محمود عاشور وكيل الأزهر السابق:نعيش زمن الخوارجrlm;..rlm; والإسلام لايعرف الدولة الدينية

أكد الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق وعضو مجمع البحوث الإسلامية انه لابد من وقف التناحر والاقتتال بين الفرق والجماعات إعلاء لمصلحة الوطن

وفي ظل مشهد سياسي يتطلب من الجميع ضبط النفس وتحكيم العقل للوصول إلي الصواب ولتحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع بعد التحرك الديمقراطي الذي شهدته مصر. منذ ثورة25 يناير مرورا بثورة30 يونيو وما تلاها من اضطرابات سياسية ادت الي التناحر والاقتتال بين أبناء الوطن الواحد

وإلي نص الحوار:
كيف تري حالنا الآن؟
المشهد السياسي لايسر لان فيه الفرقة والفتنة والاتهامات بين الجميع فالبعض يتهم البعض والبعض يكفر البعض وهذا غير مقبول بالمرة لأن مصر عاشت تاريخها أمة واحدة وجماعة واحدة وقد يحدث خلاف أو شقاق لكننا لم نصل إلي حد التكفير الذي نعيش فيه الآن والتخريب والاقتتال وهذا كله يدل علي اننا نسير في طريق أعوج لاننا تركنا مصريتنا ووطنيتنا ونتعامل وفقا لاغراض ومصالح ليست من الإنسانية في شيء وليست في تاريخنا الذي يؤكد ان مصر تجتمع ولاتفترق.
ماذا تعني بمصريتنا؟
أي ان يجعل كل مواطن هدفه الأول مصر ومصالحها فوق أي مصالح شخصية لوقف الخراب والدمار الذي نعيش فيه مما يفسد الحياة والوطن ويحطم الاحلام ويعبث براحة البال والسعادة النفسية.
كيف نخرج من حالة الانقسام والصراعات ؟
من خلال تحكيم العقل حتي نصل للصواب والمحاكمة الفورية العاجلة لكل من قتلوا ونسفوا أو دمروا وفجروا حتي يكونوا عبرة لغيرهم كما نحتاج لاعتذار ممن قتل ومن حرض علي ذلك ومن مول ايضا لأن مصر فوق الجميع حتي تغلب مصلحة الوطن فوق اي مصالح شخصية لان مصر خيرها كثير ونحتاج للخضوع لمصلحة الوطن ولما يرعاه ويحفظه.
متي يتوقف نزيف الدماء بين أبناء الوطن الواحد؟
إذا عقل من يسفكون الدماء واذا فهموا ان سفك الدماء حرام وان حرمة الإنسان عند الله اشد من حرمة الكعبة المشرفة ولابد ان يعي الجميع حرمة دم الإنسان وان من يقتل فهو في النار فديننا رفض ذلك لان دم المسلم علي المسلم حرام لقول الرسول صلي الله عليه وسلم( إذا التقي المسلمان بسيفهما فالقاتل والمقتول في النار) ولقوله ايضا: من حمل علينا السلاح فليس منا وعلي من يقتل ويسفك ان يعي حرمة الدماء وأن يعوا جيدا أن الإسلام جاء لتحقيق العدل والاستقرار والهدوء وليس من أجل القتل والتخريب
هل تري أن تطبيق الاقتراح الذي ينادي به البعض بإنشاء وزارة للزكاة سيحل الأزمة المالية الحالية؟
ارفض إنشاء وزارة للزكاة واطالب بتجميع الزكاة من خلال أمناء من النواحي العملية والدينية مؤسسة للزكاة تجمع كل الجمعيات الخاصة بجمع الزكاة تحت مظلة واحدة لأن الزكاة في مصر تصل لمبالغ ضخمة ويمكن من خلالها إنشاء مصانع وتوفير فرص عمل ومساكن للشباب وبالتالي نستطيع تدريجيا حل كل مشاكل المجتمع واطالب بجمع أموال الزكاة في وعاء واحد بجمعها وإنفاقها لحل مشاكلنا جميعا لرعاية شئون الفقراء ولمساعدة الحكومة في بناء المدارس والمستشفيات والأمناء يتولون عملية الجمع والتوزيع علي المحتاجين.
ماذا عن تولي الأزهر عملية جمع الزكاة وصرفها علي مستحقيها؟
الأزهر ليس هذا دوره فالأزهر له دوره الأساسي هو نشر الدين الصحيح والجمع بين الفرق المتناحرة المتقاتلة وتصحيح مفهوم الدين عند الكثيرين وأن الإسلام دين الأمن والسلام وليس دين القتل والإرهاب ولابد من نبذ الأفكار الخاطئة التي تبعد تماما عن صحيح الدين.
كيف تري التحول الديمقراطي الذي شهدته مصر منذ ثورة25 يناير مرورا بثورة30 يونيو ؟.
ـ ثورة25 يناير كانت أملا ثم تحولت إلي ألم لأننا كنا نتمني أن تأخذ بلادنا نحو الأفضل بل نحن نعيش في متاهة وجاءت ثورة30 يونيو لتصحيح مسار25 يناير لأنها سرقت من قبل أناس قضوا علي الطموحات والآمال والأحلام التي يحلم بها المواطن في حياة كريمة وحرية.
كيف تري تجربة الإسلام السياسي؟
ـ لا يوجد في الإسلام ما يعرف بالإسلام السياسي فالإسلام هو الإسلام بمبادئه وأحكامه ولا يوجد أيضا ما يعرف بالدولة الدينية والقضية لدينا هي دولة يحكمها العدل والأمن والشريعة السماوية التي لا تظلم أحدا بل تحقق العدالة.
وأنا أريد مصر دولة مدنية تطبق القرآن والسنة وهذا هو الإسلام لأن دولة الإسلام تتسم بالحزم وضمان حقوق المواطنين جميعا والحاكم السليم لابد أن يطبق عدل الله علي نفسه أولا قبل أي مواطن فأنا أرفض تماما الإسلام السياسي فالإسلام هو الإسلام يطبق في عدله.
هل نحن بحاجة إلي دستور جديد أم التعديلات الدستورية كافية؟
ـ الدستور لا يحكم حركة الحياة بل هو مجرد كاشف لما ينبغي وهو هاد نهتدي به إذا حدثت نوازع فنحن نحتاج لبشر يفهم كيف تسير الحياة وكيف يحكم الشعب والدستور ليس فوق الناس بل هو لقضاء حاجات الناس والعدل أساس الملك لأن العدل هو من يضع ويرفع.
كيف نقضي علي موجة العنف والتكفير الدخيلة علي المجتمع المصري؟
ـ شعب مصر عظيم وله تاريخ7 آلاف سنة حضارة وبالتالي هذا الشعب قادر علي اجتياز كل المحن والأزمات ونحن نعيش في فتنة عظيمة ولكن الحق سوف يظهر لأن مصر أزالت وجه الاستعمار بكل أشكاله وألوانه وستظل مصر أقوي بفضل جيشها العظيم أقدم جيش في العالم عمره3000 سنة لأنه هو الدرع الحامي للوطن.
انتشار التشدد في مجتمعنا هل سببه غياب دور الأزهر؟
ـ ثورة25 يناير لها توابع كالزلزال وخرج بعدها ما لا نحبه أن يخرج وما ممن يقولون إننا ليس لدينا حضارة وإننا نعيش في كفر وهم لا يعون ما يقولون ولا يفهمون صحيح الدين ويفهمونه بطريقة مختلفة خاطئة تماما عن الدين الوسطي الصحيح.
هل يوجد ما يسمي نكاح الجهاد في الإسلام؟
ـ لا يوجد في الإسلام ما يسمي نكاح الجهاد بل هو وسيلة لإشباع الغرائز فقط والإسلام بريء منه علي الإطلاق والدين بعيد تماما عن هذه الأشياء والجهاد لا يكون إلا مع عدو اغتصب الأرض وهنا يكون الجهاد واجبا أما غير ذلك فلا يعتبر جهادا وستظل راية الإسلام عالية خفاقة رغم دعوات التكفير المتبادلة بين الأفراد وبعضهم البعض ولا يجوز لأحد أن يكفر أحدا لأن تكفير المؤمن ظلم عظيم لأنه جريمة بشعة.
نعيش في زمن فوض الفتاوي خاصة علي الفضائيات في رأيك كيف نعيد ضبط منظومة الفتاوي؟
ـ أري أن زمن فوضي الفتاوي انحسر بشكل كبير بعد إغلاق القنوات الدينية الأخيرة لأنه لا يجوز مطلقا أن يفتي من هو بدون علم أبدا والآن أصبح الناس لا يثقون إلا في العلماء ممن تعلموا في الأزهر الشريف لأنهم مؤهلون علميا للإفتاء.
ما رؤيتكم في فكرة إنشاء الأحزاب السياسية علي أساس ديني؟
ـ الإسلام لا يعرف التحزب ولا يعرف الأحزاب التي تتناحر ويناطح بعضها بعضا لأنها ليست من الدين في شيء لأن الإسلام يوحد الكلمة والصف ويؤلف بين المسلمين جميعا والفرقة الإسلامية نشأت جميعا في الفتن الكبري مثل الخوارج والمعتزلة والشيعة ونحن نعيش في زمن خوارج العصر.
كيف يمكن للأزهر الشريف نشر الفكر المستنير؟
ـ لابد للأزهر أن يعيد النظر في مناهجه جميعا لكن تتطور فهو مرجعية العلم الإسلامي كله وليس مقصورا علي تدريس الفقه, بل نحتاج دراسة مشاكل الحياة لكي يتخرج عالم ملم بكل قضايا العصر فالأزهر في المقدمة وهو من يفتي ويعلم ويدرس ونحن نعيش في ردة بسببها انتشر الفكر المتطرف البعيد عن صحيح الإسلام الوسطي المعتدل لحماية الأجيال القادمة من خوارج هذا العصر.
هل تري أن قرار الأوقاف منع التبرعات عن طريق المساجد خطوة صائبة؟
ـ الهدف من هذا القرار منع استخدام الأموال في الدعاية السياسية فالأوقاف يجب أن تعالج هذه الأزمة من خلال الاتصال ببنك ناصر لتخصيص مبالغ لهؤلاء الفقراء والمساكين ممن كانوا يتقاضون معونات من المساجد ويتولي بنك ناصر الإنفاق أو تصرف الأوقاف لهؤلاء الفقراء معوناتهم من أموال البر وصناديق النذور.
ما رؤيتك للوضع الحالي في سيناء؟
ـ تعاني سيناء من وجود البعض ممن يحاولون إدخال الرعب في النفوس وإثارة القلاقل لكن عمليات التطهير التي يقوم بها الجيش العظيم هي وسيلة فعالة للقضاء علي بؤر الإرهاب لكي يستتب الأمن.