تركي الدخيل

لا يمكن إنكار الأدوار الإيجابية التي تقوم بها تركيا للمنطقة. فبين النفوذ الإيراني والنفوذ التركي فرق كبير، ليس من جهة الطائفة السنية التي نشترك بها مع تركيا بل لجهة العقلانية السياسية التي امتازت بها تركيا خلال العقود الماضية، وهي ما صنعت لها أسلوبها الخاص بالتعامل مع إسرائيل وكذلك مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.

في الحوار الذي أجراه الزميل عادل الطريفي، رئيس تحرير (الشرق الأوسط)، مع عبدالله غل الرئيس التركي تطرق إلى مستوى العلاقة بين السعودية وتركيا، قائلاً:quot; العلاقات المتنامية بين السعودية وتركيا مهمة جداً، وهي جيدة على جميع المستويات من اقتصادية وسياسية وغيرها. وهناك الكثير من الزيارات المتبادلة، وكذلك تعزيز للعلاقات في جميع المجالات، حتى في الجوانب الأمنية والأمور العسكرية وقضايا التصنيع الدفاعي وما إليها. ولقد زارني رئيس أركان الجيش السعودي، كما زار رئيس الأركان التركي المملكة في وقت سابق. إن جميع مجالات التعاون بيننا مفتوحة وهي تتطور وفقاً لما يريده البلدانquot;.

الزيارة المهمة والمحورية التي يقوم بها ولي العهد الأمير سلمان بن عبدالعزيز تضم مجموعة من التعاملات المشتركة على المستويين السياسي والاقتصادي. والعلاقة السعودية التركية ضرورية لكبح جماح تغول النفوذ الإيراني المسيء، ذلك أن تركيا دولة صديقة ومأمونة الجانب وهي لا تدعم خلايا تجسس أو ترسل مفخخات أو تنشط الخلايا الإرهابية أو تسير المظاهرات التخريبية.

كبير مستشاري رئيس الجمهورية التركية لشؤون الشرق الأوسط إرشاد هورموزلو كتب مقالة عن آفاق العلاقات السعودية التركية اعتبر فيها:quot;علاقة البلدين تشهد حالياً نمواً مطرداً على جميع الأصعدة؛ فقد بدأت الاستثمارات السعودية تدخل إلى المناخ التركي بكثافة ملحوظة، كما أن كبرى الشركات التركية بدأت بالاضطلاع بأعمال كبيرة في مسيرة التنمية السعودية. ولم يقتصر الأمر على الجانب الاقتصادي فقط، بل تعدى ذلك إلى التعاون في المجالات الأمنية والصناعات الدفاعية، مما يجعل البلدين على قدم المساواة، ولا سيما أن نظرة البلدين إلى القضايا الدولية والإقليمية متطابقة بما لا يدع مجالا للشك. وتشترك السياسة السعودية مع السياسة التركية في فكرة رفض التخندق وسياسة المحاور في هذه المنطقة، مما جعل المنطقة تدرك أن تغليب المصلحة العامة وسلامة واستقرار أمنها أمر يهم الجميع ويفيدهم في الوقت نفسهquot;.

تركيا والسعودية ضد سياسة المحاور ومع سياسة التداول وهي السياسة الحضارية السائدة في العالم. انتهى زمن المحاور أو يجب أن ينتهي في ظل حضارية ونجاح سياسة التعاطي والتداول والتشارك.