&نانسي فاخوري&

بدت طهران غاضبةً من رد فعل بيروت التي رفضت هبةً إيرانية عسكرية، قالت طهران في وقت سابق إنها تنوي عبرها تغذية الجيش اللبناني. وجاء الغضب الإيراني على لسان وزير الدفاع الإيراني حسين دهقان، الذي كشف في حديث تلفزيوني أن الحكومة اللبنانية رفضت استلام مساعدات بلاده العسكرية للجيش اللبناني على شكل هبة من إيران.


وكشف دهقان أن الوزارة - أي وزارة الدفاع الإيرانية - لم تستلم تصريحاً من الحكومة اللبنانية يجيز إرسال المساعدة العسكرية، التي تضم أحزاباً وتيارات سياسية مختلفة، في إشارة من المسؤول الإيراني إلى أن بعض تلك الأحزاب يعارض ما يوصف بالنفوذ الإيراني في لبنان، المتشكل في وجود حزب الله وحمله السلاح غير الشرعي دون إذن من الدولة.
وينقسم اللبنانيون بين مؤيد ومعارض للانفتاح على إيران، تمثل الشريحة الرافضة لسياسات إيران في المنطقة النسبة الأكبر من الشارع اللبناني. ومن هذا المنطلق يرفض اللبنانيون قبول أي دعم عسكري أو غيره من طهران، التي يرونها أسهمت في تربية من حمل السلاح بوجه الدولة، في إشارة إلى إرهاب حزب الله.


وكان أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني قد أعلن خلال زيارته بيروت في نوفمبر الماضي أن بلاده تعتزم تقديم مساعدة عسكرية للبنان تشمل أسلحة ومعدات. وقال شمخاني إن لبنان امتنع عن قبول المساعدات العسكرية بعد أن تعرض إلى ضغوط أميركية، حيث ترى المتحدثة باسم الخارجية جين ساكي أنها انتهاك للعقوبات الدولية المفروضة على طهران، حسب ما نقلت وكالة إيسنا الإيرانية.
يأتي ذلك، فيما كشف النائب عن حزب الله في البرلمان اللبناني حسن فضل الله، في كتابه الذي صدر أخيرا "حزب الله والدولة في لبنان الرؤية والمسار"، عن الدور السوري في لبنان، مبينا أنه بعد اتفاق الطائف "خضع لبنان لإشراف إدارة سورية كاملة وتحكم أفرقاء لبنانيين بالمفاصل الداخلية فولدت مؤسسات هذه الدولة على يد سورية، وتحولت إلى أداة طيعة بيد قلة من المسؤولين السوريين وتقدمت مصالحهم في أحيان كثيرة على مصلحة سورية نفسها".
وتطرق فضل الله في كتابه إلى التحولات في المنطقة وفي مقدمها الحرب الدائرة في سورية، مشيرا إلى أن الحزب انتظر سنة وبضعة أشهر قبل اتخاذ قرار المشاركة في الحرب إلى جانب قوات بشار الأسد بعدما بات نظامه معرضا للسحق من قبل من صفهم بالمتشددين.


وأشار فضل الله إلى أن حزب الله تخلى عن فكرة تطبيق الحكم الإسلامي في لبنان بعدما وجد أن الظروف الموجودة في لبنان غير مناسبة. وقال إنه "بالتزامن مع ترك فكرة تطبيق الشريعة الإسلامية في الحكم، استقى الحزب خياراته الدينية فضلا عن تنسيقه السياسي والأمني من إيران، وما لبثت الجغرافيا الإسلامية أن انصهرت في إطار ثقافة عامة أشاعتها ولاية الفقيه".
ويمثل ذلك مجاهرةً من حزب الله بانتمائه وولائه لطهران، التي تضعه كأداة عسكرية من شأنها زعزعة ذلك الجزء من العالم العربي، وقت ما شاءت، وسحب ما تفرضه عليها استراتيجيتها التوسعية في المنطقة.
وفي سياق لبناني، رفعت فيه القوى الأمنية اللبنانية من جهوزيتها قبل أيام من نهاية العام الميلادي، مع عودة الحديث عن خروقات أمنية قد تشهدها البلاد بعد تقدم "داعش في منطقة القلمون الحدودية وسعيه إلى السيطرة على كامل الشريط الشرقي الذي يفصل بين لبنان وسورية"، يتزامن ذلك مع أمل رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام بأن تتسلم بلاده الطائرات المروحية العسكرية من فرنسا في موعد أقرب من المحدد حتى تتمكن من قتال المتشددين الذين يعبرون إلى أراضي لبنان من سورية. وكانت المملكة العربية السعودية قد مولت صفقة وقعتها فرنسا ولبنان في أوائل نوفمبر الماضي لتزويد الجيش اللبناني بالأسلحة والعتاد العسكري بقيمة ثلاثة مليارات دولار. وقال مصدر في وزارة الدفاع الشهر الماضي إن فرنسا تعتزم بدء تزويد لبنان بالمعدات في الربع الأول من عام 2015 وعلى مدار ثلاث سنوات تنتهي بتسليم الطائرات المروحية
&