&هويدا عثمان&


شغلت الشبهات والفضائح الأخلاقية لمشاهير مصريين، فنانين ورياضيين، مساحة من اهتمام المجتمع المصري لسنوات عدة. إلا أنه في الأعوام القليلة الماضية، وبخاصة تلك التي تلت ثورة 25 يناير 2011، اتسعت دائرة الفضائح لتطال السياسيين، فتحول الأمر من سقطات لمشاهير، إلى سلاح سياسي بين التوجهات والقوى المختلفة.

بدأ الأمر مع إطلاق بعض الموالين لنظام الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، من فنانين وإعلاميين، شائعات حول ممارسات جنسية غير شرعية بين الشباب المعتمصمين في ميدان التحرير بالعاصمة المصرية، تلتها فضيحة «كشوف العذرية» التي استغلت من طرفي الصراع السياسي: الأول المجلس العسكري، إذ برر الفعل الذي قام به ضباط الجيش بحجة وجود ممارسات جنسية بين شباب الثورة، والثاني جماعة «الإخوان المسلمين» التي استغلتها كورقة ضغط على المجلس. ومن جهتهم، تحدث الليبراليون عنها باستفاضة كفعل يظهر الوجه الحقيقي لمن يريد القضاء على الثورة، من وجهة نظرهم.


وتطور استغلال الفضائح الجنسية للتراشق السياسي ليظهر مع حالة الشيخ علي ونيس المنتمي للسلفيين وعضو البرلمان المصري (مجلس الشعب) في فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة «الإخوان المسلمين»، إذ اتهمته النيابة العامة بارتكاب فعل فاضح في الطريق العام، بعدما ضبطه رجال الشرطه بصحبة فتاة في سيارته الخاصة على الطريق الزراعي الرابط بين مدينتي القاهرة والاسكندرية في وضع مخل بالآداب، واستغل خصوم السلفيين الأمر لفترة طويلة.
وبعد إنتهاء حكم «الإخوان» وسجن مرسي، وأثناء اعتصام مناصريهم في ميدان رابعة العدوية في العاصمة المصرية، انتشرت شائعات على نطاق واسع في المجتمع المصري، حول فضائح جنسية ترتكب في مكان الاعتصام، تحت مسمى «جهاد النكاح».


ومنذ بدء حكم الرئيس الحالي عبدالفتاح السيسي، تحولت الفضائح الجنسية من استهداف جماعات إلى اشخاص، وهو ما حدث إثر إعلان الفنان خالد أبو النجا معارضته لسياسة السيسي، فكثرت الأقاويل والإشاعات على وسائل التواصل الاجتماعي عن الميول الجنسية لأبو النجا.


وطالت الفضائح الجنسية عدداً من رجال القضاء، والتي استغلها مناصرو جماعة «الإخوان المسلمين» للتراشق السياسي مع النظام الحاكم، ومنها فضيحة نائب رئيس مجلس الدولة المستشار ناصر عبد الرحمن، بعدما نشرت صور له برفقة فتيات ليل في العاصمة القطرية الدوحة، تلتها فضيحة القاضي ناجي شحاتة المعروف إعلاميا بقاضي الاعدامات، بعدما بث موقع اخباري تابع لـ«الإخوان» تقريراً عن القاضي، يوضح مدى ولعه بمتابعة الصفحات الاباحية على مواقع التواصل الإجتماعي.


وخلال الايام الماضية ظهرت فضيحة جنسية حظيت بتغطية إعلامية واسعة، كونها تخص واحداً من أهم المخرجين السينمائين المصريين، المخرج خالد يوسف. فبعدما فاز يوسف في انتخابات عضوية البرلمان المصري، تحدثت زوجة أستاذ جامعي مصري، عن تعرضها لتحرش جنسي من المخرج بعدما أوهمها بإمكانية إدخالها عالم التمثيل.
وساهم في انتشار الفضيحة واستحواذها على اهتمام الإعلام، إنتشار مقاطع فيديو للمخرج مع عدد من الفتيات.


في المقابل، دافع الإعلامي عبدالرحيم علي عن المخرمنتقداً تطاول الإعلاميين عليه ونشرهم للفيديوهات الخاصة به. وشدد على ضرورة عدم اقتحام خصوصية الأفراد، في وقت بنى عبدالرحيم علي شهرته الإعلامية على تسريبات لتسجيلات صوتية لأشخاص عدة من قادة «الأخوان المسلمون»، ونشطاء في حركة المعارضة المصرية «6 أبريل» وغيرهم من المشاهير في المجال السياسي.