عماد المرزوقي
• نريد تعزيز علاقتنا مع دول الخليج في إطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشأن الداخلي
• سورية ما زالت دولة وسنتعامل مع الدولة ولا نتعامل مع معارضة
• نعم قد يتم ترشيحي لرئاسة الحكومة ونتائج الانتخابات الرئاسية ستحسم الأمور
• لا بد من إرجاع هيبة الدولة والاستجابة إلى مطالب الشعب المشروعة
• التخويف من عودة الحزب الواحد أمر كاذب لأن الدستور التونسي الجديد يمنع ذلك
• «النهضة» ليست حزباً دينياً بل حزب سياسي يرفع شعارات دينية
• لن نتعامل بمنطق المحاصصة لأن هذا منطق من يعتبر الحكم غنيمة
• مشاركة جميع الأحزاب في الحكم قد تخلق مشاكل معطّلة لمصالح البلاد
• الباجي قائد السبسي يتقدم على الجميع ... والرئيس التونسي الحالي أساء إلى مؤسسة رئاسة الجمهورية
• نقطة الشبه الوحيدة لنجاح السيسي والسبسي أنهما يأتيان بعد تجربة حكم «الإخوان»
• السيسي قمع «الإخوان» ويحاكمهم في مصر بإرادة شعبية ... أما في تونس فلا توجد محاكمات أو شيء من هذا القبيل
• سنضرب بقوة ضد الإرهاب والمجرمين ونقاوم كل حزب تكفيري وكل نزعة تكفيرية تستعمل مفهوم الجهاد في غير محله
• «النهضة» فشلت في الحكم لكنها لم تخسر وباتت أقلية لكنها تتمتع بالثلث المعطّل
اعتبر أمين عام حزب «نداء تونس» الفائز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة الطيب البكوش ان رئيس الحزب الباجي قائد السبسي متقدم على جميع المتنافسين على قصر قرطاج، وانه لا يستبعد ان يكون الرئيس ورئيس الحكومة ورئيس البرلمان المقبلون من حزب «نداء تونس»، معتبرا ذلك افضل من تشارك الأحزاب في الحكم.
ولم يستبعد كذلك البكوش احتمال ترشحه لرئاسة حكومة تونس المقبلة مع عدم امكانية استبعاد «حزب النهضة الاسلامي» نهائيا من الحكومة الذي اعتبره اقلية معطلة.
وحمل البكوش ترويكا الأحزاب الحاكمة سابقا في تونس مسؤولية وقوفها وراء زرع الارهاب والتطرف.
وفيما رفض البكوش تصنيف حزبه بالعلماني، رفض أيضا تصنيف النهضة بالحزب المحافظ والاسلامي، ووصفه بأنه حزب سياسي وليس دينيا.
الطيب البكوش سياسي ونقابي وحقوقي بارز عمل سابقا كأمين عام للاتحاد العام التونسي للشغل في الثمانينات. كما كان من مؤسسي المعهد العربي لحقوق الإنسان الذي تأسس بمبادرة من المنظمة العربية لحقوق الإنسان واتحاد المحامين العرب والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وبدعم من مركز الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وترأس مجلس إدارته لسنوات طويلة تحديدا من 1998 إلى عام 2011، ثم استقال بعد الثورة، ليبدأ مساره الجديد كرجل سياسة.
قبل يومين من موعد الانتخابات الرئاسية في تونس التي ينافس فيها زعيم حزبه، يتحدث البكوش في الحوار الآتي مع «الراي»، عن تجربة السنوات الثلاث الماضية التي أعقبت الثورة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي، ورؤيته لتجربة حكم حركة النهضة و«الترويكا» في تونس، وتطلعات حزبه لمستقبل تونس بعد فوزه في الانتخابات التشريعية.
• كيف تقدم حزب «نداء تونس» المعروف اعلاميا بالحزب «العلماني» على الحزب الحاكم سابقا «حركة النهضة» الاسلامي في الانتخابات البرلمانية الأخيرة ؟
- أسباب عدة تقف وراء تقدم حزب «نداء تونس» في نتائج الانتخابات التشريعية السابقة وحصوله على غالبية نسبية تخوله تشكيل الحكومة المقبلة. أولا المشهد السياسي في تونس في 2011 غداة ثورة الياسمين كان مشهدا مختلا بوضوح وكل اختلال يجعل حزبا واحدا يهيمن على المشهد السياسي ما يفتح بابا على شكل من أشكال الاستبداد. وهذا المنحى كان مناهضا لأي تحول ديموقراطي بحزب واحد مهيمن، لأن التوازن في المشهد السياسي شرط من شروط التحول الديموقراطي. ولهذا السبب الوحيد تأسس حزب نداء تونس، وكان الهدف تغيير المشهد السياسي حتى يكون أكثر توزانا.
وقد خرجت ميليشيات في محافظات مختلفة منها، وهاجمت جميع المقرات الجديدة للحزب وأحرق بعضها وكسرت سيارات تابعة للحزب وتمت مهاجمة بعض اعضاء الحزب في كل مكان في تونس بالهراوات والعصي لغاية ترهيب الناس.
كل هذه الأعمال دلت على وجود نزعة للهيمنة بالقوة. هذه المحاولات باءت بالفشل. فقد شهدت تونس خصوصا بعد اغتيال الشهيد السياسي شكري بلعيد من حزب الجبهة الشعبية اليساري مظاهرات ضخمة بعشرات الآلاف التي نزلت الى الشوارع. وتسببت هذه المظاهرات آنذاك في اهتزاز «الترويكا» الحاكمة ومثل ذلك انذار مباشر لها تمثل في ان مواصلة نهجها السياسي خطر عليها وان ذلك سيفتح نار جهنم على البلاد. ونتج عن ذلك استقالة حكومة حمادي الجبالي الأمين العام لحزب حركة النهضة. ولكن الحكومة التي أتت بعدها كانت نسخة مطابقة لها وترأسها من كان وزير داخلية في الأولى ولم يغير شيئا، واغتيل في تلك الفترة سياسي آخر في تونس هو النائب السابق في المجلس التأسيسي آنذاك محمد البراهمي في صائفة 2013 ونزلت مظاهرات ضخمة وطالب الناس جميعا برحيل حكومة الترويكا التي انقلبت على الشرعية.
كان من المفروض وقانونا اتمام صياغة الدستور في اطار المجلس التأسيسي آنذاك. ومن ثمة تنظيم انتخابات في أجل أقصاه سنة، ولكن وقع انقلاب على الشرعية. قبلنا بتوافق ان تواصل حكومة «الترويكا» عملها للانتهاء من الدستور وتنظيم انتخابات وقدموا عشرات التواريخ ولم تحترم وغالطوا بها الشعب.
على إثر ذلك رأينا أن الحل في قيام حوار وطني يقوده المجتمع المدني، وهو الذي أدى الى رحيل حكومة «الترويكا» وتعويضها بحكومة كفاءات.
ما أردت أن أقوله بعد كل هذه المقدمة لتفسير ما آلت اليه الأمور اليوم، ان حزب «نداء تونس» الفائز في الانتخابات البرلمانية حقق توزانا في المشهد السياسي.
• وهل ترى أن نجاح حزب «نداء تونس» كان حقيقة نتيجة لأفكار تجديدية لاقت قبول الموطن التونسي أم يعود لرمزية زعيم «نداء تونس» الباجي قائد السبسي وشعبيته خصوصا انه من بين أبرز المتنافسين على رئاسة تونس وانتقد كثيرا أداء الحكومات السابقة خصوصا تلك التي قادها حزب «حركة النهضة» الاسلامي؟
- غالبية التونسيين ولو أنها في الحقيقة غالبية نسبية التي انتخبت حزب نداء تونس في البرلمان لا تريد عودة الترويكا اي ائتلاف الأحزاب الحاكمة في تونس سابقا ولا أي طرف منها. على سبيل المثال رئيس المجلس التأسيسي سابقا مصطفى بن جعفر لم يحز في الانتخابات البرلمانية الأخيرة على أي مقعد في البرلمان الحالي. النتيجة هي أن نسبة من الشعب التونسي عاقبت أحزاب الترويكا سابقا من خلال نتائج التصويت في الانتخابات البرلمانية التي لم تكن في صالح هذه الأحزاب وأعطت الثقة لأحزاب أخرى. أحزاب الترويكا الحاكمة في تونس سابقا أوصلت البلاد الى حافة الهاوية وتركت بذور الارهاب تُزرع ،وكان الفشل كنتيجة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية. وباعتراف هذه الأحزاب بقيت مئات المساجد خارجة عن السيطرة ابان حكمهم وهذا دليل اما على ضعف الدولة أو تواطؤ بعض مؤسسات الدولة مع العنف والارهاب، لأن البعض ممن افتكوا عنوة هذه المساجد هم من المتطرفين الذين يقدمون خطابا عنيفا متطرفا تكفيريا وهم الذين أصبحوا يستعملون المساجد لتجنيد الشباب التونسي وارساله الى محرقة سورية، وأعتبر أن هذه الأفعال هي جرائم في حق الانسانية ولم يتم تتبع اي منهم زمن حكم الترويكا بل كان ممن زرعه في بعض المؤسسات من يساعد على ذلك ويشجع على ذلك ايضا. لذلك أصبح الشعب لا يرغب في عودة الاحزاب التي حكمت تونس بعد الثورة. فالتصويت لصالح حزب نداء تونس يعكس مطلبا شعبيا في التغيير السياسي واحداث توزان. كما ان حزب «نداء تونس» ضامن أكثر للانتقال الديموقراطي.
يمكن أن أضيف ان هناك ثقة شعبية في قيادة حزب «نداء تونس» باعتبار أن الباجي قائد السبسي وبعض القياديين كانوا في حكومة الباجي قائد السبسي في أول حكومة انتقالية بعد ثورة تونس التي تلتها حكومات النهضة. والذين شاركوا سابقا في حكومة الباجي قائد السبسي احترموا التزاماتهم المعنوية آنذاك بعدم الترشح لأي انتخابات.
• هناك من يصنف حزبكم (نداء تونس) بأنه حزب «فلول» اي حزب يعود للسياسة برجالات وربما رموز الأنظمة الديكتاتورية السابقة مثل نظام المخلوع بن علي، فهل هي عودة لشكل الحكم السابق تحت مسمى هدف ارجاع هيبة الدولة واستباب الأمن التي شكلت بعض مطالب المواطنين التونسيين اليوم؟
- هذا طرح غير صحيح. أولا، لا أعتبر أن التغيير مجهول. فالترويكا الحاكمة قد جربت وفشلت فشلا ذريعا طيلة ثلاث سنوات الماضية. من ناحية أخرى من يروج لأن حزب نداء تونس هو حزب من الماضي برجالات الماضي فهم خصوم الحزب. غالبية قيادات حزب نداء تونس لم تنتم سابقا الى أي حزب وأنا أولهم حيث لم أكن انتمي قبل نداء تونس الى أي حزب اطلاقا.
رئيس الحزب الباجي قائد السبسي صحيح انه كان من بين الذين عملوا مع نظام الحبيب بورقيبة لكنه جرب في 2011 وبين انه تطور وقبل بوجود انتخابات هو غير معني بها. وسلم السلطة بطريقة حضارية لأول مرة في البلاد. لا يمكن ان نتهم شخصا مثل السبسي انه سيعيدنا الى الماضي حيث أثبتت التجربة انه يعي جيدا الوضع الجديد وتعامل معه تعاملا يختلف عن تعامل النظام القديم.
• لكن ما يشاع في الشارع التونسي ان رجالات بن علي يعودون من خلال حزبكم للحكم؟
- أنا أتحدى من يقول هذا أن يعطيني قائمة في النواب المنتخبين عن حزب نداء تونس في البرلمان وعددهم 86 نائبا أنهم كانوا يتحملون مسؤوليات في النظام السابق. وعلى مستوى قائمة 86 نائبا في حزبنا أعتبر ان نسبة النواب الذين كانوا محسوبين على نظام بن علي هي ضئيلة.
• يقال أيضا ان عددا مهما من نوابكم في الحقيقة هم رجال أعمال فما مدى صحة ذلك وهل تعولون على رجال الأعمال في برنامجكم السياسي؟
- لا نميز بين مواطن ومواطن. صحيح هناك رجال أعمال من بين الداعمين لحزب نداء تونس لكن لا أظن أن نسبة من يساندوننا من رجال الأعمال هي أكثر من الأحزاب الأخرى خصوصا الترويكا. واعتبر على سبيل المثال ان قيادات النهضة أصبحت من رجال الأعمال. هم لم يكونوا رجال أعمال ولكن أصبحوا رجال أعمال من خلال مراكمة ثروات كثيرة.
• هل تعتقد ان حزب حركة النهضة صاحب الغالبية النيابية سابقا تفاجأ بخسارته امامكم في الانتخابات البرلمانية الأخيرة؟
- لا اعتقد ذلك. وعلى كل حال فالنهضة لم تخسر. لأن الفارق بيننا وبين حركة النهضة الاسلامي ليس كبيرا. وهي أقلية لكنها أقلية معطلة تتمتع بالثلث المعطل وهي قوة سياسية لا يستهان بها. لا يمكن ان أقول انها فشلت. قد تكون فشلت في الحكم. لكن لم تفشل كثيرا في هذه الانتخابات.
• لماذا تعتبرون أن حركة النهضة فشلت في الحكم بينما تجددت الثقة بها من الشعب من خلال النسبة الكبيرة التي حازت عليها في الانتخابات ما جعلها الحزب الثاني في البرلمان؟
- الذين انتخبوا حركة النهضة الاسلامي صنفان. صنف بالتخويف بأن الخروج من السلطة سيعيده الى السجون. وصنف آخر قريب منهم ممن ارتبطت مصالحه المادية بهم سواء كان ذلك بتعيينات في المؤسسات والادارات أو بمنحهم رخصا وامتيازات جعلتهم يشعرون بأنه يجب بقاء النهضة في السلطة للمحافظة على هذه الامتيازات.
• لكن ألا يزال هناك من يتعاطف مع النهضة على أساس أنها حزب تحقيق الخير والصلاح للمجتمع وفق المرجعية الاسلامية؟
- لا يزال هناك من التونسيين ممن انتخبوا حركة النهضة تعاطفا معها كونها حزبا اسلاميا لكن نسبتهم قلت في هذه الانتخابات مقارنة بالانتخابات التشريعية عقب الثورة لأن الشعار الذي رفع آنذاك صوتوا لمن يخشى الله. لكن تبين للناس انهم لا يخشون الله اطلاقا.
• يعني هل تقصد ان بعض التونسيين من الذين صوتوا للنضهة ما زالوا مغررا بهم؟
- قد يكون ذلك. أعتقد انه مازال هناك اناس بسطاء تم اقناعهم، بأن هناك من عرقل عمل النهضة عندما حكمت تونس وليست هي التي فشلت بل تم افشالها. وهذا ما صدقه البسطاء.
• هل تعتقدون ان حركة النهضة تمارس مغالطات سياسية كثيرة وانها لا تزخر بنسبة كبيرة من الكفاءات مقارنة بكفاءات نداء حزب نداء تونس؟
- هذا صحيح.
• يقال إن حزب نداء تونس لمعّ صورته في الشارع الانتخابي التونسي من خلال انتقاد النهضة فقط ولم يركز على برنامج سياسي لادارة حكم تونس في المستقبل؟
- غير صحيح. لم نركز على انتقاد النهضة ولكن بينّا فقط أسباب فشل حكومة «الترويكا» لا النهضة بالذات. والفشل يشعر به أبسط مواطن بمجرد أن يذهب الى السوق. ولكن لم نبنِ حملتنا على دعاية ضد النهضة ولكن برنامجنا واضح ويقنع الناس.
• يبدو انكم استغللتم جيدا ظرفية الأعمال الارهابية وربطها بالاسلاميين التي ضربت بعض مناطق تونس في الفترة الأخيرة وقدمتم وعودا للقضاء على الارهاب بمجرد وصولكم للحكم وارجاع القبضة الأمنية، الى اي مدى انتم جادون في القضاء على الارهاب لكسب ثقة التونسيين؟
- حزب نداء تونس ركز في حملته الانتخابية على القضاء على الارهاب ولم يستعمل ذلك للدعاية ولكن عن اقتناع عميق بأنه لابد من ارجاع هيبة الدولة. وهيبة الدولة ليست بالقوة او القمع ولكن بالعدل، وبالاستجابة الى مطالب الشعب المشروعة وبإعطاء المثل في نظافة اليد.
• هناك من ينظر الى هدفكم باسترجاع هيبة الدولة بأنه باب تفتحونه لممارسة القبضة الأمنية وادخال البلاد في حالة طوارئ للوصول الى القضاء على شبح الارهاب؟
- اولا حالة الطوارئ عرفتها تونس خلال حكومات الترويكا السابقة مرات عدة. سنهدف الى الضرب بقوة ضد الارهاب والمجرمين وهذا ضروري، وهو ليس قمعا وانما تطبيق قانون.
• هناك من يعتبر ان الباجي قائد السبسي زعيم حزب «نداء تونس» استهلم طريق نجاحه في الانتخابات البرلمانية من طريقة نجاح الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي معتبرين ان هناك نقاط تشابه كثيرة بين حملتي الرجلين السياسيتين اللتين اعتمدتا الشعار نفسه حيث ان حملة السيسي كانت «تحيا مصر وحملة السبسي تحيا تونس»؟
- شعار «تحيا تونس» لم نستلهمه من شعار الحملة الرئاسية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ولكن هذا الشعار اعتمدناه لأنه كان أول تسمية لحزبنا منذ تأسيسه. فقد كان اول مقترح لتسمية حزبنا هو تحيا تونس ثم ارتأينا تسميته رسميا نداء تونس. اذا فشعار حملتنا مستلهم من اول مقترح لتسمية حزبنا ولم نستنسخ شعار حملة السيسي. وهو عودة الى تسمية الحزب الأولى.
كما اعتبر ان هناك اختلافا في التجربتين التونسية والمصرية. فالانتقال الديموقراطي في تونس لم يكن مستمدا من قوة الجيش. نقطة الشبه الوحيدة لنجاح السيسي والسبسي انهما يأتيان بعد تجربة حكم الاخوان. والفارق هو ان السيسي قمع الاخوان ويحاكمهم وهذا بإرادة شعبية. في تونس الوضع مختلف لا توجد محاكمات او أي من هذا القبيل ولكن يوجد حضور لحزب النهضة بنسبة محترمة وهو الحزب الثاني. بذلك فان المقارنة بين التجربتين ليست صحيحة.
• هل تصنف حزب النهضة فكريا وايديولوجيا يتبع «الإخوان»؟
- نعم ينتمي ونرى ان الشعارات التي كان يرفعها نواب النهضة ومناصروه في الشوارع هي رمز «رابعة» الشعار المعروف لحركة الاخوان المسلمين في مصر. وذلك تأكيد على مناصرة النهضة للاخوان وهم ضد السيسي.
• في اطار حكومة سيشكلها حزبكم كيف سيكون تعاملكم مع المشهد السياسي المصري والحكومة المصرية الحالية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي؟
- سنقيم علاقات بين دولة ودولة بين حكومة وحكومة على اساس الاحترام وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وهذا من ثوابت السياسة التونسية منذ عهد بورقيبة.
• هل اسمكم مطروح للترشح لرئاسة الحكومة؟
- نعم، هذا ممكن، ولكن سنرى في المستقبل الظروف التي ستتوافر بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية.
• أليست هناك مشاورات في اطار الحزب تمهيدا لترشيح شخصيات من حزبكم لمناصب وزارية وأهمها رئاسة الحكومة؟
- المشاورات موجودة ولكن ليست على هذا المستوى، لأننا ننطلق من مبدأ يختلف عن الأحزاب الأخرى خصوصا التي بقيت عدة اسابيع في المحاصصات الوزارية. لن نتعامل بمنطق المحاصصة لأن هذا منطق من يعتبر الحكم غنيمة. ولا نعتبر الحكم غنيمة بل هو واجب ومصلحة وطنية. نحن بصدد عرض برنامجنا السياسي على جهات مختلفة لتشكيل التصور النهائي للبرنامج السياسي والاجتماعي من خلال تقبل المقترحات المختلفة.
• هل تبررون بعض مخاوف التونسيين ازاء الفوز المحتمل لرئيس حزبكم «نداء تونس» الباجي قائد السبسي في الانتخابات الرئاسية المقبلة بعد ان وصف البعض ان وجود الرئيس ورئيس الحكومة من حزب واحد سيمهد لتغول حزبكم على السلطة والعودة الى نظام الحزب الواحد؟
- اولا من الضروري ان يكون رئيس الجمهورية القادم من «نداء تونس» لأن السلطة التنفيذية في الدستور التونسي الجديد هي سلطة برأسين وليست برأس واحد كما كانت في الماضي. ولا بد لرئيس الدولة ورئيس الحكومة ان يكونا منسجمين لتحقيق الاصلاحات الضرورية. اما مشاركة جميع الأحزاب في الحكم فقد تخلق مشاكل معطلة لمصالح البلاد، لكن في الديموقراطيات الراسخة تجري الأمور من دون مشاكل كبرى وتشارك الأحزاب في الحكم حالة نادرة وغالبية الأحيان يكون رئيس الجمهورية والبرلمان والحكومة من الحزب نفسه. وهذا ليس خطرا على الديموقراطية، يمكّن الحزب الفائز من تطبيق برنامجه الذي انتخب من اجله.
التخويف من التغول والاستبداد وعودة الحزب الواحد يكاد يكون امرا كاذبا لأن الدستور التونسي الجديد يمنع ذلك. كما ان توزان المشهد السياسي يمنع ذلك. وجود اقلية لها قدرة معطلة في البرلمان يمنع ذلك بالاضافة الى وجود مجتمع مدني فاعل يمنع ذلك.
• الى اي مدى أنتم مستعدون لدعوة حركة النهضة للمشاركة في الحكومة المقبلة؟
- نحن لا نريد ان تكون اطراف حكمت في عهد الترويكا سابقا موجودة في الحكومة المقبلة. وهذه الرسالة التي نتلقاها من الناخب التونسي. لكن الى يوم تشكيل الحكومة سنرى.
• هل يمكن تشكيل الحكومة من دون مشاركة النهضة نهائيا؟
- طبعا يمكن ذلك.
• هل يمكن ان تعرقل النهضة عمل الحكومة اذا اصطفت في المعارضة؟
- اذا عرقلت ستتحمل مسؤوليتها امام الشعب. اذا مارست التعطيل فسيحكم عليها الشعب والمجتمع المدني.
• قيل ان مسألة العدالة الانتقالية ومحاسبة رموز نظام بن علي سيتم التغاضي عنها في ظل حكومتكم المقبلة، هل هذا صحيح؟
- العدالة الانتقالية تستعمل في غير محلها احيانا كمفهوم حيث انها لا تتناقض مع العدالة العادية. العدالة العادية تأخذ مجراها. لكن المحاسبة السياسية قد تدخل ضمن العدالة الانتقالية. فمن ظلم واعترف بذنبه وطلب الصلح مع من أساء اليه وصالحه فهذا امرعادي.
• الغرب يراكم انكم تمثلون الحداثيين والعلمانيين وان حركة النهضة تمثل التيار المحافظ الاسلامي هل تشاطرون هذا التصنيف؟
- لا اشاطره لأننهي لا اعتبر حزب النهضة حزبا دينيا بل هو حزب سياسي لكنه يرفع شعارات دينية. كما ان مفهوما علمانيا بالنسبة لنا لا معنى له لأننا كلنا مسلمون ولا حق لأي حزب ان يحتكر تمثيل الاسلام. ولكننا سنقاوم كل حزب تكفيري وكل نزعة تكفيرية تستعمل مفهوم الجهاد في غير محله او تكفر الناس لأنه دعوة الى القتل وهذا يدخل تحت طائلة القانون.
• هل انتم مع عودة تشديد مراقبة المساجد؟
- الهدف ليس تشديد الرقابة بل جعل المساجد تقوم بالوظيفة التي جعلت من اجلها وهي لله ولا حق لأي حزب ان يستغلها لذاته. او ان تكون منبر دعاية للناس.
• هل تعتبرون ان حزبكم في علاقة تنافس مباشرة مع حركة النهضة؟
- النهضة جزء من المشهد السياسي التونسي وله مناصروه ولا احد يفكر في انه سيخرج من المشهد. ويجب احترام موقعه في المشهد السياسي. سنتعامل معه على اساس انه حزب يمكن ان يساند كما انه يمكن ان يعارض.
• هل تعتبرون ان خطاب النهضة جامد ام تطور لأجل العمل في اطار التوافق مع بقية الأحزاب مثل حزبكم؟
- اعتقد ان خطاب النهضة خصوصا رئيسه الشيخ راشد الغنوشي تطور الى درجة ان خطابه يكاد يكون علمانيا. لكن نريد أن نرى هذا التطور في الواقع من خلال الممارسة حتى يصبح تعامل الحزب سياسيا.
• هل تعتبرون ان الرئيس الحالي المنصف المرزوقي منافس قوي للباجي قائد السبسي على رئاسة تونس ام تعبرون ان الأمر محسوم لصالح السبسي؟
- الباجي قائد السبسي يتقدم على الجميع. كما نعتقد ان الرئيس التونسي الحالي اساء الى مؤسسة رئاسة الجمهورية من خلال بعض تصريحاته وسلوكه وعلاقاته الخارجية.
• ما علاقتكم المستقبلية مع دول الخليج، كيف ترونها اذا شكلتم الحكومة؟
- نريد ان تتعزز علاقتنا مع دول الخليج في اطار الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشأن الداخلي للدول الأخرى.
ولابد من إعادة النظر في سياسة التمييز بين دول الخليج التي انتهجتها الحكومات السابقة في تونس. ودور الديبلوماسية التونسية يجب ان يكون عامل توفيق وليس عامل اصطفاف.
• هل ستتعاملون مع النظام السوري ديبلوماسيا؟
- سورية ما زالت دولة وسنتعامل مع الدولة ولا نتعامل مع معارضة ضد دولة. واحزاب المعارضة في سورية تتعامل معها الأحزاب.
&
التعليقات