&أشرف محمود

&

&

&

قلنا مرارا وقال كثيرون غيرنا ، فتش عن الإعلام فى أزمات الأمة العربية فى السنوات الأخيرة ، فكما ابتليت الامة بتنظيمات تسىء الى دينها وموروثاتها وعاداتها وتقاليدها ، ابتليت بإعلام يسيطر على عقول فئة ضالة من ابنائها ، يسيرهم حسب هواه ، ومن أسف ان له مريدين ، يصدقون ما يصدر عنه رغم ان كشف زيفهم لايحتاج لقوى عقلية خارقة وانما يكفى لانسان فطن سليم النية نقى البصيرة ان يدرك زيفهم من الوهلة الاولى.

&

&


فمنذ ابتليت امتنا العربية بالنبت الشيطانى الذى اطلق على نفسه اختصارا (داعش ) مردوفا بتنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام ، لم يستغرق الاعلام الغربى ومعظم الاعلام العربى وقتا حتى يصفه بالتنظيم الارهابى بعد اسمه المختصر داعش ، الا وسيلة اعلامية واحدة هى الجزيرة التى تصر على تقديمه بالاسم الذى خلعه على نفسه دون ذكر كلمة داعش ، ولاتقرن اسمه بالارهابى أو تسبق اسمه حسب عادتها فى تلوين الاشياء وتسطيح الامور (مايسمى) ومعنى هذا انها تعترف به وتقره وتراه تنظيما شريعيا ، وعندما تصر على الصاق صفة الاسلامية به فهى تورط الاسلام والمسلمين جميعاعن عمد فى أفعال هذا التنظيم الارهابى ، ومن عجب ان وسائل اعلام الغرب تؤكد ان الاسلام منه براء ، فيما تصر قناة تنتمى للاسف الى دولة عضوة محسوبة على الامة ، على ذكر اسم التنظيم الارهابى مقرونا بالاسلام ، ومن هنا فالربط بين هذه القناة وبلدها والتنظيم الارهابى امر ليس فيه أى جنوح او تجن.

&

والوضع يتفاقم ويزداد سوءا يوما بعد آخر بفعل خروج هذا التنظيم الارهابى على كل قواعد الاديان والاعراف والتقاليد العربية الاصيلة التى اتصف بها العرب حتى قبل الاسلام ، ولنا فى كلام الرسول الامين الاسوة الحسنة اذ قال صلى الله عليه وسلم انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق ، وفى هذا اشارة الى ان الاخلاق كان يعرفها العرب قبل بعثة الرسول وجاء نبى الاسلام ليتمم المكارم ، كما ان القرآن الكريم يزخر بالعديد من الآيات التى تؤكد حرمة الدماء لكل الناس ، وحدد سبحانه وتعالى جزاء من يسعى لمحاربة الله ورسوله والفساد فى الارض وكلها افعال يقدم عليها الدواعش بدم بارد .

&

وهؤلاء الدواعش لاسامحهم الله نسوا - ان كانوا فى الاصل مسلمين وصية الله لعباده التى ذكرها فى كتابه الكريم (ولا تقتلوا النفس التى حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون) وزادوا بالتقول على الله وعلى رسوله عندما يذكرون اسم الرسول فى مقدمة كلامهم واصفينه بالذى بعث بالسيف رحمة للعالمين ، ولاندرى اى رحمة تلك التى تقرن بالسيف والقتل وترويع الآمنين ، ولو كانت رءوسهم التى يحملونها فوق اكتافهم بها ذرة من عقل لادركوا ان الرحمة لاتقترن بالسيف أبدا ، وان نبينا نبى الرحمة كما وصفه القرآن (ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك) انهم المرتزقة الذين يتجرأون على الله وعلى نبيه وعلى الاسلام وهو منهم براء ، ينفذون المهمة التى عجز عنها اعداء الاسلام ببراعة ، يقدمون الخدمة على طبق من ذهب ، غير ان الجريمة ايا ماكان مخططها ومنفذها فهناك دوما خيط رفيع يقود اليه ، فهؤلاء القتلة يتملكنى احساس قوى انهم ليسوا عربا ولا مسلمين وانما مرتزقة من المارينز ، هكذا تدل عليهم اجسادهم الموشومة ولغتهم الانجليزية التى يوجهون بها رسائلهم فاذا كانت الرسائل للمسيحيين من امة العرب فكيف ستصل باللغة التى لايعرفونها ، ولن اتحدث عن اللكنة او التمكن من اللغة فهذا امر يعزز الاحساس بأنهم اجانب ارسلوا الى بلادنا ليحققوا لشيطانهم الاكبر امريكا واعوانه من تركيا واسرائيل وقطر مخططهم الكبير بتدمير المنطقة من الداخل واعادة تقسيمها وترسيم حدودها الى دويلات صغيرة يتسيدها فى الجزيرة تميم قطر وفى الشام اردوغان تركيا ، فيما تهنأ اسرائيل بنعيم لم تكن تحلم به فى الخيال ، ولك ان تتساءل عن العلاقة التى تربط قطر بداعش ، تمويلا ودعما لوجستيا ويكفى ان القناة التى تبث مجازر داعش وتصورها بأعلى تقنية شبيهة فى خط اللوجو وطريقة العرض على الشاشة بالجزيرة القطرية ، ولماذا لم تتعرض تركيا الملاصقة لأية مخاطر من النبت الشيطانى الذى يقطن على حدودها.

&

ان خيوط المؤامرة تتكشف كل يوم غير ان المغزى ان نفرا من بنى وطننا لم يتعرف بعد عليها او يدرك خطورتها ويبدو انه سيظل على هذه الحالة ولن يفيق الا اذا وصل الارهاب الاسود الى سرير نومه ومع ذلك اشك انه سيفيق !

&