صلاح منتصر

في أقل من دقيقة أصدر المستشار مصطفي حسن عبد الله رئيس المحكمة التي شكلت لإعادة محاكمة حسني مبارك في اتهامات جديدةrlm;,

قراره باعتذاره عن نظر القضية لشعوره بالحرج, علما بأن القانون لا يلزمه بتوضيح أسباب حرجه. وهكذا فإنه بعد الإستعدادات المتعددة التي أحاطت بعقد الجلسة وإستغرقت عدة أيام وكان من بينها بلا شك اجتماع الرئيس مرسي مع قادة القوات المسلحة في جلسة تهدئة للنفوس والمصالحة, جاء ذلك من أجل أن يري الناس صورة حسني مبارك بعد غياب315 يوما من آخر مرة شاهدوه عندما أصدر المستشار أحمد رفعت حكمه عليه بالمؤبد, وهو الحكم الذي قبلت محكمة النقض طعني الدفاع والنيابة فيه.
ورغم أن المكان هو نفسه والمتهمون لم يتغيروا فما بين التاريخين فرق كبير, فلم يخفي مبارك وجهه أمس داخل القفص كما كان يفعل في المرة الأولي, بل علي العكس, دخل القفص بوجه حليق هاديء مستريح, وشعر مصبوغ صباغة جيدة, ونظارة تعكس راحة صاحبها الذي بدا كما لو أنه عائد من رحلة نقاهة, وأنه85 سنة يوم4 مايو القادم استعاد لياقته وراح يعمل بنصيحته التي كان يقولها للآخرين أمام المشكلات ريح مخك! وبينما كانت هتافات القاعة سابقا توجه له الشتائم التي كان يتظاهر بعدم سماعها فإنها هذه المرة كانت من نوع بنحبك ياريس مما جعله يطرطق أذنيه ويمارس عادته القديمة خلال السلطة عندما كان يدور بعينيه كل جوانب المكان الذي يحضره لتسجيل الوجوه وتوجيه الابتسامات للحاضرين والتلويح لهم بيد تعرف هذه الحركة ولم يلوحها لأحد منذ أكثر من سنتين!
المشهد أيضا تغير خارج المحكمة, فبينما كانت الشرطة تواجه الصعوبات في المرات السابقة لكبح جماح الغاضبين الثائرين الذين كانت شتائمهم لمبارك تهز المكان, فقد بدا واضحا بعد أكثر من تسعة أشهر من حكم الإخوان أن الصورة تغيرت كثيرا, وأن ماجري داخل وخارج المحكمة أمس كان رسالة واضحة موجهة إلي حكم الإخوان الذين خيبوا آمال الملايين, كل الأمل أن يتفهموها ولا يعملوا بعكسها!