رندة تقي الدين وأرليت خوري
عالج وزراء الداخلية والعدل في الاتحاد الأوروبي الخلل الأمني في حدود فضاء دولها الأعضاء والذي سمح للإرهابي البلجيكي المغربي الأصل عبد الحميد أباعود بالقدوم إلى باريس من أجل تنسيق اعتداءات باريس في 13 الشهر الجاري، والتي أسفرت عن 130 قتيلاً، إذ وافقوا في اجتماع طارئ عقِد بطلب من باريس في بروكسيل، على خطط لإنشاء سجل بأسماء ركاب الطائرات وشن حملة على تهريب الأسلحة وتشديد الرقابة على الحدود.
وقال وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف بعد الاجتماع: «ستقدم المفوضية الأوروبية بحلول نهاية السنة اقتراحاً لإصلاح قانون حدود شينغن للسماح بعمليات مراقبة منهجية وإجبارية على كل الحدود الخارجية، ولجميع الأشخاص الذين يدخلون فضاء شينغن، وبينهم الذين يحظون بحرية التنقل». لكنه استدرك أن «هذه التغييرات لن تكون فاعلة إلا إذا طُبق تبادل أفضل للمعلومات بين الدول الأعضاء، وحصل إمداد فوري بقواعد البيانات الأوروبية».
وأعلن كازنوف إبقاء فرنسا إجراءات المراقبة الاستثنائية التي فرضت بعد الاعتداءات «طالما اقتضى الوضع ذلك، لأن الأمر يتعلق بحماية أمن الفرنسيين في ظل تهديد مرتفع جداً».
وأثار إعلان مقتل أباعود خلال مداهمة نفذتها القوات الفرنسية الخاصة في ضاحية سان دوني شمال باريس، سجالاً حول كيفية دخوله باريس على غفلة من أجهزة الأمن الأوروبية، خصوصاً أنه ملاحق بمذكرتي اعتقال أوروبية ودولية تتهمانه بتجنيد جهاديين أوروبيين وتحضير اعتداءات في أوروبا وفرنسا.
وكان كازنوف صرح بأن «الأجهزة الفرنسية لم تتلقَ أي إبلاغ عن احتمال وجود أباعود على أراضيها حتى ١٦ الإثنين الماضي»، داعياً أوروبا إلى تحمل مسؤولياتها في هذا الشأن.
وحذر رئيس الحكومة مانوييل فالس، من أن عدم اتخاذ أوروبا إجراءات حاسمة سيؤدي إلى إسقاط نظام فضاء شينغن الذي يسمح بحرية التنقل داخل دول الاتحاد الأوروبي.
الى ذلك، أعلن رسمياً التعرف إلى جثة الإرهابية حسنة آيت بولحسن التي تبينن انها لم تُفجر نفسها داخل شقة سان دوني، وأن العمل مستمر للتحقق من جثة ثالثة التي وجدت داخل الشقة.
وكشف مصدر في الشرطة عن أن رجال الأمن رصدوا هاتف حسناء آيت بولحسن بعدما علموا صلة الصداقة بينه وأباعود من خلال معلومات وفرتها الاستخبارات المغربية على الأرجح، ثم شاهدوها خلال عملية مراقبة مباشرة تدخل مع الجهادي مبنى في جادة كوربيو بضاحية سان دوني ليل 17 الجاري، قبل أن تقتحمه قوات خاصة صباح اليوم التالي.
وأوضح المصدر أن بولحسن، كانت ملاحقة بجرائم مخدرات.
واستقبل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، العاهل المغربي محمد السادس، وشكره على اضطلاع المغرب بـ «دور محوري» في تحديد مكان وجود أباعود في باريس، وتوفير معلومات عن زيارة الإرهابي لليونان. وتواجد العاهل المغربي في فرنسا، في زيارة خاصة، ورغب في لقاء هولاند لمناقشة موضوع مكافحة الإرهاب والتعاون الاستخباراتي.
في إيطاليا، قررت السلطات تركيب أجهزة لكشف المعادن عند مدخل مسرح الكولوسيوم التاريخي في روما، مع تشديد مدن في أنحاء أوروبا إجراءات الأمن بعد اعتداءات باريس.
وجاء ذلك غداة تحذير السفارة الأميركية في روما من احتمال استهداف الأماكن السياحية الشهيرة والكنائس والمعابد اليهودية والمطاعم والمسارح والفنادق في العاصمة ومدينة ميلانو (شمال).
التعليقات