& رائد جبر
«لاجئون» تفوّقت على «جسر نيمتسوف»، و «العقوبات» غابت أمام توصيفات عنصرية استهدفت الرئيس الأميركي باراك أوباما، و «دخلت التاريخ» باعتبارها واحدة من الكلمات الفائزة في مسابقة «كلمة العام 2015» في روسيا.&
والمسابقة التي تنظّم للمرة التاسعة في روسيا، أثارت هذه السنة لغطاً وسجالات كثيرة. وعكست «الكلمات» المُشارِكة في السباق درجة التوتر المتفاقم، وتجلّت فيها نتائج الحملات الإعلامية الموجّهة التي بلغت حداً يعتبر سابقة في تعبئة المواطنين الروس، وتشويه صورة «أعداء روسيا» في أنظارهم.
لم يكن أحد في روسيا يستبعد أن تنعكس الأحوال السياسية على المسابقة التي تتمحور حول أكثر الكلمات انتشاراً واستخداماً في روسيا خلال سنة، والمقصود ليس الاستخدام الإعلامي وحده بل بالدرجة الأولى التداول الواسع على شبكات التواصل الاجتماعي وفي المدوّنات. ودلّت تجارب السنوات السابقة على أن الأحداث السياسية لا هموم المواطن اليومية هي التي سيطرت على العبارات الأكثر تداولاً. وكانت الكلمة المركّبة «كريمناش» التي تدمج كلمتي «القرم لنا» هي الفائزة العام الماضي مثلاً، وتفوّقت على كلمات كثيرة بينها عبارات تمجّد الرئيس فلاديمير بوتين بوصفه «صانع الحدث».
لكن مسابقة هذه السنة سارت خطوات أبعد، فبعض الكلمات التي كانت محور نقاش ومداولات، ارتبط بملفات لم تكن لروسيا علاقة مباشرة بها، مثل «لاجئون» على رغم أنها كانت حاضرة بقوة في وسائل الإعلام الروسي، إنما بطريقة سلبية، إذ لفتت محاولات لتشويه صورة اللاجئين السوريين وتحميلهم مسؤولية هموم أوروبا ناهيك عن مصائب سورية، إضافة إلى التنبيه من «خطرهم على روسيا».
هذه الكلمة «فازت» باللقب في 2015، إذ تبيّن أنها الأكثر ترداداً وتداولاً على شبكات التواصل وفي المدوّنات، ما عكس في رأي خبراء درجة تأثُّر الروس بالحملات الإعلامية.
«اللاجئون» كلمة تفوّقت حتى على قضية داخلية كان لها صدى واسع، لأن عبارة «جسر نيمتسوف» حلّت بعدها، والمقصود بها الجدل الواسع الذي طغى بسبب محاولات المعارضة تخليد اسم المعارض بوريس نيمتسوف الذي اغتيل فيما كان يمشي على جسر يبعد خطوات عن الكرملين، وقوبلت مطالب المعارضة بإطلاق اسمه على الجسر باعتراضات حكومية.
وحلّت كلمات تمسّ حياة المواطنين الروس في شكل مباشر في مراتب متأخرة نسبياً، وبينها «عقوبات» و «عقوبات مضادة» ما أثار استغراب بعضهم، لأن الروس اختاروا كما يبدو أن يعبّروا بطريقة أخرى عن استيائهم من العقوبات، خصوصاً عبر إطلاق أوصاف عنصرية على الرئيس الأميركي، المتهم في وسائل الإعلام بأنه السبب الأساس لشن حملات دولية على روسيا.
هكذا برزت عبارة تسخر من لون بشرة أوباما الأسود، لتأخذ موقعاً بين «الكلمات الفائزة» في المسابقة، ولتؤكد أن «انتشار المزاج العنصري يتسع» كما قال خبير، مشيراً إلى ما يُعتبر سابقة عندما وضعت سلسلة متاجر شهيرة تقويماً للعام 2016 بين هدايا رأس السنة المعروضة في مخازنها، ويُظهر أوباما على غلاف التقويم في شكل مهين إلى جانب قردين!
التعليقات