النخب الأردنية منقسمة في الرأي تجاه إجتماعات الحرب وسياسيون يحذرون: النظام السوري لا يوجد ما يخسره أما المملكة فلديها الكثير


بسام البدارين

لا يبتعد السياسي الأردني المخضرم الدكتور ممدوح العبادي عن إيقاعات عامة في البلاد تحذر من التورط بأي شكل في مغامرة عسكرية لها علاقة بسورية على أساس أن النظام السوري ليس لديه ما يخسره عمليا فيما لدى الأردنيين الكثير مما يخافون عليه ومن أجله.
مقاربة العبادي وهو وزير وبرلماني سابق تتركز على الإشارة الى ان إجتماعات جنرالات الحرب التي إنطلقت عمليا الإثنين في العاصمة عمان تثير موجة من القلق في أوساط الأردنيين فبصرف النظر عن النظام السوري وتصرفاته تتطلب تطورات الموقف إنتهاج الحكمة والتعقل والإبتعاد لأكبر قدر ممكن عن سيناريوهات العمل العسكري أو حتى التورط فيه. بعض الأطراف داخل مؤسسة القرار وخصوصا وفي المستوى الأمني والسياسي وكذلك الدبلوماسي لها وجهة نظر مختلفة نسبيا ان التعقيدات الميدانية على الحدود الأردنية السورية تدفع المملكة إلى نطاق إستراتيجي دفاعي مع تنامي التقارير عن تهديد النظام السوري لعمان.. إنفلات مخاطر السلاح الكيماوي والتحديات الأمنية التي يفرضها وجود حزب الله وجبهة النصرة في داخل سورية ونزوح مئات الالاف من اللاجئين السوريين.. كلها تحديات تجعل الأردن في عين العاصفة تماما كما يقدر مدير الأمن العام الأسبق والخبير الأمني مازن القاضي وهو يشير الى ان بلاده على خصام مع جبهة النصرة وحزب الله وروح النظام السوري تبدو منفلتة وغير منضبطة.
وزير الخارجية الأردني ناصر جودة يقود دفة الدبلوماسية التي تبدل من لهجتها في الموضوع السوري تفاعلا مع إيقاعات إجتماع رؤساء الأركان المثير للجدل على المستوى الإقليمي والعالمي. جودة تحدث عن تطورات لا يمكن تجاهلها في ريف دمشق والعبادي قلق من تداعيات هذه الإجتماعات على الأمن الوطني الأردني ويعتبرها من أدوات الضغط على بلاده لكي تتورط في مغامرات عسكرية محتملة.
لذلك يقترح العبادي أن يقول الشعب الأردني lsquo;لاrsquo; واضحة لهذه الإجتماعات دفاعا عن الأردن ومصالحه وليس تعاطفا مع النظام السوري كما فهمت القدس العربي.
ومع تنامي قرع طبول الإحتمالات العسكرية بالتزامن مع إنطلاق إجتماع الإثنين في الأردن حاولت عمان تهدئة دمشق التي تراقب المشهد وتهدد الجميع بإحتراق المنطقة برمتها عندما تم إعتقال أحد عشر سلفيا أردنيا توقعوا أن تكون السلطات الحدودية بالقرب من درعا في حالة إسترخاء تسمح لهم بالعبور.
وفقا لمحامي التنظيمات الجهادية موسى العبدللات بدأت السلطات تعتقل وتحاكم كل من يعود من سورية أو يفكر بالمغادرة لها لمساندة الشعب السوري من المجاهدين مقترحا بأن هذه الإستراتيجية تضر بالمصالح الوطنية والأمنية الأردنية ولا تتسق مع موقف الشعب الأردني. هذا الضرر بات مطلوبا برأي مراقبين اليوم لتشتيت الأنظار عن مرام وأهداف وتداعيات إجتماع رؤساء الأركان في عمان. وهو إجتماع أثار من القلق في اوساط عمان السياسية والبرلمانية بقدر ما أثار من الحرص الجماعي على الأمن الوطني والحدودي الأردني خصوصا بعدما عبرت الأزمة السورية الحدود بأكثر من شكل وأكثر من طريقة كما يشير عضو البرلمان البارز محمد حجوج وهو يركز في إهتمامه على مناقشة تداعيات كل ما يحصل في سورية على الأردنيين من حيث الأمن والإقتصاد. وتبدو النخبة الأردنية في السياق منقسمة ما بين الدعوة إلى الإحتياط بكل الأشكال وتوفير كل الأوراق المتاحة للحفاظ على الأمن القومي والوطني الأردني كما يطالب القاضي وبين الإشارات المرمزة التي تصدر عن عشرات النشطاء والسياسيين وتحذر من الإستجابة لضغوط جنرالات الحرب على سورية.