بيروت


نكتة سوداء وثقيلة الدم مثل أصحابها خبرية تشكيل حكومة جديدة في سوريا تضم في صفوفها إثنين من quot;المعارضينquot;، فيما هما، وكما قال رئيس المجلس الوطني عبد الباسط سيدا لا يمثلان quot;إلا المعارضة المدجّنة.. ورتوش النظامquot; ليس أكثر.
والنكتة بلهاء في حد ذاتها. وكأن في نظام الأسد غير الأسد وحواشيه وأجهزته quot;ومؤسساتهquot; التي تختصر وتختزل كل شيء، وتقرر كل شيء وأي شيء، وتترك الباقي للناس كي تتسلى به.. وذلك الباقي من نوع حكومة أو برلمان أو قضاء أو وزير، ذلك من أطر طبيعية في عالم اليوم ودول اليوم وأنظمة اليوم.
نظام الطغيان في دمشق يلعب في الوقت الضائع بانتظار صفارة سقوطه. ولعبته دموية وخطيرة ومدمّرة.. يستمر في القتل والتدمير في الداخل، ويتورط ويورّط في الخارج، من لبنان الى تركيا. لكن وان كان عندنا حكومة غائبة عن الوعي، فإن في تركيا حكومة كاملة الوعي. تدرس خياراتها ولا تدفن رأسها في الرمل ولا تعتبر حالها في منأى عن الدفاع عن كرامتها ورموزها وأرضها وجيشها وأبنائها.
صحيح أن أنقرة لم تحسم بعد كيفية ردّها على إسقاط الطائرة التركية، وصحيح أن عضويتها في quot;الناتوquot; تحتّم التشاور والتنسيق حيال ذلك الرد، وصحيح إن صوتها يبدو وكأنه ذو نغمتين، واحدة تخفف من وقع الحدث وأخرى تؤكد عدم السكوت، لكن الصحيح أكثر وفي المبدأ، هو أن في العاصمة التركية حكومة تحترم نفسها وأعمالها ومسؤولياتها، تماماً عكس ما هو حالنا مع حكومة الانقلاب في بيروت، وتماماً أكثر عكس ما هو قائم في دمشق من خلال ما يُسمى quot;حكومة جديدةquot;.