محمد الفهيد


ترى ما هو السبب الذي تخصص من أجله أميركا ميزانيات ضخمة لتهدئة الرأي العام في باكستان وعدد من الدول الإسلامية التي شهدت احتجاجات مناهضة للفيلم المسيء إلى الإسلام quot;براءة المسلمينquot; الذي أنتج في كاليفورنيا

ترى ما هو السبب الذي تخصص من أجله أميركا ميزانيات ضخمة لتهدئة الرأي العام في باكستان وعدد من الدول الإسلامية التي شهدت احتجاجات مناهضة للفيلم المسيء إلى الإسلام quot;براءة المسلمينquot; الذي أنتج في كاليفورنيا، إذ أنفقت السفارة الأميركية في إسلام أباد حوالي 70 ألف دولار لبث إعلان يضم مقاطع فيديو للرئيس الأميركي باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، يؤكدان فيه على احترام الولايات المتحدة للدين الإسلامي، وأن الحكومة الأميركية ليست لها صلة بالفيلم، بل إن أميركا ذهبت إلى أبعد من ذلك، ببث إعلانات تهدئة عبر مواقع الإنترنت الأكثر شعبية في تلك البلدان.
وبغض النظر عن أي مؤامرات سياسية أو نهج أميركي في قضية الفيلم المسيء أو أي تحليلات معقدة، لا بد للعالم العربي والإسلامي أن يراجع نفسه كثيرا حول أهمية الإعلام وتوظيفه إيجابيا عند الأزمات، بعيدا عن العنف. فلماذا لم نشتر مساحات إعلانية في قنوات غربية لنعرف بحقيقة الدين الإسلامي ونبيه صلى الله عليه وسلم؟
والسبب الذي يدفعني إلى هذا المقترح هو فشل القنوات العربية الناطقة باللغة الإنجليزية ووسائل الإعلام الأخرى كالصحف ومواقع الإنترنت في تقديم رسائلها الثقافية والاجتماعية. فعلى سبيل المثال، قناة الجزيرة الناطقة بالإنجليزية لا تقدم نفس المضمون العربي، وبالتالي فإن تأثيرها أقل بكثير من نظيرتها العربية، بالإضافة إلى القنوات الموجهة إلى الغرب وبالتحديد تلك التي تتبع في الأساس مؤسسات إعلامية رسمية.
ومن هذا المنطلق، لا بد أن نعترف بأن إعلامنا الموجه إلى الآخر quot;فاشل بكل المقاييسquot; لأنه لم يحاول أن يصل إلى أطراف كثيرة من العالم ليعرفهم بثقافتنا أو تقاليدنا، بل إنه لا يجد أهمية في أن يفتتح قنوات ناطقة بعدة لغات أو أن يعلن عن نفسه حتى. وحقيقة ما يحدث في عدد من بلدان العالم الإسلامي أنها انطوت على نفسها ولم تنفتح على العالم كما يجب، فليس من المنطق أن تجلس منعزلا في جزيرة ما وتنتظر من الناس أن تأتي للتعرف عليك.
وفي المقابل فإن الشيء الذي لم يحسب له حساب منتج الفيلم المسيء إلى الإسلام هو أنه قدم خدمة للإسلام دون أن يعرف عندما نجد اليوم آلاف الناس في الدول الغربية يذهبون إلى المكاتب باحثين عن كتب تعرفهم بـquot;الإسلامquot;!