صنعاء - من يحيى السدمي

تحولت مدينة عدن جنوب اليمن أمس, ساحة حرب حقيقية استخدمت فيها قوات الجيش والأمن الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع ضد أنصار quot;الحراك الجنوبيquot; في منطقتي خور مكسر وكريتر, وسط توتر كبير بين المؤيدين والمعارضين للوحدة.


وقال شهود عيان لـ quot;السياسةquot; إن قوات الجيش والأمن فتحت نيرانها ضد الآلاف من نشطاء quot;الحراكquot; الانفصالي ما أدى إلى مقتل خمسة وإصابة نحو 60 آخرين أثناء محاولتهم دخول ساحة العروض بالقوة لمنع عناصر حزب quot;الإصلاحquot; وشباب الثورة السلمية الذين يرفعون علم دولة الوحدة من إقامة فعالية احتفالية بالذكرى الأولى لتنصيب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيسا لليمن, وأجبرتهم على مغادرة الساحة ليتجمعوا في ساحة الشهيد الدرويش القريبة من ساحة العروض, في وقت سيطر عناصر quot;الإصلاحquot; على الساحة واستخدموا مكبرات الصوت لدعوة المواطنين للمشاركة في الاحتفال بمناسبة ذكرى انتخاب هادي رئيسا.
وقال رئيس المجلس الوطني لـ quot;الحراك السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوبquot; أمين صالح محمد في تصريح خاص لـ quot;السياسةquot; إن عدن في حالة حرب حقيقية بين قوات الجيش والأمن وشباب quot;الحراكquot;, فالإخوان في حزب quot;الإصلاحquot; أصروا على إقامة فعالية احتفائية بتنصيب هادي رئيسا مع أن الدول الديمقراطية لا تحتفي بعيد جلوس هذا الشخص أو ذاك لأن هذا يحدث مع الأنظمة الملكية والجمهوريات الديكتاتورية.
وأضاف أن quot;الإصلاح حشد الآلاف من أنصاره ولهذا حشدت قوى الحراك الجنوبي أنصارها احتفاء بذكرى إفشال الانتخابات الرئاسية في الجنوب العام الماضي لأن الإصلاح للأسف الشديد نصبوا أنفسهم وكلاء لما بعد الثورة الشبابية واستأثروا بهاquot;.


وأكد أن قوات الأمن قتلت أول من أمس ثلاثة من عناصر quot;الحراكquot; في منطقتي الرباط والعريش وأصابت آخرين, متهماً قوات الأمن بمحاولة اغتيال زعيم quot;الحراكquot; حسن باعوم في منطقة العريش المدخل الشرقي لعدن وإصابة احد مرافقيه.
في سياق متصل, ذكرت مصادر محلية لـ quot;السياسةquot; أن 300 سيارة وصلت عدن من مختلف المحافظات الجنوبية تحمل الآلاف من أنصار quot;الحراكquot;, كما وصلت نحو 100 سيارة معظمها من نوع هيلوكس تحمل أتباع حزب الإصلاحquot;, في وقت منع مسلحون تابعون لـ quot;الحراكquot; في منطقة كرش نحو 80 حافلة من الوصول إلى عدن وهي تحمل عناصر إصلاحية كانت قادمة من محافظة تعز.
وقال مصدر محلي لـ quot;السياسةquot; إن أربعة جنود قتلوا في اشتباك مع عناصر quot;الحراكquot; أثناء محاولتهم فتح الطريق لتلك الحافلات.


في غضون ذلك, استنكر الرئيس الأسبق علي ناصر محمد استخدام القوة العسكرية وقمع المتظاهرين العزل في quot;الحراكquot; بعدن.
وشدد في تصريحات صحافية أمس, على ضرورة الإفراج الفوري على المعتقلين الجنوبيين كافةquot;, مطالباً بمحاكمة quot;المتورطين في عمليات القمع ضد أبناء الجنوب واستخدام القوة المفرطة والعقاب الجماعي ضد عدنquot;.
ونشر موقع quot;حياة عدنquot; بيانا ناشد فيه أبناء الجنوب وquot;الحراك الجنوبيquot; خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز التدخل وإنقاذ أبناء عدن والجنوب من quot;الكارثة الدموية في عدنquot;.
وكان سبعة جنوبيين أعضاء في اللجنة الفنية التحضيرية للحوار أصدروا بيانا دانوا فيه حملة الاعتقالات ضد نشطاء و قيادات quot;الحراكquot;.
وعبروا عن قلقهم من تأجيج الوضع في الجنوب وشددوا على حق كل الأطراف في إقامة فعالياتها السلمية في الأماكن التي اعتادت أن تقيمها فيها.
واعتبروا أن quot;القضية الجنوبية حجر الزاوية في الحوار الوطني المقبلquot;, مؤكدين أن quot;21 فبراير هو اليوم الحقيقي للانتقال السلمي للسلطة وتنفيذ المبادرة الخليجية والآلية التنفيذيةquot;.
من جانبه, وجه المجلس الأعلى للحراك نداء عاجلا إلى المجتمع الدولي مناشدا المسارعة إلى إنقاذ شعب الجنوب, داعياً إلى انتفاضة شعبية عارمة في المحافظات والمدن الجنوبية لفك الحصار عن عدن.
وندد بعسكرة عدن وإفراط قوات الأمن العسكرية والأمنية لما وصفه بـ quot; نظام الاحتلال quot; وحلفائه قي القتل وحملة الملاحقات والمطاردات التي يتعرض لها المناضلون الشرفاء.
وحمل ما اسماه quot;الاحتلال اليمنيquot; المسؤولية عن 44 معتقلاً بينهم بجاش الاغبري والشيخ حسين بن شعيب وقاسم عسكر جبران وحسن بنان وفارس الضالعي ومحمد حيدرة مسدوس.