تتحدث تقارير عن المئات من الطلبات التي تقدم بها العرب المقيمون في الأردن إلى السلطات القضائية الشرعية للموافقة على طلبات الزواج من سوريات ، لاسيما من قاصرات لا يتجاوزن 14 او 15 من العمر.


إيلاف: مازالت وسائل الإعلام تتحدث عن شيوع زواج لاجئات سوريات لاسيما القاصرات في بلدان لجأن اليها بعدما فررن من بلدهن الذي يشهد اعمال عنف، يشجعهن على ذلك عروض تقدم لهن تتضمن عروض الاستقرار والمال، إذ توافق أسرهن على تلك العروض بهدف الستر لهن، والتخلص من أعباء معيشتهن، بل ان هناك، بحسب شهود عيان، من يطلب مهورا بمبالغ معينة لغرض دعم (الثورة) .

ومثلما نشر موقع (أخبار 24) الأردني تقريرا يشير إلى المئات من الطلبات التي تقدم بها العرب المقيمون في الأردن إلى السلطات القضائية الشرعية للموافقة على طلبات الزواج من سوريات، فان صحيفة الدستور الاردنية نشرت مقالا حمل عنوان (أردنيون يستغلون الاحداث ويتزوجون من لاجئات سوريات) جاء فيه أنه يمكن الزواج من (السورية) هذه الأيام بمائة دينار، او بمائتي دينار وما عليك الا ان تذهب الى المفرق أو عمان أو الرمثا او اربد او الكرك، لتختار (حورية) من (حوريات) الشام quot;.
وحسب بعض المؤشرات، فان هناك إقبالا على تزويج الفتيات السوريات لاسيما القاصرات اللواتي لا تتجاوز أعمارهن 14 او 15 من العمر.
حرائر لا سبايا
الكاتب عبد الباري عطوان عالج الموضوع في مقال له حمل عنوان ( لاجئات سورية حرائر لا سبايا )، في صحيفة القدس العربي اللندنية، مشيرا الى ان quot;الصحف الاردنية، تحدثت عن بعض رجال دين طلقوا نساءهم من اجل الزواج من لاجئات سوريات، كما تحدثت مواقع عراقية عن إجبار بعض اللاجئات السوريات على زواج المتعةquot; .
يقول عطوان quot; هؤلاء المتاجرون بالدين، وهو منهم براء، كرروا الأمر نفسه أثناء مأساة البوسنة، حيث هرعوا لاقتناص البوسنيات الأرامل منهن او العذارى، الاخوات في الدين، ثم تخلوا عن معظمهن، والذريعة نفسها، اي ستر هؤلاء الاخوات في الاسلامquot; .
ويردف عطوان quot; الزواج سترة، لا احد يجادل في ذلك، والفتاوى التي تصدر في مساجد دول عربية آخرها في الجزائر، حيث تدفق بعض اللاجئين لعدم وجود قيود على دخول السوريين، امر حميد، لكن ما يثير الريبة والشك والحنق ايضا، هو استغلال الظروف المعيشية لهؤلاء وزواج شيوخ متقدمين في السن من فتيات قاصرات دون سن الخامسة عشرةquot; .
و يطَّرِدُ حديث عطوان quot; اللاجئون السوريون لم يذهبوا الى الاردن ومخيمات اللجوء البائسة فيه من اجل تزويج بناتهم لكل باحث عن المتعة بأرخص الأثمان، وانما من أجل عيش كريم، وضيافة معقولة توفرها دول عربية ثرية تدعي دعم الثورة السورية، والحرص على الشعب السوري وأمنه وحريته وكرامتهquot;.
ويشير عطوان الى ان quot;دولا عربية سنت قوانين لمواجهة ظاهرة الرق الابيض تحت غطاء الزواج تمنع تسجيل اي عقد زواج عندما يكون الفارق في السن بين الزوجين اكثر من خمسة وعشرين عاما، ونأمل أن تسن الحكومة الاردنية قوانين على وجه السرعة للتصدي لهذه الظاهرةquot;.
ويعتبر عطوان quot;الزواج من قاصرات استغلالا لظروف اهلهن المعيشية في مخيمات اللجوء هو اغتصاب يجب أن يوقف فورا، ويجري تقديم المقدمين على هذه الجريمة الى القضاء العادلquot;.
ان التضامن مع الشعب السوري، بحسب عطوان، اولى ابجدياته توفير العيش الكريم اللائق لأبنائه وبناته، فهذا الشعب العزيز الأبي وقف دائما الى جانب شعوب الأمة وقضاياها، وقدم الشهداء، ولا يجب ان يعامل بهذه الطريقة، خاصة اقفال الحدود في وجهه، ووضعه في مخيمات تفتقر الى ابسط المتطلبات المعيشية الانسانية.
الزواج من سوريّة نازحة
وتحت عنوان ( الزواج من سوريّة نازحة )، كتب محمد العصيمي في صحيفة اليوم السعودية، عن quot; تسابق (المجاهدين) ليغبروا أقدامهم في مواطن اللجوء والنزوح السورية معلنين استعدادهم للزواج من سوريات قاصرات يبحثن عن السترquot;.
وتنشر ظاهرة الزواج من نساء سوريات الى درجة ان صاحب صفحة (سوريات مع الثورة)، أعلن لزوار صفحته، الساعين بمنتهى (الحميمية) خلف شهواتهم، quot;عدم قبول أي طلبات زواج راجيا من الجميع ألا يرسلوا هذه الرسائل (لأنه الوقت مو وقت زواج عنا.. سوريا في حالة حرب) quot; .
وبحسب العصيمي فان الثمن الذي يدفع في (حورية) من (حوريات) سوريا لا يتجاوز 500 إلى 1000 ريال سعودي، كما يقول بعض الأردنيين الذين يشاركون الخليجيين هذه المرة في جهاد الشهوات .
وأحكم العصيمي فكرته بالسؤال quot;أي أمة هذه التي تطفئ أحزان بناتها نيران شهوات أبنائها؟ وأي خدعة أو تبريرات يرتكبها هؤلاء المستغلون لحاجات أخواتهم في القومية والدين فيتسابقون إلى شرائهن في سوق نخاسة النزوح الإجباري والحاجة المرة لسقف يأوي فتاة بريئة زائغة البصر من هول ما رأت من القتل والتشرد؟ quot; .