عبدالعزيز السويد

في كرة القدم إذا اعتمدت على نتائج مباريات الفرق الأخرى فهو دليل على تراجع قدراتك وضعفك في تحقيق النتائج المرجوة، ولا يلجأ «الكروي» لحسابات مباريات فرق أخرى إلا لنتائج سلبية حققها فريقه، أزعم أن مثل ذلك يحدث في السياسة، حين يتم الحديث الإيجابي «عربياً» من خلال مقالات وتحليلات عن تغييرات في عناصر فريق خصوم السياسة في المنطقة، سابقاً تم تغيير نوري المالكي بحيدر العبيدي، واستمر القصف والقتل الذي يستهدف السنّة واستشرت جرائم الميليشيات الطائفية، ولاحقاً - ما يتداول - من تسليم ملف العراق «في طهران» من قاسم سليماني إلى أمين مجلس الأمن القومي الإيراني علي شمخاني، والسياسة لا تتغير بتغير الأشخاص، لكنهم يغيرون الأساليب والطرق، ومن الماضي القريب، ماذا أحدث حضور روحاني «المنفتح» كواجهة للسياسة الإيرانية من تغيير مقارنة بنجاد «المتصلب»، سوى تغير الأساليب من المواجهة مع الغرب «تحديداً» إلى المحاورة مع بقاء الأهداف الإقليمية والطائفية المنشودة ثابتة، بل إن الوصول للأهداف الإيرانية الإقليمية اشتد ضراوة على الأرض في سورية والعراق واليمن.

&

وفي ما قبل أحمدي نجاد حينما تولى «المفكر» محمد خاتمي رئاسة إيران أسهمت سياسته المنفتحة والناعمة في تمكين التغلغل الإيراني في تخدير الإقليم مع بناء القدرات النووية التي تفاوض طهران عليها الآن.

&

خلال ربع قرن هناك مرشد واحد للثورة الإيرانية ثابت يغير الوجوه، والمحصلة الآن أمامنا أن المشرق العربي يشهد أكبر موجة تهجير طائفي بالقتل والترهيب، سواء أكان بيد «داعش» المستنبتة أم بيد ميليشيات طائفية متوحشة، مدعومة من الحكومة «الإيران عراقية» في بغداد.
&