&

& خلافاً لجمهور حزب الله تبدو أكثرية الشعب اللبناني قلقة مما يمكن أن يُقدم عليه الحزب من رد في ظل تحفظ رسمي على تعريض الاستقرار سواء في الجنوب أو في كل لبنان للانهيار ورفض أي توجّه لاحتمال تفرد حزب الله كما كان يحصل سابقاً في أي قرار يؤثر سلباً على الوضع الداخلي والحوارات الجارية ولاسيما بين تيار المستقبل وحزب الله. وكان واضحاً تمسك معظم الوزراء في الحكومة بالقرار 1701 وهو قرار سبق للبنان أن أعلن التزامه به لحماية نفسه من أي إنعكاسات سلبية للتطورات الميدانية الاخيرة في القنيطرة في الجولان. وجاء الموقف الحكومي بعد سلسلة مواقف لقيادات لبنانية في مقدمتها رئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة ورئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط لجهة أنّ لبنان لا يتحمّل أي مغامرة.
وعليه، تقول أوساط وزارية لـ «القدس العربي» أن «الإعتداء الإسرائيلي على دورية حزب الله حصل خارج الأراضي اللبنانية واذا كان لا بد من رد فليكن أيضاً خارج الأراضي اللبنانية». علماً بأنّ السفير الأمريكي في لبنان دايفيد هيل نقل رسالة من إسرائيل إلى الحكومة اللبنانية تقول إنّ أيّ ردّ لحزب الله على عملية القنيطرة، حتى لو لم يحصل من داخل الأراضي اللبنانية، ستردّ عليه إسرائيل في لبنان .وتسأل الأوساط السياسية «ماذا عن الموقف السوري من الغارة الإسرائيلية وأليست دمشق هي المعنية الأولى بالرد طالما أن الاعتداء حصل على أراضيها وليس على الأراضي اللبنانية؟».

&


وبحسب هذه الأوساط «فإن لبنان معني بأراضيه المحتلة في تلال كفرشوبا ومزارع شبعا ولا علاقة له بما يحصل في سوريا « ولا تنفي الأوساط «أن قيادة حزب الله تمتعت بالوعي والبصيرة حتى الآن غداة الغارة الإسرائيلية وهي تدرك أن لبنان ليس بمقدوره تحمّل أي انزلاق إلى حرب جديدة. من هنا السعي ألا نُقحم لبنان في صراعٍ لا يُقرره الأخير وليس مستعداً له، ولاسيما أنه يُمكن أن يؤدي إلى حالة من البلبلة التي ستؤثر على صعيد الاستقرار والسياسة».
وتعبّر الأوساط الوزارية عن «أسفها لاستشهاد شباب لبنانيين من حزب الله خارج الأراضي اللبنانية ومن أجل قضية غير لبنانية» وتتهم اسرائيل بأنها «تعمّدت تنفيذ هذه العملية بعد الموقف الأخير الذي صدر عن حزب الله في آخر إطلالة للسيد حسن نصر الله حين ذكر موضوع الجولان، لكن من واجبنا كحكومة أن نحاول التوافق على موقف محايد لتفادي انزلاق لبنان نحو مواجهة غير محمودة النتائج».


وبموازاة الموقف الرسمي، تذهب قوى 14 آذار أبعد من ذلك فتسأل «ماذا كان يفعل كوادر حزب الله في القنيطرة السورية مع قائد الحرس الثوري الإيراني؟ فهذه المنطقة سورية وتقع ضمن مثلث الحدود المعقدة والملتهبة بين لبنان وفلسطين المحتلة وسوريا». وتضيف «هل ستبقى المواجهة المباشرة في سوريا أم تنطلق شرارتها من لبنان ويكون على الشعب اللبناني بأسره دفع ثمن لا يريده؟!».
وترفض 14 آذار أن يستغل حزب الله ومن ورائه دول المحور عملية القنيطرة لاعادة العمل بمعادلة الجيش والشعب والمقاومة والاطاحة بالخطة الأمنية، داعية جمهور حزب الله إلى العقلانية وعدم دفع قيادته إلى التهور تحت عنوان الحفاظ على المعنويات التي تفرض الرد على كل ضربة إسرائيلية بضربة مماثلة لصون ما تسمّيه المقاومة قوة الردع مع ما يعنيه ذلك من توريط للبنان والدولة اللبنانية. وترى أن سقوط جنرال ايراني في الغارة يثبت الحضور الإيراني في الجولان ومحاولتها تغيير قواعد الاشتباك التي فرضها القرار الدولي 242 والذي أبقى جبهة الجولان هادئة تماماً على مدى عقود. وتعتبر 14 آذار أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية إذا كانت تريد تعزيز أوراق قوتها كلما اقتربت نهاية المهلة المعطاة للتفاوض على ملفها النووي فلماذا لا تتولى هي بنفسها الرد المباشر بدلاً من تجنيد حزب الله لهذه المهمة؟
&