شملان يوسف العيسى
&
هل تصبح تونس الدولة العربية الأولى على الطريق نحو الديمقراطية التعددية المدنية؟ في نهاية شهر ديسمبر القادم ستجري في تونس الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية بين الباجي قائد السبسي الذي حصل على 39,46% من أصوات الناخبين، والرئيس المؤقت المنصف المرزوقي الذي حصل على المركز الثاني بنسبة 33,4% من الأصوات. ويتقدم السبسي في استطلاعات الرأي العام على منافسه، بعد أن وعد بإعادة هيبة الدولة، وهذا ما يتطلع إليه التونسيون بعد الأزمات المتعاقبة التي هددت البلاد بعد ثورة 2011.. كما أنه الشخصية القادرة على التصدي للإسلام السياسي ووقف ظاهرة العنف والإرهاب، حيث وعد بإعادة تونس إلى مصاف الدول المنتمية للقرن الحادي والعشرين.
&
والسؤال: ما هو موقف حزب «النهضة» الإسلامي؟ ومن سيدعم في انتخابات الرئاسة القادمة، خصوصاً أن حلفاءه من الأحزاب الصغيرة لم يحققوا أي فوز في الانتخابات التشريعية؟ ما يعجبنا في التجربة التونسية اليوم هو تحول الخلاف الإسلامي العلماني فيها، ليصبح ذا صبغة مدنية أكثر منها دينية، بقبول «النهضة» بالتوافق لا بالتصادم، حيث أكد زعيمها الغنوشي لجريدة «الشرق الأوسط» (السبت 22 نوفمبر 2014)، أنه من أجل مصلحة تونس أخذنا بتجارب الانتقال الديمقراطي في البلاد العربية وغير العربية، ورأينا أن كل حالات الاستقطاب تمثل خطراً على الانتقال الديمقراطي، ولذلك اخترنا التوافق العريض، فحكم الأغلبية بنسبة 50 في المائة تكفي لأنظمة مستقرة، أما في الأنظمة الانتقالية فإن منطق الأغلبية غير منطقي ولا مفيد في صيانة التجربة. لقد تعلمنا من تجربتنا والتجارب الأخرى الحوار، ونحن نقدم مصلحة البلاد وهمنا الأكبر تجنب خطر العودة إلى الدكتاتورية».
&
وقد أبدت عدة أحزاب تونسية خسرت في الانتخابات التشريعية، مخاوفها من أن يؤدي الاستحقاق الرئاسي إلى هيمنة حزب «نداء تونس» الذي يترأسه السبسي، إذ سيصبح مسيطراً على الرئاسات الثلاث؛ الجمهورية والحكومة والبرلمان، كونه الحزب الوحيد الذي يمتلك كتلة في البرلمان تقدر بنسبة 37 من الأعضاء، تشير تيارات في الحزب إلى أن الدستور الجديد لا يسمح بسيطرة حزب واحد على مؤسسات الدولة، لأن صلاحيات الرئيس محدودة.
&
ماذا يريد الشعب التونسي من حكومته الديمقراطية الجديدة؟ كل ما يطمح إليه التونسيون والعرب عموماً بعد الثورة هو تحقيق الأمن والاستقرار وعدم انفراد حزب سياسي واحد بالسلطة. وهنالك بوادر إيجابية من حزب «النهضة» الذي أعلنت قيادته بأنها تطمح لتشكيل حكومة ائتلافية يشارك فيها جميع الفرقاء.
&
وستكون أمام الرئيس الجديد مسؤولية تحسين الاقتصاد والقضاء على البطالة وإيجاد فرص عمل للشباب التونسي الطامح لتحقيق إنجازات حقيقة في ظل ثورة الياسمين.
&
ترى ماذا سيكون موقف دول الخليج من الرئاسة القادمة في تونس؟ هل تريد حكومة يدعمها الإسلام السياسي أم حكومة ليبرالية علمانية؟
&
دول الخليج ستحترم خيار الشعب التونسي مهما كانت، لكن تزايد نفوذ الحركات الجهادية في المنطقة، جعلنا نقلق من صعود الجهادية السلفية في تونس، وكل ما نتمناه لتونس هو شيوع الأمن والاستقرار وتحسين أوضاع الاقتصاد وتعزيز الديمقراطية الوليدة في البلاد ووضع حد لانخراط الشباب التونسي في العمل الجهادي.