مرسى عطا الله
بعد أن بهرت مصر من جديد أعين الجميع في المنطقة وعلي امتداد العالم بأسره بهذا التدفق الجماهيري الهائل علي صناديق الاستفتاء لإقرار الدستور الجديد يظل السؤال الأهم بالنسبة لناrlm;:rlm; ماذا عن المستقبل وكيف أن نستطيع أن نوظف هذا العرس الديمقراطي في أن يكون هذا المستقبل عامرا بالأمل والتفاؤل؟
والحقيقة أن ما فعله شعب مصر علي مدي يومي الاستفتاء كان بمثابة إشهار جديد لميلاد وطن جديد ومن ثم فنحن أمام احتمالات هائلة للإسراع بإنجاز خارطة المستقبل وإجهاض ما تنتوي الجماعة وحلفاؤها عمله لتعطيل هذه الاحتمالات وفي مقدمتها انتخاب رئيس جديد للبلاد وانتخاب مجلس نيابي يليق بثورة30 يونيو وأهدافها العظيمة.
لقد حقق شعب مصر معجزة جديدة وفق أي مقياس تصويتي خاصة أنه صنع معجزته المبهرة دون اكتراث بالتهديدات الإرهابية والأكاذيب الإعلامية التحريضية والظروف الجوية السيئة في بعض المحافظات معيدا إلي الأذهان معجزة العبور عام1973 التي حققها جنود مصر تحت لهيب النيران وفي مواجهة مانع مائي رهيب وسد ترابي هائل وخط تحصينات عسكري فاق كل التحصينات التي عرفها التاريخ في حروبه القديمة والحديثة.
إن هذه المعجزة ينبغي أن توضع في مكانها الصحيح ضمن التوابع الإيجابية لثورة 30 يونيو ولابد أن يسجل لشعب مصر هذا العطاء المتصل بسداد كل مستحقات ضريبة الديمقراطية رغم صعوبة المرحلة وما تحمله من أعباء مادية ونفسية لا حدود لضغوطها وأثقالها ولكن إرادة التحدي الكامنة في جوف نساء مصر قبل رجالها أزالت كل العقبات وشطبت كافة المستحيلات وذلك أمر يستوجب اهتمام الباحثين لدراسة وتحليل الارتباط الوثيق بين الإنسان المصري وصناعة المعجزات علي طول التاريخ!
وإذا كان ما جري علي مدي يومي الاستفتاء قد خيب كل الظنون المريضة فإنه أحيا الأمل لدي أصحاب النيات الحسنة من عموم المصريين في أنه لا قيمة ولا جدوي مما أرادته- ومازالت تريده- جماعات الإرهاب والعنف والفوضي لإرباك المشهد المصري بضربات طائشة وأن القافلة ستواصل مسيرها وفق ما جاء في خارطة المستقبل وربما أحسن وأسرع مما هو مقدر ومحسوب!
خير الكلام: من يصبر يظفر وينتصر مهما ينتظر!