المحجبات لم يكن مرحبًا بهن في القصر الجمهوري إبان عهد الرئيس المصري السابق، لأن (الهانم) كانت تمتعض من وجودهن، ويتداول البعض حكايات كثيرة عن ضغوط مارستها قرينة الرئيس السابق حسني مبارك لإقناع أخريات من زوجات المسؤولين بخلع حجابهن.


اشارت المذيعة التلفزيونية المصرية فاطمة نبيل، التي ظهرت كأول قارئة نشرة محجبة في التلفزيون المصري، الى أنها أُقصِيت من العمل كمذيعة لأكثر من 12 عامًا بسبب ارتدائها الحجاب ، نافية في الوقت نفسهعلاقتها بحزب الحرية والعدالة أو بجماعة الاخوان، مؤكدة أنها تعمل في قطاع التلفزيون منذ العام 1999، و أن لا علاقة للرئيس المصري محمد مرسي أو وزير الاعلام صلاح عبدالمقصود، بقرار ظهورها .
و ظهور محجبة فى التلفزيون المصري ظل فعلاً محرمًا منذ أن تأسس التلفزيون المصري ، عدا البرامج الدينية التي استثنيت من قرار منع ظهور المذيعة المحجبة ، وقد وثقت ذلك كاريمان حمزة كتابها (لله يا زمرى) ، حيث اوضحت معاناتها بسبب الحجاب.
و كاريمان إعلامية مصرية عملت في البرامج الدينية في التلفزيون منذ عام 1970 وحتى 1999 ، بدأت عملها بتقديم برنامج للأطفال بعنوان (قرآن ربي ) و قدمت أكثر من 1500 حلقة تلفزيونية على مدار تاريخها الطويل مع مختلف علماء الدين الإسلامي ومنهم الشيخ يوسف القرضاوي والإمام الغزالي والشيخ محمد متولي الشعراوي .
وتشير فاطمة نبيل في حوار اجرته معها صحيفة الرأي الكويتية الى أنها ارتدت الحجاب وهي في عمر 13 عامًا ، وأنها لم تشعر يومًا بالاقصاء والظلم الا بعد تخرجهامن كلية الآداب قسم اللغة الانكليزية للعمل في مبنى الاذاعة والتلفزيون كمحررة مترجمة بقطاع الأخبار.
تتابع فاطمة quot; حين أردت العمل في التلفزيون وظهوري كمذيعة على الشاشة تم منعي من قبل وزير الاعلام الأسبق صفوت الشريف الذي استغل منصبه أشد استغلال لمنع المحجبات من الظهور على الشاشة وكأنهن (جرثومة )لابد من قتلها.
إن فكرة الحجاب ، من وجهة نظر فاطمة ، ليس معناها quot; حمل أفكار وقيم ومعتقدات الكفر لشخص آخر لا يرتدي الحجاب، بل هناك التزام بمعايير الاسلام الوسطي، وهذا ما خلط به المسؤولون أثناء النظام السابقquot; .
وتؤكد فاطمة quot; من حق المذيعات أو أي منهن الظهور بالحجاب دون قهر أو اقصاءquot;.
وتردف quot; لا يمكن معاملتي كمواطنة من الدرجة الثانية بسبب حجابي quot; .
وتتذكر فاطمة أنه حين تم الاعلان عن مسابقة للتقدم بمذيعين لنشرة الأخبار وكان ذلك في العام 2011 ، تقدمت الى المسابقة وكانت تضم 116 من محرري ومراسلي التلفزيون لينجح 24 فقط من ضمنهم هي ، ولكن بسبب الحجاب قالت لها احدى (الشخصيات) في قطاع الأخبار، التي تملك زمام الأمور في ظهور المذيعات في النشرات، إن النشرة الاخبارية خط أحمر لا يمكن تجاوزه .
وتستأنف فاطمة القول quot; بدأت أبحث عن مكان آخر يقدر موهبتي ويرحب بي الى أن علمت بأن قناة (مصر 25 ) فتحت الباب وبالفعل تقدمت بالترشح وعملت فيها عامًا كاملاً كمقدمة للبرامج وأيضًا كمذيعة للنشرة الاخبارية quot;.
وتؤكد فاطمة بأنها ليست عضواً في حزب الحرية والعدالة وليست لها أي علاقة بجماعة الاخوان، كما أن عودتها للتلفزيون حق مسلوب قد عاد بقرار وزير الاعلام الجديد صلاح عبدالمقصود.
وحول قرار عودة المحجبات على الشاشة ، تشير فاطمة الى أنها quot; لحظة انتظرتها كثيرًا وحين تم تفعيله شعرت بأن ثورة 25 يناير أخيراً وصلت الى (ماسبيرو ) quot; .
وعن امتعاض المذيعات غير المحجبات من ظهور محجبات على الشاشة ، قالت فاطمة quot; الأداء المهني هو الفيصل الوحيد لتقييم مذيعة عن غيرها، وليس الشكل أو المظهر هو الفيصل الوحيد في ذلكquot;.
يرى الكاتب فهمي هويدي في تعليقه على ظهور مذيعة محجبة في التلفزيون المصري أن القرار quot;بمثابة خطوة باتجاه تطبيع العلاقات بين السلطة والمجتمعquot;.
ويزيد في القول: quot; لم يكن غريباً أن تظهر مذيعة محجبة على شاشة التلفزيون، ولكن الذي كان غريبًا حقًا أن يتطور المجتمع وتزداد فيه مظاهر التدين. بحيث يصبح للحجاب حضوره القوي في جميع أنحاء مصر والأغلبية الساحقة من مؤسساتها ومرافقها، ثم لا نجد صدى لذلك في التلفزيون طوال أكثر من نصف قرن، حتى بدا منفصلاً تمامًا عن واقع المجتمع وواجهة لبلد آخر غير مصرquot;.
ويذكّر هويدي أن quot; العاملين في الوسط الصحفي يعرفون جيدًا أن المحجبات لم يكن مرحبًا بهن في القصر الجمهوري إبان عهد الرئيس السابق، لأن (الهانم) كانت تمتعض من وجودهن، ويتداول البعض حكايات كثيرة عن ضغوط مارستها قرينة الرئيس السابق حسني مبارك لإقناع أخريات من زوجات المسؤولين بخلع حجابهنquot; .