء عندما ينزعون القناع عن وجوههم ستظهر حقيقتهم، فهم يريدون ان يكونوا ليبراليين واسلاميين في الوقت نفسه.
ولهذا تصف الصحيفة ان المقصود بهذا الكلام هو ابو الفتوح الذي كان كما تقول ناشطا محافظا متشددا 'ودعم العنف ضد الدولة'، ولكنه الان يقدم نفسه على انه ممثل للاسلام المعتدل، ولكنها في الوقت نفسه تعترف ان ابو الفتوح استطاع اقناع قطاعات من العلمانيين واللبيراليين وهي التي يحاول موسى نيل دعمها.
وتضيف ان ابوالفتوح مدافع عن حقوق المرأة والاقليات نجح بسبب فشل حركات 'الفيسبوك' التي فشلت بتقديم مرشح للرئاسة لان القانون يحدد عمر المرشح باربعين وما فوق، ولهذا فشعار ابو الفتوح انه 'ممثل لجميع المصريين وليس ممثلا للاخوان'.
وترى ان حظوظ موسى نابعة من دعم الجماعات السلفية لابو الفتوح الذي دخل في حوار معها الشهر الماضي بعد منع مرشحها، حازم ابو اسماعيل من الدخول في المعركة على خلفية الجنسية الامريكية التي كانت تحملها والدته.


ومن هنا فنقاد ابو الفتوح يتساءلون عن الكيفية التي سيرضي فيها اللبيراليين والسلفيين في نفس الوقت.


ضحية اداء كتلته


ومع ذلك فالاستطلاعات لا تزال تضع ابو الفتوح الى جانب موسى اي بنسبة 41.1 حسب مركز الاهرام للدراسات الاستراتيجية فيما تتفاوت حظوظ المرشحين الباقين، خاصة احمد شفيق رئيس الوزراء السابق، وحمدين الصباحي، فيما لم يحقق مرشح الاخوان سوى نسبة 3.6 بالمئة وترى ان مرسي ضحية ليس لشعبية ابو الفتوح بل لاداء الكتلة الاخوانية الضعيف في مجلس الشعب، فنواب الاخوان وحزب النور متهمون بالتركيز على التفاصيل المتعلقة بالدين على حساب القضايا الاخرى والملحة، مشيرة الى قضية مضاجعة الرجل زوجته بعد وفاتها، ونقلت عن طبيب مصري قوله ان النواب يتناقشون حول 'نيكروفيليا' والبلد في حالة فوضى.
واضاف قائلا اليس من الافضل ان يهتم البرلمان بالتسيب الامني، وان الكثير من المصريين فقدوا الثقة بالاسلاميين وقد يصوتون لعمر موسى حتى لو كانوا لا يحبونه. وعلى افتراض ان لا يحقق اي منهما النسبة المطلوبة فانهما سيذهبان الى جولة ثانية في السادس من حزيران (يونيو) القادم وستكون كل العيون على المارشال محمد حسين الطنطاوي الذي يترأس المجلس العسكري الذي وعد بتسليم السلطة لحكومة مدنية.


وتقول ان البعض يعتقد ان طنطاوي الذي تحول الى شخص مكروه مثل رئيسه مبارك سيكون سعيدا للتقاعد لكن البعض الاخر لا يؤمن بهذا الرأي.
وتعتقد الصحيفة ان عمرو موسى وان كان لا يحظى بحضور قوي في الحملات الانتخابية مثل الاعداد الهائلة التي تستمع الى ابو الفتوح لكنها تضيف ان موسى يتمتع بدعم من قالت انها 'الاغلبية الصامتة' وهم الملايين الذين لم يذهبوا الى ساحة التحرير ويحتفظون بمواقفهم السياسية لا نفسهم، وهي الاغلبية التي يطلق عليها 'حزب الكنبة'، وما يخشاه بعض الناخبين هي سياسات الاسلاميين حيث يقول احدهم انه يخشى من ملاحقة للشركات من اجل الملاحقة، وهناك سلفيون باتوا يتحدثون عن تأميم عدد من الشركات 'صحيح كان هناك فساد في عهد مبارك لكن حدث نمو اقتصادي'.
وقال انه لن يصوت للاسلاميين ولا يريد كمسلم استخدام صوته لدعم الدين في السياسة فالاسلام الحقيقي هو ان تبحث عن لقمة العيش لعائلتك وليس اطلاق اللحية. وفي بلد لا توجد فيه ثقافة انتخابات بعد عهود من التزوير وعدم الوعي بالشؤون الاقتصادية فالناخبون يستمعون لمن يتحدث احسن ويعدهم اكثر.


وجه من الماضي


وفي قراءة اخرى للمرشح
ين تقول 'نيويورك تايمز' ان الجيل الشاب يرى في موسى وجها من الماضي ولا يمثلهم اما الاباء فيرون فيه وجها مألوفا ويقول انه كان مختلفا مع مبارك.
وتقول ان المرشحين يجدون صعوبة في قراءة المزاج العام للناخبين الذين تربوا على تقاليد انتخابية مختلفة في عهد مبارك. وتشير في هذا الاتجاه الى تاريخه في الدبلوماسية المصرية منذ عام 1958 ومواقفه المعارضة لاسرائيل اثناء توليه منصب وزير الخارجية التي اعطته شعبية واغنية شعبان عبدالرحيم 'بحب عمرو موسى وبكره اسرائيل'.
ولكنها تقول انه اثناء محاولات التوريث التي يقوم بها الرئيس السابق انتشرت شائعات عن تفكير موسى ترشيح نفسه ولكنه نفاها ودعم مبارك، وهو ما يلاحقه اليوم، مع ان موسى اعترف انه فكر عام 2005 بالترشح للرئاسة لكنه عدل عنها لانها كانت عبثية، ونقلت عنه قوله انه وقف امام مبارك حيث غضب عندما اقترحت الصحيفة ان معارضته مبارك وسجنه لكانت قد ادت نتائج.
واضاف انه في تلك الفترة كانت كل الابواب مغلقة امامه خاصة انه كان خارج دائرة الحكم.
ومع ذلك تقول الصحيفة ان موسى يحاول استثمار خبرته السياسية في اقناع الناخبين فهو ليس 'مبتدئا' في السياسة ولديه القدرة على اعادة الامن المفقود في البلد. كما انه يلعب على خوف الناخب المصري من الاسلاميين مؤكدا على اهمية الاختيار بين حكم ديني او ليبرالي.


ومثل 'صاندي تلغراف' فموسى الذي يعتبر الاكبر عمرا من بين المرشحين يجد دعما من الكبار في العمر الذين يرون في خبرته السياسية مفتاحا لنجاة مصر.
وفي غياب المرشح الذي يرضي الجميع فحظوظ موسى تظل قوية، من ناحية الخبرة والانجازات التي حققها وان كانت قليلة.