لبنان: «نهر البارد» ينضمّ إلى... الملفات «الساخنة»

الجميّل أطلّ عبر laquo;المنارraquo; وعون يخشى حرباً أهلية في لبنان إذا سقط الأسد

بيروت

أطفأت بيروت laquo;محرّكاتهاraquo; السياسية في ملاقاة الحركة الاقليمية والدولية المتصاعدة حيال الأزمة السورية التي تبدو على مشارف منعطفات مفصلية، وفي انتظار الجولة الثانية من الحوار الوطني الذي يقترب من laquo;ساعة الحقيقةraquo; في 25 الجاري حين ستوضع laquo;ثلاثية السلاحraquo; (سلاح المقاومة، السلاح الفلسطيني، سلاح الشوارع) على الطاولة، الأمر الذي يضعها فوق laquo;فوهةraquo; الصراع المحتدم بين فريقيْ 8 و 14 آذار حول مصير سلاح laquo;حزب اللهraquo;.
وفي حين تتعزز laquo;الإجازة السياسيةraquo; في بيروت بسفر رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى البرازيل، يستمرّ الملف الامني في laquo;عين الحدَثraquo; وهو أطلّ من مخيّم نهار البارد (شمال لبنان) للمرة الاولى منذ laquo;حرب المئة يومraquo; بين الجيش اللبناني وتنظيم laquo;فتح الاسلامraquo; صيف العام 2007، بعدما كان تنقّل بين مناطق شمالية وبقاعيّة كانت شهدت توترات شكّلت ارتدادات مباشرة للأزمة السورية.
وlaquo;الهبّة الساخنةraquo; التي دهمت نهر البارد حيث سقط فلسطينيان وسبعة جرحى بإشكال بين الجيش اللبناني وبعض الاهالي بعد توقيف حاجز الجيش عند المدخل الشمالي للمخيم شاباً لا يحمل أوراقا ثبوتية، خضعت لتأويلات في السياسة وسط مخاوف برسم الايام المقبلة من ان يكون ثمة laquo;قرارraquo; بجعل المخيمات الفلسطينية، ولا سيما نهر البارد بـ laquo;رمزيتهraquo;، الواجهة الامنية وذلك بهدف محاولة قلب اولويات البحث في طاولة الحوار على قاعدة laquo;الجبهة المشتعلةraquo; تعالَج قبل laquo;الخامدةraquo;.
وكان مخيم نهر البارد الذي اعيد إعمار القسم الاكبر منه بعد احداث صيف 2007، شهد عصر اول من امس تدهورا مفاجئاً عقب توقيف الجيش اللبناني شاب فلسطيني من سكان المخيم لا يحمل أوراقا ثبوتية ما فجّر غضب السكان الذين هاجموا الحاجز وحاصروه وعمدوا الى رشق أفراده بالحجارة وأقدموا على اشعال اطارات ووضع عوائق، في حين اعتدت مجموعات بالضرب على عناصر عسكرية، في حين اشارت تقارير الى ان لجيش اضطر تحت وطأة هذا laquo;الهجومraquo; الى اطلاق النار في الهواء لتفريق المهاجمين ما ادى الى سقوط قتيلين فلسطينيين وسبعة جرحى بينهم عسكريان.
بعدها، ساد توتر شديد المنطقة حتى ساعات الليل بعد اقدام تجمعات فلسطينية على قطع طريق البداوي، فيما استقدم الجيش تعزيزات اضافية لتدعيم حواجزه ومواقعه داخل المخيم وعلى الطرق الرئيسية في المنطقة، فيما ذكرت معلومات انه تم توقيف عدد من راشقي الجيش بالحجارة.
وبقي التوتر سائداً امس حيث بقيت كل الطرق داخل نهر البارد مقطوعة بالاطارات المشتعلة والعوائق، وسط اضراب عام وشامل، وraquo;تمترسraquo; معتصمين في الشارع الرئيسي عند المدخل الشمالي للمخيم داخل خيمة نصبوها منذ الصباح، فيما تم تشييع احد القتلى من دون الشاب احمد قاسم (17 عاماً) الذي رفض ذووه دفنه قبل اجراء تحقيق في ملابسات اطلاق النار عليه.
وفي الوقت الذي تحدثت معلومات عن laquo;طابور خامسraquo; رشق الجيش بالحجارة واطلق النار على الحتجين، لفتت تقارير الى ان الجرحى الخمسة كانت اصاباتهم مباشرة وهم ناصر خالد قمر، احمد غنومي، نادر محمد راشد سعيد عثمان حسن وعصام وليد عبد العال.
وعبذ بيان قيادة الجيش اللبناني عن هذا المناخ اذ اعلن انه laquo;اثر قيام حاجز تابع للجيش عند احد مداخل مخيم نهر البارد بتوقيف شخص لقيادته دراجة نارية من دون اوراق قانونية، تجمهر حشد من الاشخاص واقدموا على رشق عناصر الجيش بالحجارة وقطع بعض الطرقات المؤدية الى المخيم بالاطارات المشتعلةraquo;، مشيراً إلى انه laquo;لدى محاولة قوى الجيش فتح هذه الطرقات، تم التصدي لها من بعض المندسين ما ادى الى وقوع عدد من الاصاباتraquo;.
وأعلنت قيادة الجيش laquo;ان وحداتها أوقفت عددا من الاشخاص المشتبه بهم، وواصلت العمل على فتح الطرق واعادة الوضع الى طبيعتهraquo;.
في موازاة ذلك، اصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس تعليماته للسفير الفلسطيني في لبنان اشرف دبور الذي باشر اتصالات سريعة مع المسؤولين اللبنايين وقيادة الجيش لتطويق ذيول الحادث، في حين عقدت الفصائل واللجان الشعبية الفلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني اجتماعا في مقر اللجنة الشعبية في نهر البارد، بحضور المسؤول عن ملف اعادة اعمار المخيم مروان عبد العال.
وأصدر المجتمعون بيانا اعلنوا فيه laquo;الاضراب العام والشامل في المخيم حدادا على الدم الفلسطيني واستنكارا لاطلاق النار على المدنيين العزل الذين يعيشون في منطقة عسكرية مغلقةraquo;.
ودعا المجتمعون الى laquo;اعتصام جماهيري مفتوح سلمي وحضاري للمطالبة بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة الذين أصدروا اوامر اطلاق النار على المحتجين السلميين ورفع الحالة الامنية والعسكرية والغاء التصاريح وفتح المخيم على محيطه الفلسطيني واللبنانيraquo;.
كما طالبوا قيادة الجيش laquo;بعدم تسيير دوريات داخل المخيم منعاً للاحتكاك وبتوضيح حقيقة وملابسات الاشكال الذي ادى الى استشهاد الشاب احمد قاسم وجرح اخرين واعتقال العشراتraquo;. واكدوا laquo;الحرص الشديد على السلم الاهلي وعلى امن واستقرار لبنان، وان المخيم ليس بحال عداء مع الجيش اللبناني وهو خارج التجاذبات الداخلية اللبنانيةraquo;.
وتعليقاً على ما حصل، اعلن رئيس الجمهورية ميشال سليمان أنّ الإشكال الذي حدث في نهر البارد laquo;يجب ان يكون امثولة وعبرة من التجربة التي حصلت سابقاraquo;، مشيراً إلى أنّ laquo;التدابير التي اتخذها الجيش تنبع من حرصه على سكان المخيّم وعدم السماح للمخلّين بالتسلّل اليه وتعكير صفو العلاقة القائمة بين الجيش والفلسطينيينraquo;، مشدّداً على أهمية استمرار هذه العلاقة لما فيه مصلحة المخيم وسكانه في الدرجة الاولىraquo;.
ومن خلف laquo;غبارraquo; التوتّر في laquo;الباردraquo;، استمر الاخذ والردّ حول عدد من العناوين الداخلية أبرزها:
bull; ملف الإنفاق الحكومي الذي الذي أُقره مجلس الوزراء عبر سلفة خزينة laquo;انقذتraquo; الحكومة من laquo;موتها السريريraquo;، ولكن المعارضة تتهيأ للتصدي لها باعتبارها تلغي الرقابة البرلمانية وتعكس عدم رغبة الحكومة في إنجاز موازنة سنة 2012.
bull; تفاعُل قضية مشروع قانون اللجان النيابية الذي قضى بتثبيت المياومين في مؤسسة كهرباء لبنان نتيجة تفاهم بين قوى في 8 آذار وأخرى في 14 آذار الامر الذي اثار غضا العماد ميشال عون وفريقه الذي اكد ان المشروع laquo;لن يمرraquo;، موجهاً انتقادات ضمنية واخرة مباشرة الى laquo;ابناء التحالف الواحدraquo;، وسط توقف دوائر مراقبة عند laquo;اندلاعraquo; حركة احتجاج في الشارع وتحديداً في الضاحية الجنوبية، معقل laquo;حزب اللهraquo; على انقطاع التيار الكهربائي وصلت الى حد قطع طريق مطار بيروت، الامر الذي اعتُبر بمثابة laquo;رسائل متبادلةraquo; بالكهرباء بين الحليفين اي laquo;حزب اللهraquo; وتيار عون.
في موازاة ذلك، برزت ثلاثة مواقف سياسية هي:
bull; تأكيد العماد ميشال عون ثقته بقدرة الرئيس السوري بشار الأسد على الصمود، مع تحذيره في الوقت نفسه من أن laquo;النظام بشكله الحالي لم يعد قادراً على الاستمرارraquo;.
واذ أبدى عون عدم خوفه من تداعيات الأحداث السورية على لبنان، عبّر عن خشيته أن يؤدي سقوط الأسد، إذا حصل، إلى حرب أهلية في لبنان laquo;نتيجة تمدد الشبابraquo;.
bull; اعلان الرئيس امين الجميل في اطلالة لم تخلُ من دلالات سياسية عبر قناة laquo;المنارraquo; استعداده للقاء السيد حسن نصر الله، لكنه قال ان laquo;اللقاء يجب الا يكون للصورة ومفعوله يجب الا يكون عكسياً، فعندما تكون الظروف مؤاتية ونخرج بنتيجة فعلية وكل ما يعزز سيادة لبنان لن نتأخر ابداً عن فعلهraquo;.
bull;قول نائب laquo;حزب اللهraquo; نواف الموسوي تعليقاً على الإشادة الأميركية بالحكومة اللبنانية، مشيراً إلى أنّ التجربة أثبتت أنه laquo;حين تشيد بنا اميركا فإن علينا ان نعيد النظر بأنفسنا، لأنها حين تعلق الأوسمة تعلقها كما علقت بالأمس على صدر شيمون بيريز وسام الحرية وهو رئيس دولة الاحتلال الوحيدة في هذا العالمraquo;.

4 قذائف سوريّة سقطت في الدبابية ووادي خالد

لم laquo;تَسلمraquo; مناطق لبنانية شمالية من laquo;شظاياraquo; الاشتباكات في المقلب السوري، حيث سقطت ثلاث قذائف laquo;ار. بي. جيraquo; منتصف ليل الجمعة - السبت في بلدة الدبابية الشرقية في عكار من دون تسجيل اي اصابات.
كما سقطت قذيفة هاون مصدرها الداخل السوري في ارض زراعية على خط البترول البقيعة في وادي خالد، من دون الافادة عن اصابات.