حزب الله يعترف بـquot;الاختراقquot;.. ويؤكد: quot;التسريباتquot; أضرتنا

وفق معلومات حصلت عليها quot;الوطنquot; من مصادر في المعارضة

الرياض: خالد العويجان

اعترف حزب الله اللبناني أخيرا، بتعرضه للاختراق، الذي أدى إلى تأجيل عدد من المعارك، التي يشارك فيها الحزب بسورية إلى جانب نظام بشار الأسد، أو على أقل تقدير، تغيير التكتيك المرسوم للدخول في تلك المعارك.
ففي معلومات ـ حصلت عليها quot;الوطنquot; ـ من مصادر بالجيش السوري الحر، أقرّ قياديون في حزب الله ، بضرر لحق بمخططات وتكتيكات الحزب، سببه ما وصفوه بـquot;التسريباتquot;، في كناية عن quot;اختراقquot; يتعرض له قادة الحزب، وراسمو سياسته العامة.


وعن تفاصيل المعلومات التي حصلت عليها الصحيفة، فإن معركة القصير، كانت نقطة تحول قادت الحزب لاستشعار quot;الاختراقquot;، عبر نشر تفاصيل معركة quot;اقتحام القصيرquot;، تلتها معركة quot;اقتحام القلمونquot;، التي حشد لها الحزب آلاف المقاتلين اللبنانيين، ممن يوصفون بـquot;مقاتلي الصف الأولquot;.


وكما قالت التسريبات عن مسؤول في الحزب كان يدير اجتماعا سريا، نُقل على لسانه القول: quot;التسريبات تضرنا. أنتم متحمسون. أحيانا يتم تأجيل موعد معركة ما بسبب إيصال بعض المعلومات للطرف الآخر، هذا يؤدي إلى إيقاع شهداء أكثر من إخواننا، ويؤدي إلى تأجيل موعد معركة كبيرة. هذا الأمر يجب أن يتوقف حتى وإن كان بحسن نية. بعضكم يساعد الطرف الآخر بهذه الطريقة بشكل غير مباشر ومن حيث لا يعلمquot;.
الإقرار بالاختراق، جاء استباقا لاعتراف آخر، محفوف بـquot;المجاهرة بسفك دم الشعب السوريquot;، تبناه الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، الذي قال أول من أمس، إن quot;المشكلة ليست في الذهاب إلى سورية، بل في تأخر الحزب في دخول تلك الحربquot;، التي قال إنها تستهدف ما يُعرف بـquot;محور المقاومة والممانعةquot;.
وفي خطوة لتشتيت الانتباه، اعترف نصر الله، بما قال إنه طلبات تقدمت بها quot;عدة أطرافquot; لبنانية للمشاركة في الحرب السورية، لكنه رفض ذلك حسب تعبيره. وتناقض نصر الله مع ذاته، حين وجه لوما مباشرا لمن لم يُسمهم، بالقول: quot;المشكلة أنكم ما زلتم في مكانكم لم تذهبوا إلى سوريةquot;، وهنا يبرز تناقض الرجل، الذي قال في ذات الخطاب، إنه رفض دخول أطراف لبنانية في الحرب إلى جانب نظام بشار الأسد.
وربط حسن نصر الله، استمرار بشار الأسد بما وصفه بـquot;الوجودquot;، ـ أي وجود اللبنانيين ـ وقال في هذا الصدد quot;إذا انتصر الطرف الآخر في سورية quot;سنشطب جميعاquot;.

التلفيقات لن تنقذ حزب الله من ورطته في سورية

حين يؤكد ويصر الأمين العام لحزب الله في كلمته أول من أمس، أنه تأخر في إرسال قواته للقتال إلى جانب النظام السوري، فهو من جهة أولى أخذته العزة بالإثم ليتمادى في الخطأ، فسلوكياته المرفوضة، ومحاولاته المستميتة للاستئثار بالقرار اللبناني، أبعدت كل التيارات من حوله، فبقي وحيدا إلا من دعم مرشده الأعلى في إيران.


ومن جهة ثانية، لا يستطيع زعيم حزب الله أن يعترف بالحقيقة الدامغة، وهي أن قتال عناصر حزبه في سورية جاء بأوامر إيرانية ليس لديه حق الاعتراض عليها، فتبعيته المطلقة للولي الفقيه تحتم ذلك. بدليل أن المسألة الطائفية هي العامل المشترك بين كل القوات التي تحارب إلى جانب النظام السوري quot;الطائفيquot; هو الآخر، وبالتالي فادعاءات الأمين العام لحزب الله بأنه يناصر نظام الأسد ليمنع انتصار من وصفهم بالتكفيريين باطلة؛ لأن تصريحاته الطائفية ـ وقت أرسل قواته ـ حول حماية quot;الأماكن المقدسةquot; ولافتات وشعارات عناصر حزبه الطائفية في سورية تثبت أن فكرة استخدام مصطلح quot;التكفيريينquot; جاءت متأخرة بالمقارنة مع زمن دخوله عناصره إلى سورية.
أيضا، الميليشيات الطائفية التي تشارك النظام السوري قتل الشعب دخلت قبل ظهور ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق والشام quot;داعشquot; على الساحة السورية، وقبل ظهور ما يسمى quot;جبهة النصرةquot;، وقبل أن يتوافد غيرهم من الخارج لاستغلال الفوضى التي أسهم حزب الله وغيره من الميليشيات الطائفية بوجودها عبر حمايتهم للنظام السوري ومنع سقوطه. فلو اعتمد النظام على قدراته لما استمر لغاية اليوم؛ لأنه فقد الكثير من قواته غير المنتمية إلى طائفة الأسد، سواء كان ذلك بالانشقاق والقتال ضد النظام، أو الخروج إلى دول الجوار، أو اللجوء في الخارج.


ما يشير إلى أن مأزق حزب الله يتفاقم في لبنان حديث زعيمه quot;الملفقquot; بأن أطرافا لبنانية اقترحت أن تنضم إليه في القتال داخل سورية، لكنه رفض. فمن السهل عليه أن يتحدث من غير أن يسمي؛ لأنه لا يجرؤ على نسبة أمور غير صحيحة لتيارات لبنانية موجودة تستطيع مواجهته وفضحه.


كل ذلك يؤكد أن حزب الله بتورطه في الأزمة السورية رسم نهايته، والتيارات اللبنانية التي ترفض وجوده وسيطرته قادرة مع الشعب اللبناني على تحجيمه وإلغائه، والمسألة مسألة زمن ليس أكثر.