عبد الوهاب بدرخان


quot;الامن في الواجهة، والاسئلة حائرة عن الهدف من الاصرار على استيراد الازمة من سوريا وتعميم ثقافة الإلغاء والشطب والقتل والاغتيال...quot;.
احزروا لمن هذه العبارة، ومن يتحدث عن الأمن واستيراد الازمة، وبالاخص من الاغتيال والقتل؟ لا، ليست لقناة quot;المستقبلquot;، ولا حتى لقناة quot;الجديدquot;. انها لقناة quot;المنارquot;! التي استضافت بشار الأسد لتوها، أو بالأحرى هو استضافها، ليقول عبر شاشتها ان quot;جنيف ndash; 2quot; مجرد سراب.
ليس معروفا في اي خانة، استيراد ام تصدير، تضع قناة quot;حزب اللهquot; المشاركة في معركة القصير والمعارك الاخرى وصولا الى حلب. لكن اتهام الغير بـquot;استيراد الازمةquot; ينطوي على تضليل للذات قبل تضليل الآخرين. اما الضيق من quot;تعميمquot; ثقافة الإلغاء والشطب والقتل والاغتيال، فلأن quot;حزب اللهquot; وجمهوره وحلفاءه اعتادوا منذ العام 2005 على ان تلك quot;الثقافةquot; يجب ان تقتصر على استهداف طرف واحد في لبنان، اما اذا خرجت من هذا الاطار فهنا، هنا فقط، يصبح الأمن في خطر.
لاقت محاولة اغتيال الشيخ ماهر حمود استنكاراً واسعاً. وهذا طبيعي وبديهي. لكن quot;حزب اللهquot; نوّه بأن الشيخ استهدف quot;لأن له رأياً آخرquot;.


ردود في الاعلام ان إمام مسجد القدس في صيدا quot;قريب من حزب اللهquot;، ويقصد quot;الحزبquot; ان حمود من اهل السنة لكن له رأيا آخر. مع ذلك، لا يعني هذا الرأي المختلف انه بارك الاغتيالات التي يعتقد اللبنانيون ان quot;حزب اللهquot; متورط فيها، أو أنه يدعم quot;الحزبquot; في قتاله في القصير، بل أعلن انه quot;خطّأه بالاخراج الاعلانيquot;(!)، ومع انه يصف حسن نصرالله بـquot;ناصر أمة محمدquot; فإنه يعتبر ان خطابه الاخير quot;لم يكن موفقاquot;.
من حاول اغتيال الشيخين؟ لا بد ان يكون هناك جواب عند الاجهزة اللبنانية، او اجهزة quot;حزب اللهquot;. واذا كانت لا تعرف حقا، وهي لم تقل بعد مَن أطلق الصاروخين من عيتات على خط التماس في الضاحية، فهذا يعيدنا الى وقائع سابقة مماثلة حصلت عشية الحرب الأهلية وفي نهاية كل من هدناتها. القتلة هم quot;الطرف الثالثquot; الذي تحرك خيوطه الجهة الساعية الى الفتنة، المحتاجة الى الفتنة خدمة لمخططاتها او تغطية للمأزق الذي غرقت فيه.
في ظل التمذهب الحاد الذي يندفع اليه الصراع، خصوصا بعد خطابي حسن نصرالله ويوسف القرضاوي، وبعدما ايقن النظام السوري ان تخريب سوريا لم يضمن له الانتصار الذي يعيده حاكماً ومسيطراً ولاعباً إقليمياً، تزداد الاخطار على لبنان. وعندما يهجس quot;حزب اللهquot; بالأمن فهذا لا يعني انه مهتم بسلامة اللبنانيين، او بالاستقرار، وانما بلغت الانظار الى حال تستوجب تدخله المباشر، خصوصا ان قادته باتوا حاليا يرددون كلمة quot;التكفيريينquot; وكأنهم اكتشفوا اخيرا شماعة يعلقون عليها اخطاءهم وخطاياهم في حق لبنان واللبنانيين.