&&نزار عبدالباقي

أشار مصدر عسكري لبناني إلى أن مصرع العدد الكبير من قيادات حزب الله بنيران مقاتلات عسكرية إسرائيلية في بلدة مزرعة الأمل بريف القنيطرة أول من أمس، يؤكد وجود مزيد من العملاء الإسرائيليين في صفوف الحزب، موضحا أن الطائرات لم تستغرق وقتا طويلا في الوصول إلى مكان القتلى، مما يدل على أن المعلومة كانت بطرف الموساد منذ وقت مبكر لما خطط له الحزب. كما أبدى استغرابه من وجود هذا الكم الكبير من القيادات في مكان واحد، مما يسهل استهدافهم وإصابة قدرات الحزب في مقتل.
وقال مستشار رئيس حزب "القوات اللبنانية"، العميد المتقاعد وهبي قاطيشا في تصريحات إلى "الوطن" أمس: "ما حدث يؤكد ما ظللنا نكرره كثيرا من أن الحزب مخترق بصورة كبيرة، وأن هناك عددا من العناصر المندسة في صفوفه، والتي ما زالت تقوم بالدور المطلوب منها بحرية تامة، في ظل انشغال قيادات الحزب بأمورهم الشخصية، للدرجة التي تقوم فيها إسرائيل بكل بساطة باستهداف هذا العدد الكبير من القيادات. وكل هذا يشير بوضوح إلى حقيقة واحدة، وإن حاولت قيادات الحزب المكابرة وإنكارها، وهي أن هناك خللا معلوماتيا رئيسا، وأن العملاء باتوا يسرحون ويمرحون داخل الحزب".


وسخر قاطيشا من وجود أهم القادة العسكريين في وقت واحد ومكان واحد، مشيراً إلى أن ذلك يتناقض مع أبسط البديهيات العسكرية، التي تقتضي بعدم المخاطرة بالقيادات، وقال: "ما حدث يدل على وجود وهن عسكري وقصور استراتيجي، فالقتلى هم من أفضل القيادات العسكرية للحزب، كما أن الجنرال الإيراني الذي اعترفت طهران بمصرعه هو نائب قائد فيلق القدس، وتولى قيادة الفيلق بعد إصابة قاسم سليماني في شمال بغداد. لذلك أرى أن ما حدث يؤكد أن قادة الحزب منشغلون بأمور جانبية. ومما يثير التساؤل أن تحركات القادة القتلى في الجولان اتسمت بالاستهتار الشديد، فقد وصلوا حتى خطوط التماس مع إسرائيل، فلماذا كل هذا؟ وما هي طبيعة العملية التي كانوا ينوون تنفيذها، والتي استحقت منهم كل هذه المخاطرة؟".


واستبعد قاطيشا أن يبادر حزب الله إلى اتخاذ قرار فوري بالرد على إسرائيل بصورة مباشرة، مشيرا إلى الوضع الذي يعيشه الحزب في الوقت الحالي لا يسمح له بذلك، وقال "الحزب غارق حتى أذنيه في المستنقع السوري، وهناك توجه عام ضده، حتى بيئته الحاضنة التي لم تكن تجرؤ حتى على إبداء رأيها حول سياسات الحزب باتت تجاهر برفض وجوده في سورية، نظير الخسائر الفادحة التي يتكبدها. كما أن الأزمة المالية الطاحنة التي يعيشها حزب الله لا تمكنه من خوض مواجهة مع الجيش الإسرائيلي، لا سيما في ظل تراجع الدعم الإيراني بسبب العقوبات الغربية وانخفاض أسعار النفط، وكلفة الحرب في سورية. ربما يقدم الحزب على مغامرة محدودة، مثل تفجير سيارة أو زرع قنبلة، لكنه حتما لن يدخل في مواجهة مباشرة تستمر طويلا مع العدو الإسرائيلي".
واختتم قاطيشا تصريحاته بالتأكيد على أن المخرج الوحيد لحزب الله كي يتجاوز مشكلاته الحالية هو الاحتماء بالداخل اللبناني، والانسحاب فورا من الأراضي السورية، والعمل مع بقية المكونات الوطنية في منظومة واحدة، تراعي مصالح لبنان واستقرار مواطنيه، بدلا من الانسياق وراء المخططات الإيرانية.
&