لن نبكي اذا رحل بشار الاسد، على الرغم من عدم نسياننا للموقف العظيم والمبدئي لوالده المرحوم حافظ الاسد حيال الغزو العراقي للكويت.


مع تزايد نذر تدخلات اقليمية مكشوفة في الساحة السورية ، فإن فرص خروج الأمور عن السيطرة تبدو أكبر، مع دخول الحرب نقطة اللاعودة الى مربع الحوار والمفاوضات ، و ازدياد التسليح على الارض السورية للاطراف المتنازعة ، واتهامات لدول الجوار السوري بتسهيل دخول الاسلحة الى هذا البلد ، ومنها العراق الذي اتهمه تقرير لأجهزة مخابرات غربية من أن ايران استخدمت مجاله الجوي لنقل عسكريين وأسلحة بطائرات مدنية الى سوريا لمساعدة الرئيس بشار الأسد في التصدي للانتفاضة المستعرة ضده منذ 18 شهرًا.

وهدد السناتور الاميركي جون كيري الاربعاء بمراجعة المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة الى بغداد اذا لم توقف نقل السلاح إلى سوريا.
وفي هذا الصدد، يرى عبد الرحمن الراشد أن العراق لعب دور الممول المالي والنفطي والمعبر البري لكي تستعيد قوات الأسد الوقوف على قدميها بعد أن فقدت سيطرتها على معظم الأراضي السورية، وبعد أن دخل الثوار العاصمة دمشق.
ويشير الراشد الى أن quot;العراق فتح أجواءه للطائرات الإيرانية، بعدما تمكن الثوار السوريون من إغلاق المنفذ الحدودي البوكمال مع العراق بعد استيلائهم عليه، ليقطعوا الحبل السري ويتوقف طابور الشاحناتquot;.
ويصف الراشد المشهد السياسي في انقساماته في ما يتعلق بالموقف من سوريا بأن هناكquot; دولاً في صف الشعب السوري الثائر، مثل السعودية وقطر والإمارات والأردن وتركيا، ودولاً مع نظام بشار الأسد، مثل حكومات إيران والعراق، وبدرجة أقل السودان والجزائرquot;.
وفي مقاله في جريدة الشرق الاوسط ، يُرجِع الراشد، الموقف العراقي الداعم لنظام الاسد الى quot;الضغوط الإيرانية عليه أو رغبة قيادته السياسية، وتحديدًا رئيس الوزراء نوري المالكي، الذي وصل الى منصبه بفضل إيران التي ضغطت على بقية الأحزاب الشيعية التي كانت ترفض توزيره واضطرت لإعطائه أصواتهاquot;.
وبحسب الراشد، فإن المالكي اليوم quot;يسدد فواتيره للنظام الإيراني الحليف، على الرغم مما قد يعنيه من مخاطر جمة على العراق وعلى حكومته الهشةquot;.
ويذهب الراشد الى أن الفترة المقبلة ستشهد quot;خروج حكومة المالكي من صندوق ثيابها، وتكشف عن قناعها الذي لبسته طويلاً، لتعترف بتحالفها مع طهرانquot;.
ومن وجهة نظره فإن quot; المالكي أطال في عمر الأسد، بعكس الأسد الذي كان يعمل في السنوات الماضية على تقصير عمر النظام العراقي، من خلال تبنيه القاعدة والجماعات العراقية المسلحة التي كانت تتخذ من سوريا مقرًا لهاquot;.
ويحكم الراشد فكرته بالقول: quot; هذا التناقض يمكن أن يفهم فقط في إطار السياسة الإيرانية التي كانت تريد الهيمنة على العراق، مرة من خلال سوريا باستخدام الجماعات المسلحة، ومرة لاحقة باستخدام المالكي الذي تحول إلى مجرد بيدق تلعب به.quot;
ويعرّج حسن علي كرم على شكل آخر من اشكال التدخل الاقليمي في سوريا التي تشهد quot; حربًا أهلية حيث يوجه السلاح السوري إلى صدر السوري والقتل على الهويةquot; .
ويقارن كرم ازدواجية المواقف وتعددية الوجوه في القضية السورية ، بما حدث من تناقضات في المواقف السياسية للاخوان المسلمين من الغزو العراقي للكويت .
ويستأنف القول في مقاله في صحيفة الوطن الكويتية quot;هذه الازدواجية أو تعدد الوجوه قد تجلى واضحًا اثناء احتلال القوات العراقية لوطننا العزيز الكويت، فعلى صعيد التنظيم العالمي للاخوان فعلى الرغم من حضورهم للمؤتمر الاسلامي في جدة، حتى طاروا الى بغداد لحضور مؤتمر اسلامي مناهض لمؤتمر السعودية وقابلت قيادات الاخوان (المقبور) صدام حسين متمثلة بالاردني عبدالرحمن خليفة والسوداني حسن الترابي والتركي نجم الدين اربكان والمصري رئيس حزب العمال مصطفى عزت وآخرين لا تحضرني اسماؤهم في هذه العجالة، قطعا لقاؤهم بصدام حسين لم يكن من اجل مطالبته بالانسحاب من الكويت بقدر ما كان تأييدًا لهquot; .
ومناسبة المقارنة التي اوردها كرم هي اطلاق الجيش السوري الحر، والذي يقوده الاخواني ( بتعبير كرم ) العقيد رياض الاسعد، فيلقاً باسم (الشهيد صدام حسين) .
يقول كرم quot;فهذا الشبه من ذاك، على الرغم من انكار الاسعد صلة الجيش الحر بذلك الفيلق وهي كعادتهم الازدواجية وتعدد الوجوهquot; .
ويوجه كرم كلامه الى النائبين الكويتيين وليد الطبطبائي وجمعان الحربش بالقول quot; ما بوسعهما أن يعملا، وقد وزعا صورهما على الصحافة والاعلام المحلي في لقطة استعراضية دعائية وهما يتوسطان مائدة عامرة بما لذ وطاب من اطايب الطعام مع العقيد الاسعد، غير الدفاع عن الجيش الحر وقائده؟ وأن الفيلق المزعوم مدسوس ومؤامرة من النظام السوري، وعلينا تصديق نفي الطبطبائي والحربش وقائد الجيش الحر، مع أن رياض الاسعد هو نفسه الذي صرح قبل ايام بأن جيشه الذي هو الجيش السوري الحر نواة للجيش الاسلامي وقيام الدولة الاسلامية السوريةquot; .
ويستطرد كرم متحدثًا عن تاريخ العلاقة السورية الكويتية quot; لن نبكي اذا رحل بشار الاسد، على الرغم من عدم نسياننا للموقف العظيم والمبدئي لوالده المرحوم حافظ الاسد حيال الغزو العراقي للكويت، الا أن ما يحدث الآن على الارض السورية هو حرب اهلية حقيقية حيث يوجه السلاح السوري الى صدر السوري وحيث القتل على الهوية، وحيث اقتحام البيوت على الآمنين وبقر بطون الحوامل وقتل المسنين والاطفال وهتك اعراض العذارىquot; .
ويحذر كرم من أن quot; الذين يساعدون حربًا طائفية (قذرة) هناك سواء كانوا من تنظيم الاخوان أو من غيرهم عليهم أن يعتبروا بالخواتيم، فلا يظنون أنهم في منأى من وصول النار الى أرديتهم فالمنطقة كلها قد باتت تحت حراب حرب طائفية قادمةquot; .