عبدالله عمران

هذه لحظات تاريخية، يتسارع فيها انكشاف النظام العربي، بشكل غير مسبوق، سياسياً وأمنياً، ويتجه الوضع العربي العام إلى مزيد من الفوضى والعنف، ويدخل دروباً، لا تقدم إجابات لقضايا الناس، بل تدفع نحو مزيد من أعداد بعض دول ldquo;الربيع العربيrdquo; الفاشلة، وحالة من الفتنة الطائفية والحزبية .

هذه اللحظات المأساوية لا تخفى على القمة العربية، حيث يتصاعد منسوب العنف، وتصبح عواصم عربية عديدة عنواناً لمرحلة قاسية من الفوضى والاقتتال الأهلي والفشل الأمني والتذرّر الوطني .

يتطلع المواطن العربي إلى القمة العربية، في هذه اللحظات الحرجة، قلقاً على ldquo;ربيعrdquo; حلم به، ويراه الآن يتحول إلى هاوية، تسحب إلى قاعها عشرات الآلاف من الضحايا، كما يرى فتنة مذهبية مشحونة بمشاريع سياسية متصارعة .

يقلق على مصر وتونس واليمن، ويبكي على العراق المنهوبة ثرواته والمجزأ طائفياً . وينسى مأساة ليبيا أمام كارثة سوريا ونيران الجنون فيها تدمر وتقتل، وتمد لهيبها إلى العراق ولبنان وما حولهما .

يتطلع المواطن العربي إلى القمة العربية في هذه اللحظات المصيرية والفوضى السياسية الخطرة، لعلها تكسر حالة الاستعصاء المؤلمة الراهنة، وتوقف المشهد المثقل بالفوضى والدماء والدمار، وبخاصة في سوريا، حيث لم يعد يحتمل المزيد، واستمرار الحال سيؤدي إلى نتائج كارثية على الجميع .

يتطلع المواطن العربي إلى خطاب مغاير ومسلكيات مختلفة، فلا معنى لمن ينادي بالحرص على دماء العرب، ويتردد في حقنها، والعناية بإنقاذ سوريا يتقدم على من يجلس على مقعدها .

يتطلع المواطن العربي إلى القمة العربية، ليس لاتخاذ قرارات روتينية جاهزة، بل نحو حكماء يعيدون إلى العقل العربي موقعه، ويجعلون من وقف العنف، والجنوح نحو الحوار والتفاوض، أولوية الأولويات، لأن السياسات المتهورة التي تحاول التأثير سلباً في مسار المشهد المأساوي الراهن، تسهم في زيادة دوامة الفوضى، وترتكب خطيئة كبرى في رهانها الذي يحتاج في نهاية المطاف إلى بحور من التكلفة البشرية وجبال من الثروات المادية، وأعاصير ldquo;تسوناميةrdquo; .

يتطلع المواطن العربي، إلى رافعة لرأب الصدوع، وتنفيس مناخ التنابذ والعداء والتفكك، ومنطق الغلبة والإكراه، والخروج من الاصطفافات التي ولدت دروباً لا نهاية لها على إرهاب عابر للحدود، وعلى فوضى لن ينجو منها أحد .

يتمنى المواطن العربي، حتى على أولئك الذين صار ldquo;الربيعrdquo; وراءهم، إعادة النظر في حساباتهم، وبخاصة بعد أن صار الإسلام السياسي مشروعاً لحروب أهلية بأشكال مختلفة .

هل تنجح القمة العربية في وقف التدافع نحو الهاوية؟