لندن - كتب حميد غريافي
اتهمت أوساط أمنية لبنانية تعارض quot;اختراق حزب الله بعض مفاصل الجيش اللبنانيquot;, رئيس quot;التيار الوطني الحرquot; ميشال عون, قائد الجيش الاسبق في عهد الاحتلال السوري للبنان, بـquot;تجيير مؤيديه من كبار وصغار الضباط داخل المؤسسة العسكرية ومشتقاتها الامنية مثل الاستخبارات واجهزة فرعية اخرى, الى قيادات quot;حزب اللهquot; لتلقي التعليمات منها مباشرة من دون العودة الى عون, إضافة الى مئات الضباط الشيعة في الجيش المنتسب معظمهم الى quot;حزب اللهquot; ويتلقون منه رواتبهم الشهرية ومساعدات مالية اخرى وامتيازات لا يحصل عليها الضباط الآخرونquot;.
وقالت الأوساط ان قائد الجيش العماد جان قهوجي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان quot;غير قادرين على فعل اي شيء حيال اختراق عون وquot;حزب اللهquot; مواقع القرار في القيادة العليا وقيادات المناطق, وخصوصا في جنوب لبنان, حيث يبدو الجيش المنتشر هناك منذ العام 2006, شبه ألوية تابعة لـquot;حزب اللهquot; وquot;حركة أملquot; وليس لقيادته في بيروت, وهو ما تشير اليه تقارير استخبارات القوات الدولية quot;اليونيفيلquot; التي تتحدث عن رضوخ ضباط قيادة الجنوب, ومعظمهم من الطائفة الشيعية, لضغوط quot;حزب اللهquot; وسوريةquot;.
واتهمت الاوساط الامنية ميشال عون بـquot;إعادة الجيش الى أسوأ ما كان عليه خلال بداية الحرب اللبنانية من تشرذم, إذ فيما كانت الالوية العسكرية يومذاك مقسمة طائفيا ومذهبيا لكل طائفة لواؤها الخاص بها, اختلط الآن الحابل بالنابل وباتت الألوية مخترقة حتى العظم وولاء معظمها عائد الى الطوائف ايضا ولكن بشكل فوضوي ومأساوي, والدليل الاقرب الى المنطق هو قيام احد ضباط ميشال عون باغتيال الشيخ احمد عبدالواحد ورفيقهquot;, اول من امس في عكار.
وقالت الأوساط لـquot;السياسةquot; أنه quot;في حال لم يجر تطهير المؤسسة العسكرية من الضباط المؤيدين لعون, الذين تحولوا إلى أحصنة طروادة لـquot;حزب الله ومن ورائه النظامين السوري والايراني, فإنه يتحتم على اللبنانيين ان يخشوا انفجارا داخل الجيش اللبناني, تماماً كما حدث في مطلع الحرب اللبنانية العام 1975, خصوصاً بعد انطلاق دعوات في شوارع طرابلس وبيروت خلال الساعات الـ48 الماضية بتشكيل quot;جيش لبناني حرquot; على غرار quot;الجيش السوري الحرquot;, وهي دعوات غير مباشرة لحدوث انشقاقات داخل المؤسسة العسكرية تؤدي الى انضمام منشقين عن الجيش الى الشارع الثائر الذي بات يشعر بأنه مستهدف من مؤسسته العسكرية على عكس ما تدعيه من حيادية بين الأطراف المتنازعةquot;.
واضافت الأوساط ان الاسلحة quot;التي ظهرت بهذه الكثافة والنوعية في شوارع بيروت وطرابلس, تؤكد ان الموازين العسكرية في الشارع اللبناني وبين المناطق والاحزاب المتناحرة, تغيرت جذريا, بحيث باتت شبه متعادلة في حال اندلاع حرب شوارع لا يمكن خلالها استخدام الصواريخ (من قبل quot;حزب اللهquot;) على نطاق واسع, كما ان الظاهرة الاكثر دراماتيكية حالياً تتمثل بحصول معظم الاطراف على اسلحة نوعية, خصوصا بعد سقوط النظام الليبي ونهب مخازن ومستودعات اسلحته التقليدية, الأكثر تطورا في الترسانات العربية, حيث ان الاحزاب اللبنانية الكبرى المدعومة من خارج الحدود, تتزود كلها بهذه الاسلحة وقد تكون البواخر التي تمت مصادرتها في المياه الاقليمية اللبنانية والقبرصية خلال الاشهر القليلة الماضية, كانت تقصد لبنان لاسورية كما يتخيل البعضquot;.
التعليقات