عضوان الأحمري

في سورية، المشهد يتكرر بشكل يومي، والمجازر في ازدياد. صور الأطفال المروعة تنتشر كل يوم أكثر من الذي سبقه، والناقل: صحفي أو سوري شاهد على المجزرة.
في سورية، الإعلام ناقل أكثر منه ناقداً، والصحفيون يتفاخرون بنقل أخبار المجزرة، والإعلام الأميركي، بكل غباء، لا يستحي من النقل وكتابة المقالات والآراء عن سورية، لكنه يستحي ويخجل من ذكر أسباب عدم التدخل العسكري.
لم يعقد المقارنات حتى ويسهب فيها ناقداً لموقف دولته التي اكتفت بـquot;التنديدquot; فقط، لكنها كانت أكثر تعطشاً للوعيد والقصف في الحالة الليبية قبل أن يقوم حلف شمال الأطلسي بالمهمة ويدك المدن الليبية دكاً حتى سقط معمر القذافي.
في سورية، الإعلام أصبح ساحة للمزايدين، لأخبار الفنانين والدعاة الذين يقتاتون على جراح وآلام اليتامى والضحايا... صورة للداعية، صورة للفنان، صورة للكومبارس حتى، يبتسم فيها الضحية رغماً عنه، وأحياناً يلتقطون الصور مع الأطفال، فيكون المشهد باسماً فيه براءة طفل تم استغلالها من أجل quot;فلاشquot;.
في سورية، الحقيقة واضحة، لكن الإعلام يستحي من نقلها. الحسابات والموازين مختلفة، ولا أحد يعرف معيار الاختلاف، لكننا نتفق أننا جميعاً متواطئون، لأننا اعتدنا الصمت في مثل هذه المواقف، وإن تحدث أحدنا، كان موقفه quot;صفصفة حكيquot;. في سورية، الصورة بلون الدم، ورائحة الدم. المشهد دموي، البعض يتأثر، ويظهر تأثره إعلامياً، وبعد دقائق تجده ضاحكاً مستبشراً في شأن آخر، ويموت أطفال سورية على يد الجزار، ويستحي الإعلام أن ينتقد الصمت الدولي ويبحث أسبابه، وتبدأ وسائل الإعلام التي تعاني من انحطاط مهني بتخويف أميركا من أن سقوط بشار هو سقوط لإسرائيل، ويصبح وقتها الإعلام مستخدماً من قبل المتنفعين لا خادماً للقضايا.