خاص

بدت قوى laquo;8 اذارraquo; اللبنانية، الحليفة للنظام في سورية وكأنها على وشك laquo;إعلان حربraquo; في مواجهة الكلام المتزايد في بيروت عن إمكان لجوء الرئيس المكلف تأليف الحكومة تمام سلام الى خيار laquo;آخر الدواءraquo; عبر تشكيل حكومة laquo;محايدةraquo; من 14 وزيراً، ومن خارج اصطفافيْ laquo;8 و14 اذارraquo;، على ان تحظى بـ laquo;توقيعraquo; رئيس الجمهورية ميشال سليمان وبـ laquo;عدم ممانعةraquo; القطب الوسطي الابرز النائب وليد جنبلاط.
ويشكل التزامن بين الاعلان المحتمل عن حكومة سلام laquo;من جانب واحدraquo;، وانعقاد جلسة البرلمان laquo;المفصليةraquo; في تحديد مصير الانتخابات بعد غد الاربعاء، الاستحقاق الاخطر على الاطلاق الذي يواجه لبنان في غمرة laquo;انخراطهraquo; في الصراع الدائر في سورية، لا سيما بعد الخطاب الاخير للأمين العام لـ laquo;حزب اللهraquo; السيد حسن نصرالله، الذي اعلن فيه صراحة عن laquo;معادلات استراتيجيةraquo; جديدة على جبهتيْ سورية واسرائيل معاً.
ومن غير المستبعد ان تؤدي المنازلة القاسية في بيروت الى انهيار دراماتيكي في المشهد من شأنه جعل لبنان laquo;دولة فاشلةraquo; او شبيهة، في احسن الاحوال، بما هي عليه السلطة الفلسطينية، في مؤسساتها الرئاسية والحكومية والتشريعية، خصوصاً في ضوء الكلام المتزايد عن laquo;العصيان العامraquo; وعدم تسليم الوزارات، وتعاظُم الفراغ في المؤسسات الامنية، والمصاعب المتزايدة في التفاهم على برلمان جديد اولى مهماته انتخاب رئيس جديد للبلاد في العام 2014.


مصادر قيادية قريبة من رئيس البرلمان نبيه بري كشفت لـ laquo;الرايraquo; عن ان بري يعتزم طرح المشروع الارثوذكسي للانتخاب في جلسة 15 الجاري (يواجه باعتراض سني - درزي)، في السياق المتزامن مع طرح حكومة الامر الواقع، التي يشكل رافعتها الرئيس سليمان والنائب جنبلاط.
ولفت، في هذا السياق، laquo;الصوت العاليraquo; لنواب laquo;حزب اللهraquo;، الذين اطلقوا في اليومين الماضيين تحذيرات واضحة، فهم لوحوا بـ laquo;الارثوذكسيraquo; بيد، وبـ laquo;الاستقرارraquo; بيد اخرى، في حال المضي قدماً في الاعلان عن حكومة laquo;الامر الواقعraquo;، وإدارة الظهر لقوى laquo;8 اذارraquo;.


وقالت مصادر قيادية في laquo;حزب اللهraquo; لـ laquo;الرايraquo; ان laquo;إعلان حكومة امر واقع تساوى بالنسبة الى قوى الثامن من اذار مشروع إعلان حرب لن ترضى به حتى ولو ادى الامر الى جعل البلاد في وضع الدولة الفاشلةraquo;.
ورأت هذه المصادر ان laquo;حكومة الامر الواقع خيار سعودي بدليل الضغوط التي تُمارَس على النائب جنبلاط، في الوقت الذي يستجيب الرئيس سليمان لحاجات دول عربية وغربية في الرد على تقهقر القوات المدعومة منها في سورية بعد الانتصارات التي حققها النظام مدعوماً من حلفائه في خط الممانعةraquo;.
وأشارت المصادر عينها الى ان laquo;السعودية تحاول العودة للإمساك بلبنان، لكن من البوابة الخطأ بدلاً من دخولها من المكان الوسط، وتالياً فإن الرئيس بري ومعه حزب الله والعماد عون وكل قوى 8 اذار يحمّلون الرئيس سليمان والنائب جنبلاط اي تجرؤ على إعلان حكومة الامر الواقعraquo;.
وكشفت تلك المصادر ان laquo;اي حكومة كهذه لن تمر مرور الكلام، والرئيس بري كان ابلغ الى الوزير وائل ابو فاعور ان 8 آذار كانت سمت سلام لتشكيل الحكومة لكن على اساس تركيبة الحلفاء، كما كانت، وليس لينقلب جنبلاط على التزاماته ويفتح الوضع على إنقلابات شتىraquo;.
وختمت هذه المصادر بـ laquo;ان تمام سلام سيكون كمركب في مهب الريح، فإذا فتح أشرعته لخيارات 14 آذار ووضع مرساة حكومة الامر الواقع، فمن الافضل له الاعتذار حتى لا يكون مسؤولاً عن النتائج التي ستترتب على خطوة متهورة كهذهraquo;.