أعلن الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله مساء أمس، «أننا جاهزون للحوار مع تيار المستقبل»، رداً على ما سماه «الدعوات التي صدرت في الإعلام»، قاصداً موقف زعيم «المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري. وقال: «خلال الأيام سألتنا جهات حليفة وصديقة أما آن الأوان لحوار بين الحزب والمستقبل، وقلنا نحن جاهزون...».&

واقترن استعداد نصرالله للحوار مع «المستقبل» بامتداحه موقف التيار وقيادته في طرابلس، مسجلاً أنه كان له الدور الأبرز في نجاح الجيش في مواجهة المخطط الذي كان يهيأ للمدينة ودعمه مع رئيس الحكومة تمام سلام ومفتي الجمهورية (الشيخ عبداللطيف دريان) والمرجعيات الدينية وكل القيادات في الطائفة الإسلامية السنية الكريمة. وأعلن ثقته بأن مؤسسة الجيش والقوى الأمنية الرسمية تشكل الضمانة الحقيقية للبنان وبقائه.

وظهر نصرالله شخصياً على الجمهور في آخر ليلة من ذكرى عاشوراء وسط صيحات الحضور.

واستهل خطابه بتحديد موقف الحزب من التمديد للمجلس النيابي، معتبراً أن البلاد أمام ثلاثة خيارات: الانتخابات، أو التمديد، أو الفراغ. وقال: «الانتخابات تصطدم بمشكلة ميثاقية بسبب رفض مكون سنّي أساسي لها، والتمديد يصطدم بمشكلة ميثاقية بسبب رفض قوى أساسية مسيحية له، ما يعني الذهاب إلى الفراغ». وأعلن أن الحزب جاهز للانتخابات، وجاهز للتمديد «لكننا غير جاهزين للفراغ، وأي شيء يمنع الفراغ يجب أن نقوم به... لأنه ضربة كبيرة، إذا أضيف الى الفراغ الرئاسي».

وعن انتخابات رئاسة الجمهورية قال إن لا أحد في لبنان يريد الفراغ، ودعا الى استعادة ملف الرئاسة من القوى الإقليمية، معلناً أن القوى الحليفة لفريقه، ومنها سورية وإيران، لا يهمها سوى اطمئنان المقاومة، وأنهما تعتبران الموضوع شأناً لبنانياً داخلياً.

ورداً على اتهام إيران بربط ملف الرئاسة اللبنانية بملفها النووي، قال إنها ترفض أن يناقش أي ملف الى جانب ملفها النووي. وتوجه الى الفريق الآخر بالقول: «أنتم لديكم مشكلة في محوركم الإقليمي... هل لديكم قراركم وتفويض إقليمي»، داعياً إياه الى حوار وطني حول الرئاسة وبعد أن تكون تحللت من الفيتوات والإرادات الإقليمية.

وأعلن تأييد الحزب «ترشيحاً يتمتع بأفضل تمثيل مسيحي ووطني...»، معتبراً أن من غير الطبيعي وغير المنصف التخلي عنه. ودعا الى مسعى وحوار جدي داخلي، على أن يكون مع المرشح الطبيعي «مرشح فريقنا العماد ميشال عون». وقال: «لا نريد أن نعمل مشكلة من الهبة الإيرانية، وأقول للحكومة تريدون أن تقبلوا الهبة ففيها مصلحة للبنان والجيش... وإذا وجدتم أنفسكم محرجين داخلياً ومع الأميركيين فلا نريد إحراجكم وإيران تريد أن تساعد لا أن تسبب أي حرج للبنان، خذوا راحتكم».

واعتبر أن من الخطأ اعتبار الصراع في المنطقة سنياً- شيعياً، مستشهداً بالوضع الليبي، حيث كل جهة يدعمها محور إقليمي، تركي- قطري، وسعودي - إماراتي، سائلاً: «أين الشيعة في هذا الصراع، ثم القتال في سيناء بين الجيش المصري والجماعات المسلحة؟».

وتابع: «هل صراع «داعش» و «النصرة» مع بقية الجماعات المسلحة سني- شيعي؟ وهل الحرب في عين العرب كوباني وهل استهداف المسيحيين في العراق وسورية له علاقة بالصراع السني - الشيعي؟».

واعتبر أن ما يجري في المنطقة صراع سياسي.

وفيما استذكرت كتلة «المستقبل» النيابية لمناسبة عاشوراء، تضحيات الإمام الحسين منطلقاً لترسيخ وحدة الصف الإسلامي قطعاً للطريق على الفتنة، استهجنت «تفشي بعض المظاهر الحزبية المسلحة في بعض أحياء العاصمة والضواحي بحجة الإجراءات الأمنية المرافقة للذكرى».

وثمنت «المستقبل»، «الموقف الوطني المتعالي على الجراح لطرابلس ومنطقة الشمال في مواجهة مخططات مشبوهة»، مؤكدة أن «أهل هذه المنطقة أفشلوا هذه المخططات وحالوا دون السماح للمتطرفين من جرها للخروج على الدولة».

وأكدت الكتلة الحرص على أن تقوم الدولة ومؤسساتها العسكرية والأمنية، «من دون أي تفريق أو استثناء أو استنساب، بمنع تفشي الشعور بالقهر والتهميش». ورأت أن «السماح ببعض الثغرات الأمنية والإنمائية يساهم في نمو الاحتقان وتنامي الأحقاد ومحاولات التهميش والإقصاء غير المبرر... ودعت إلى اعتماد الحزم والابتعاد عن التوقيفات العشوائية والكيدية». وطالبت «بتعميم الكشف عن بعض مستودعات الأسلحة في طرابلس في شكل دائم وعادل في كل المناطق».

ودعت الكتلة الى ضرورة المشاركة والاقتراع في جلسة البرلمان غداً للتمديد لمجلس النواب لقطع الطريق على احتمالات الفراغ في المؤسسات الدستورية، معتبرة أن المهمة الأساسية بعد الجلسة المقبلة للبرلمان هي انتخاب رئيس جديد للجمهورية وفقاً لمبادئ 14 آذار، بعيداً من التعطيل الذي يمارسه «حزب الله» و «التيار الوطني الحر».
&