&&حسين عبد الحسين
حذر رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارتن ديمبسي من انه يمكن لتنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) التوسع «حتى الكويت» ان لم يتحرك المجتمع الدولي والولايات المتحدة لوقف تمدده، بما في ذلك استخدام قوات أميركية أرضية «ان اقتضى الأمر»، وهي المرة الأولى التي يطلق فيها أي من مسؤولي الإدارة الأميركية هذه الفرضية.
وقال ديمبسي اثناء جلسة استماع عقدتها «لجنة القوات المسلحة» في مجلس الشيوخ، أمس، وشارك فيها وزير الدفاع تشاك هيغل ان «ترك داعش من دون مواجهة سيؤدي الى توسعه حتى باتجاه الكويت».
وجاءت الجلسة في وقت التقى الرئيس باراك أوباما ونائبه جو بيدن الجنرال المكلف قيادة التحالف جون الان في البيت الأبيض. ومن المتوقع ان يلتقي أوباما، اليوم، قائد قيادة المنطقة الوسطة الجنرال لويد اوستن في مقر قيادة الجيش الأميركي ولاية فلوريدا الجنوبية.
واعتبر ديمبسي ان القوات الأميركية متأهبة حاليا لأي طارئ، وانه لو سقطت احدى المقاتلات الأميركية، التي شنت أكثر من 160 غارة على مدى الشهر الماضي ضد اهداف «داعش» في العراق، فان القوات الأميركية مستعدة للقيام بعملية «بحث وإنقاذ» لاستعادة الطيار.
وأكد انه «اذا وصلنا الى مرحلة بات يتوجب فيها على مستشارينا مرافقة القوات العراقية في هجماتها ضد اهداف محددة لتنظيم الدولة الاسلامية، فانني ساوصي الرئيس بالسماح بذلك».
بدوره قال هيغل ان عدد المستشارين العسكريين الأميركيين في العراق بلغ 1600 مستشار، وانه على الرغم ان دورهم يقتصر على المشاركة في النصح والتخطيط في مقرات الجيش العراقي، الا انهم مسلحون ولديهم أوامر بالدفاع عن أنفسهم في حال تعرضوا لهجوم.
وتقول التقارير المتواترة ان الجنرال اوستن كان قدم اقتراحا للرئيس الأميركي يقضي بمشاركة قوات أميركية خاصة في الخطوط الأمامية في القوات العراقية ضد «داعش»، الا ان أوباما عارض الاقتراح وأمر بإبقاء هذه القوات بصفة استشاريين وفي مقرات القيادة بعيدا عن الجبهة.
تصريحات ديمبسي، الذي كان حتى مطلع أغسطس أحد أبرز معارضي أي تدخل أميركي عسكري في سورية، تفتح الباب لمواجهة سياسية واسعة بين أوباما، الذي وعد في خطابه الى الشعب الأميركي الأسبوع الماضي بعدم ارسال أي قوات أميركية الى الحرب ضد «داعش»، وبين معارضيه من داخل حزبه الديموقراطي.
على أن ديمبسي وهيغل التزما الخطوط العريضة لاستراتيجية أوباما والتي تقول ان المواجهة مع «داعش» لن تكون حربا قصيرة، أي على طراز «الصدمة والرعب» التي استخدمها الاميركيون ضد قوات صدام حسين في العام 2003، بل ستكون مواجهة على مدى سنوات، على غرار الحرب الأميركية ضد تنظيم «القاعدة».
وفي شهادته، تحدث هيغل عن نية الولايات المتحدة تدريب وتسليح «المعارضة السورية المسلحة»، وقال أن عدد من تنوي واشنطن تدريبهم هو 5000 مقاتل سيكونون نواة للقوة القتالية للمعارضة السورية، فيما قال ديمبسي ان الهدف هو إقامة هيكلية عسكرية للقوة العسكرية للمعارضة، «تابعة للقيادة المدنية للمعارضة السورية وليس لنا، ويمكنها مع الوقت ان تساهم في تثبيت الوضع في سورية وليس القتال فحسب».
ومن المتوقع ان يصادق الكونغرس، اليوم، على مبلغ نصف مليار دولار التي طلبتها الإدارة الأميركية من اجل تدريب وتجهيز المعارضة السورية للقيام بدور قوات أرضية في الحرب الأممية ضد «داعش».
وقال ديمبسي انه بسبب قمع نظام الرئيس السوري بشار الأسد لشعبه، «تبقى الأرضية خصبة لداعش لتجنيده مقاتلين». وكلام ديمبسي هذا يعاكس ما دأب على قوله في السنوات الماضية بأن لا مصلحة لواشنطن التدخل في معركة بين «حزب الله» و«القاعدة».
في هذه الاثناء، رجحت أوساط الكونغرس ان يرفق المصادقة على منح الأموال المطلوبة للمعارضة السورية بقيام الإدارة بتقديم لوائح بأسماء المقاتلين السوريين الذين يتم تجنيدهم وتمويلهم وتسليحهم، كذلك سيطلب الكونغرس من الإدارة اعلامه بالتطورات في هذا المضمار على شكل دوري كل 90 يوما.
وكانت طائرات حربية أميركية (وكالات) قد شنت غارة ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» على بعد 25 كيلومترا جنوب بغداد، في اول هجوم من نوعه بالقرب من العاصمة، والاول منذ اعلان الرئيس باراك أوباما استراتيجيته للقضاء على التنظيم الاسبوع الماضي.
واعلنت القيادة الاميركية الوسطى في بيان ان طائرات اميركية «شنت غارتين يومي الاحد والاثنين لدعم القوات العراقية بالقرب من سنجار وجنوب غرب بغداد».
وتابع البيان ان «الغارة جنوب غرب بغداد كانت الضربة الجوية الاولى ضمن توسيع نطاق الحملة بحيث لا تقتصر على حماية عناصرنا والمهمات الانسانية بل تشمل ضرب مواقع لتنظيم الدولة الاسلامية مع انتقال القوات العراقية الى الهجوم وعملا بما نص عليه خطاب الرئيس الاربعاء الماضي».
وادت الغارتان الى تدمير ست عربات تابعة للتنظيم بالقرب من سنجار بالاضافة الى موقع قتالي جنوب غرب بغداد كان يستخدم لقصف القوات العراقية.
وافاد سكان محليون ان الطيران الأميركي قصف مواقع المسلحين في مناطق الخازر وتلعفر واسكي موصل وادى الى مقتل نحو 22 مسلحا.
واعلن المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية الفريق قاسم عطا ان الطيران الاميركي نف ضربات مهمة لاهداف معادية في صدر اليوسفية بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد.
وتقع منطقة صدر اليوسفية على بعد 25 كيلومترا من مركز مدينة بغداد وهي احد اقرب معاقل تنظيم «الدولة الاسلامية» الى العاصمة.&
&&
التعليقات