حوار ليس للقتل

&سعد الدوسري

&

&
ستشهد المرحلة القادمة، اختلافات أشد من السابق في وجهات النظر المطروحة من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تشكل اليوم المنبر الأهم والمقياس لتوجهات الرأي العام، بعيداً عن اتفاقنا أو اختلافنا مع ما يُطرح.

وسيشتد الخلاف بسبب الأوضاع السياسية في الدول المحيطة بالمملكة، فهي ملتهبة من كل الاتجاهات، إضافة إلى المرحلة الجديدة التي نعيشها، بكل التغييرات الوزارية الخدمية وغير الخدمية، والتي وإنْ اطمأن المواطنون والمراقبون لها، إلا أن هناك ورشَ عملٍ تبدأ على أنقاض ورش عمل انتهت، مما يجعل الحوارات تأخذ طابعاً متفائلاً من جانب، ومتسائلاً من جانب آخر.

البعض يستهين بما يطرحه البسطاء من آراء في مواقع التواصل، بل إنهم يحولونها إلى مواد للسخرية والتنكيت. وسبق أن سألتُ أحد المنظرين السياسيين مِنْ أصحاب الصولات والجولات في ساحة تويتر:

- مَنْ في رأيك يَصِلُ للناس ومَنْ لا يصل؟!

كان هو ممن لا يصلْون، في حين أن الذي ينكّت عليه، هو مَنْ يصل وهو من يستمع الناس له ومن يفضلون آراءه.

على كل العقلاء أن يحاولوا بث الوعي الإيجابي والتفاؤل واحترام الآخر، ونشر ثقافة التسامح والأمل وضبط النفس، وتجنب نشر الخوف والقلق وتحويل الحياة إلى مجرد مؤامرات تُحاك ضد وجودنا وضد ديننا وضد نسائنا وضد أطفالنا وضد شبابنا وضد ثرواتنا. مثل هذه الأسطوانات يجب أن نستبدلها بعمل حقيقي لبناء عقليات تحاور لتفهم، لا لتقتل.
&