حسن عبد الله عباس

ان لم تكن عاصرت احتلال الكويت وتشرد قوافل الكويتيين عبر معبر laquo;شلامجةraquo; العراقي، أو إن أردت أن تُعايش ثورة الحجارة الفلسطينية، ما عليك سوى قيادة مركبتك في شوارع الكويت! فمن بعيد يمكنك ان ترى غبرة شبيهة بأيام عبور الكويتيين للحدود الإيرانية، وأما إن كنت في وسط المعركة ومن قريب فستعيش مأساة تساقط حجارة السيارات لتترك آثار التهشيم إما على زجاج السيارة أو أطراف يديك ان كنت من محبي حذف اليد للخارج!
لا توجد سيارة في الكويت عبرت الشوارع من دون ان يصيبها كسر أو laquo;زلغraquo; أو laquo;خفسةraquo; أو laquo;طقةraquo; أو laquo;فلعةraquo;.


بحق مهزلة ان يتفشى الفساد لهذه الدرجة! الاكثر استخفافا في هذا المجتمع التصريحات الرسمية لقياديي وزارة الاشغال، فمرة يصرح سعود النقي بأن العيب ليس في المقاول ولا الأشغال، وانما بسبب عدم منح أعمال الطرق الفترة الزمنية الكافية كي تكون صالحة للمرور عليها، ويحيل آخر في الوزارة (مصدر سري وكأنه يتحدث عن اسرار مشروع نووي) ويتهم الكبريت كونها موجودة في تركيبة الزفت المستخدم في الطرقات!
ما لنا نحن مستخدمو الشوارع بالمشاكل الفنية او التخصصية، فكل هذه التبريرات لا تغني عن الحق شيئا ولا تسمن من جوع، المستخدم يعبر بسيارته إذا ما كان الطريق معبدا ومفتوحا، وان قالت وزارة الداخلية ممنوع العبور بسبب اعمال طرق، أخذ مسيرا مغايراً ليبتعد عن الزحمة ومشاكل الطريق.


كل التبريرات هذه يجب أن تنقع في laquo;مايraquo; وتُشرب! ان كانت الطرق بحاجة للوقت، فليس الطالب والموظف من يطلب ذلك، بل المهندس المتخصص والوزارة، والملح والكبريت والشوائب الموجودة في المواد، مسؤولية المختبرات والكيماويين للكشف عنها لا laquo;كوبيraquo; السايق!
السيارات التي يستخدمها الناس تهشمت وتكسرت وتزيد تكلفة بعض الزجاجات الامامية عن 700 و800 دينار، فمن المسؤول عن هذه التلفيات؟ المشكلة الأكثر سوءاً اننا وبحسب أبو إبراهيم (مهندس مدني أميركي) اننا نمتلك افضل انواع المواد الكيماوية لتعبيد الطرقات كوننا بلدانا نفطية وتكاليف هذه المواد رخيصة جدا، لكن يبلغ الفساد مبلغه بحيث لا تتحمل طرقاتنا الجديدة أمطار يومين.
رجائي من الاشغال وبدلا من ان تبيعنا تصريحات تافهة، ان تعمل بجد للكشف عن المقاولين المسؤولين وتعمل بضمير حي مع عمليات الصيانة والمشاريع الجديدة وكافي حرمنة.