الرياض

لا يختلف اثنان على فداحة وجسامة ما أقدم عليه quot;أقباط المهجرquot; في مشاركتهم بإنتاج العمل المسيء للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم. فالحالة التي استقبل بها الشارع المصري أمر هذا الفيلم، والاحتجاجات التي نظموها أمام السفارة الأميركية في القاهرة، التي تحولت إلى اعتصامات لاحقا لم تجد إدانة إلا من quot;الإخوان المسلمونquot; رغم أنهم كانوا مكونا رئيسيا في الماضي في حركات احتجاجية مماثلة، كل ذلك يعد أمرا طبيعيا، ولكن المثير هو أن يتطور الأمر ليصل إلى حد استهداف الدبلوماسية الأميركية في بنغازي، فلماذا ليبيا تحديدا؟
هناك حالة من عدم وضوح الرؤية للتطورات المتصاعدة والمتلاحقة التي شهدتها ليبيا في اليومين الأخيرين، ومع بشاعة الخطأ الذي ارتكبه الأميركيون بالسماح بعرض الفيلم المسيء للرسول، لكن أمرا كهذا يطرح التساؤل عن ماهية منفذي الهجوم الصاروخي على بعثتهم في بنغازي، فمن المستفيد من خلف هذه العملية، ومن له المصلحة في ضرب الأميركيين في البلد الذي ساعدوه للإطاحة بنظام معمر القذافي؟

من الواضح أن الفيلم المسيء للرسول الكريم لم يكن سوى مسوغ لتصفية الحسابات مع واشنطن على مستوى دول وليس على مستوى أفراد، فالعملية التي تعرض لها مبنى السفارة الأميركية في بنغازي لم تكن عشوائية، أو وليدة موقف، بل كان مخططا لها منذ أمد بعيد، وكانت تنتظر لحظة التنفيذ، ومما يدلل على ذلك قيام المنفذين بعد تنفيذ العملية باقتحام وquot;سرقة محتوياتquot; من داخله، و يحتمل أن تكون تلك المحتويات عبارة عن بيانات استخباراتية أو معلومات هامة تفيد جهة ما في عملها بالداخل الليبي، وخصوصا تلك التي فقدت مكاسبها بسقوط القذافي رغم تمريرها لقرار التدخل العسكري بمجلس الأمن.
تطورات الأمس، كانت صاحبة الصوت الأعلى في المشهد، وتكاد تكون قد غطت في صخبها المجازر التي ينفذها نظام الأسد في سورية، لكن خبرا هاما مر من بين هذه الأخبار المشتعلة قد يساعد في فهم التطورات الأخيرة، وهو ما قاله العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني من وجود مندسين بين النازحين السوريين الذين يعبرون صوب الأراضي الأردنية لجمع معلومات لصالح نظام الأسد، فهل نحن أمام مخطط فعلي لتصدير الأزمة السورية؟