&&فيصل التركي&&&


• الكويت بلدي وأعرف شوارعها من الأحمدي إلى الجهراء

• لم أخضع لعمليات تجميل... لكن تغيير المظهر مطلوب

• أنا امرأة لطيفة مثل النسمة... وقوية وحازمة عند اللزوم !

• «حسناء البادية» أعادت «فرحة قليبي» وهزَّت أوتار عودي

• أفخر بأنني أشبه الفنانة سميرة توفيق... وهي علامة مميزة في الغناء العربي

• لا أجيد العوم في بحور الشعر... وبالكاد أطفو على شواطئها

• جنسيتي الإماراتية لا تُنسيني حليب «ستّ الدنيا»

• التعاون مع الشباب مكسب لي ودعم لهم... ولا أجامل «الأمراء» في أغنياتي


«حسناء البادية» أعادتني إلى حيث صهيل الخيل ومضارب البدو فتراقصت أنغام عودي على إيقاع «فرحة قليبي»!

هكذا أعربت «البرنسيسة» ديانا حداد عن فرحتها للعودة إلى العشق القديم والأغنية البدوية التي تحظى بمكانة خاصة في وجدانها عندما تخضب ألبومها الجديد (يا بشر) بلون «الحداء» الذي اشتُهرت به «شبيهتها» الفنانة القديرة سميرة توفيق على مدى مسيرة حافلة قدمت خلالها أغاني خالدة تعبق منها رائحة الهيل والبن العربي الأصيل.

«الراي» التقت الفنانة التي أشرق فجرها الغنائي بقوة لافتة في العام 1995، مع ألبومها «ساكن»، وفتحت معها نوافذ للحوار، لتتحدث عن حبها الموزع بين لبنان والكويت والإمارات!

ولأنها «بنت أصول»، كما تباهت في إحدى أغنياتها السابقة، فلم تنس ديانا حداد أهلها وناسها في لبنان، مؤكدة أن جنسيتها الإماراتية لن تجردها من هويتها اللبنانية، أو تنسيها حليب «ست الدنيا»، ومذكرةً بأن «من فات قديمه تاه».

وفي نبرةٍ حافلة بالإعزاز أثنت حدّاد على الكويت، لافتةً إلى أنها قضت في ربوعها أجمل سنوات صباها، في حين تطرقت إلى الإشاعات التي تشكل مصدر إزعاج لها، خصوصاً في ما يتعلق بعمرها، موضحةً أنها ليست بـ «سيدة عجوز» كما يدعي البعض، بل لا تزال في أواخر الثلاثينات، وعزَت مبالغة الإشاعات في تقدير عمرها إلى بدايتها الفنية المبكرة التي أوحت للبعض بأنها صارت «امرأة مسنة»!

الفنانة اللبنانية ديانا حداد عرّجت، في حديثها مع «الراي»، على ألبومها الأخير، وسر رشاقتها وجمالها، وأفضت بمزيد من آرائها حول مسيرتها الغنائية، وتجربتها الوحيدة في التلحين... والسطور الآتية حافلة بالتفاصيل

• في البداية، كيف وجدتِ أصداء ألبومك الجديد «يا بشر»؟

- كانت الأصداء طيبة والحمد لله، فقد لاقى الألبوم نجاحاً مُرضياً، كما نال استحسان الجماهير الذين عبّروا عن إعجابهم الشديد ورضاهم التام على غالبية الأغاني، واتضح ذلك من خلال متابعتي باستمرار لردود الفعل عبر مواقع التواصل ومنها «إنستغرام» و«يوتيوب»، فيما حظي أيضاً بإشادة النقاد، لا سيما أنني حرصتُ على ظهور ألبوم «يا بشر» في أبهى صورة، حيث تنوعت قصائده الشعرية، وتعددت إيقاعاته الموسيقية، لكي يناسب جميع الأذواق ومختلف الفئات.

• احتوى الألبوم على 14 أغنية، فما الذي يهمك في عالم الغناء... الكم أم الكيف؟

- الاثنان معاً، ولقد سجلت 22 أغنية، لكي أفاضل بينها، إذ اقتصر اختياري على الـ 14 أغنية، بينما أجلتُ البقية لطرحها في الألبوم المقبل. فأنا أحرص في كل ألبوم أقدمه على أن أقطف من كل بستان فني عربي أغنية، مثلما فعلت في أغنية «la fiesta» التي تعتبر خلطة غنائية جمعت بين اللهجة المغربية واللغة الفرنسية، إضافة إلى الدويتو الغنائي «ماس ولولي» الذي قدمته مع الشاب خالد، وغيرهما، وفي ألبوم «يا بشر» تعددت اللهجات العربية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر أغنية «مدري – من مدة» وهي باللهجة الكويتية، وكتب كلماتها وصاغ ألحانها عبد الله سالم، وهناك أغنية «بلا روحي» باللهجة العراقية من كلمات قصي عيسى وألحان نصرت البدر، وغير ذلك الكثير من الأغاني العربية الأخرى.

• حاولتِ مصالحة الجمهور اللبناني في أغنية «الطوافة» التي جاءت بأسلوب «الدبكة»، فهل تشعرين بالتقصير تجاه موطنك، خصوصاً في ظل غيابك عن المهرجانات اللبنانية، حتى اعتبرك البعض فنانة خليجية، مستندين إلى أنك تحملين الجنسية الإماراتية؟

- أنا مواطنة عربية قبل كل شيء، وأعتبر أن الوطن العربي هو الوطن الأكبر لكل العرب، ولا أعترف بحدود «سايكس - بيكو»، فأنا وُلدت في لبنان وعشت أجمل سنوات العمر والصبا في الكويت التي لم أزل أشعر بالحنين إلى شوارعها ومناطقها التي أعرفها جيداً من الأحمدي إلى الجهراء، في حين أقيم الآن مع ابنتيَّ «صوفي» و«ميرا» في الإمارات، ولا أدري في أي بلد عربي سوف أموت غداً - بعيد الشر - كما أن جنسيتي الإماراتية لا تنسيني حليب «ست الدنيا» التي أرضعتني المحبة وأطعمتني الوفاء. وبالنسبة إلى الجمهور اللبناني، فهم أهلي وناسي، و«من فات قديمه تاه»، وأنا أتوق حقاً إلى المشاركة في المهرجانات الوطنية اللبنانية التي تحظى باهتمام خاص في وجداني، وإن شاء الله يتحقق ذلك قريباً.

• في أغنية «يا بشر» جسَّدتِ شخصية المرأة المنكسرة أمام جبروت الرجل غير المبالي بمشاعر الحبيبة، فهل تعكس هذه الأغنية شخصيتك في الواقع، خصوصاً أنها تحمل اسم الألبوم؟

- أغنية «يا بشر» لا تقلل من شأن المرأة، فهي تجسد المعنى العميق للحب. أما بالنسبة إلى شخصيتي، فأنا عند اللزوم إنسانة قوية، خصوصاً في الأوقات التي تتطلب الحزم والشدة، غير أنني أكون هادئة ولطيفة مثل النسمة في الهواء العليل عندما تسير الأمور على ما يرام، ولا يثير شيء استفزازي.

• متى تثور حفيظة «أم صوفي»، وفي وجه مَن تنفجرين؟

- (ضاحكة)... لستُ عنيفة إلى هذا الحد، ولم أتعود أن أجرح مشاعر الناس إطلاقاً، حتى وإن هم جرحوني، ولكنني لا أضعف أبداً مهما تعقدت الأمور وتراكمت المشكلات في طريقي، فأنا أتعامل مع الجميع بالحكمة والمنطق بعيداً عن «النرفزة» والعصبية، كما أعرف لمن أقول «لا» وفي الوقت المناسب بدقة.

• يقال إن «ألم شوكة واحدة تُنسي المرء لذة مئة وردة»، فماذا تمثل لك هذه المقولة؟

- أما أنا فأرى أن العكس هو الصحيح. أحياناً الكلمة الطيبة تجبر الخاطر وتمحو آلاف العبارات الجارحة!

• شهد الألبوم عودة قوية إلى اللون البدوي، وتجلى ذلك في أغنية «فرحة قليبي» التي كانت من ألحانك، فلماذا لا يدندن عودك إلا لمثل هذه النوعية من الأغاني البدوية؟

- «فرحة قليبي» من كلمات سليم عساف، وتُعد واحدة من أجمل أغاني ألبومي الجديد، خصوصاً أن كلماتها العذبة تتسرب في القلب فور سماعها للوهلة الأولى، وتداعب الإحساس بشدة، حتى بلغ بي الأمر أن أتأبط عودي وأخوض تجربة التلحين للمرة الأولى، لأبادر إلى صوغ لحنها بالأسلوب الغنائي الذي أعشقه وهو اللون البدوي أو «الحداء» كما يطلق عليه لدى أهل البادية في بلاد الشام، فيما يُدعى «الدحة» عند البدو في الجزيرة العربية، وغالباً ما يستخدم «الحداء» أو «الدحة» في الأغاني الحماسية، خصوصاً خلال الغزوات والحروب لشحذ الهمم من فرسان القبيلة وحفز العزائم في نفوس المقاتلين على أرض المعركة، على غرار أغنية «بالله تصبوا هالقهوة وزيدوها هيل... صبوها للنشامى على ظهور الخيل»، وهو اللون الغنائي الذي اشتُهرت به الفنانة القديرة سميرة توفيق في كثير من الأغاني التي قدمتها على مدى مسيرتها الفنية الحافلة، حتى صارت علامة مميزة في الغناء العربي.

• هل تعتبرين نفسك امتداداً للفنانة القديرة سميرة توفيق؟

- بالطبع، أنا أتشرف بأن أكون شبيهة «حسناء البادية» التي قدمت باقة من الأعمال الغنائية الخالدة مثل «يا هلا بالضيف»، و«على العين موليتن»، و«بيع الجمل يا علي»، و«يا راكب على عبيا»، وغيرها من الأغاني التي رسخت في الأذهان، وتركت بصمة مؤثرة في أرشيف الأغنية البدوية اللبنانية والعربية بشكل عام.

• بعد تجربتك في التلحين، ألم تفكري باقتحام عالم الشعر الغنائي؟

- بالرغم من أنني أكتب الخواطر الشعرية بين حين وآخر، فأنا لا أجيد العوم في بحور الشعر الغنائي العميقة، وبالكاد أطفو على شواطئها، حيث إن ساحات الشعر العربي تزخر بفطاحل الشعراء سواء من أصحاب الشعر الغنائي أم نظرائهم من محبي دواوين النبط، لذا لا أجد لنفسي مكاناً بينهم، كما أنني لا أود التعدي على مواهب الغير، أو أقحم اسمي قسراً في قائمة الأسماء الشعرية الرنانة.

• ينظر كثيرون إلى غنائك قصائد بعض الشعراء «الأمراء» على أنه مجاملة فنية، فما تعليقك؟

- على العكس، فأنا لا أجامل الأمراء في أغنياتي، بل أبحث عن الكلمة العذبة وجزالة المعنى بغض النظر عن اسم الشاعر سواء كان أميراً أم مغموراً، وفي ألبومي الأخير قدمت أغنية «هلا وأهلين» للأمير فيصل بن تركي، وأغنية «حديث الحب» للأمير سعد آل سعود، والنجاح اللافت الذي حققته كلتا الأغنيتين يثبت أنه لا مجاملة في الموضوع على الإطلاق.

• وما سبب تعاونك في السنوات الأخيرة مع بعض الفنانين الشباب من شعراء وملحنين؟

- لا شك أن التعاون مع الفنانين الشباب هو مكسب لي أولاً، ثم دعم لهم في الوقت نفسه، خصوصاً أن غالبية المواهب الشابة تمتلك أفكاراً جديدة وغير تقليدية.

• أثار ظهورك في الفيديو كليب الأخير لأغنية «حفلة حب» إعجاب البعض ممن راق لهم «اللوك» الجديد، لا سيما أنكِ بدوتِ أصغر سناً وأكثر شبابا، فما الذي فعلتِه خلال الفترة الماضية؟

- إذا كنت تلمّح إلى عمليات التجميل فأنا لم أُجر شيئاً من هذا القبيل، ولكن لا يخفى على الجميع أن التغيير بات أمراً ضرورياً ليس بالنسبة إلى الفنان فحسب، بل إلى الناس كافة، خصوصاً أننا في «عصر الصورة»، حيث صارت الموهبة لا تكفي وحدها، ما لم يصاحبها المظهر الحسن إلى جانب مظاهر الجمال الأخرى، وموقع «إنستغرام» خير شاهد على ما أقول. وعلى ذكر كليب «حفلة حب» الذي تصدى لإخراجه فادي حداد، وعمد إلى تصويره بأسلوب السهل الممتنع، فأنا أحضِّر حالياً لتصوير عدد من الأغنيات الجديدة مع نخبة من المخرجين المتميزين على طراز المخرج المذكور.

• تحب المرأة أن يَذكرها الناس في عيد مولدها، فيما تتجاهل من يُذكّرها بعمرها، فهل أنتِ من هذا النوع؟

- لا أجد بداً من ذكر تاريخ الميلاد بالكامل حتى أقطع الطريق على كل من يشكك في عمري الحقيقي، إلى درجة أن البعض أصبح يضيف الأيام والسنوات وكأنني بلغت الستين عاماً - في حسبتهم - غير أنني لا أزال في سن الشباب، ومن مواليد شهر أكتوبر العام 1976.

• برأيك، لماذا يعتقد البعض أنك أكبر من عمركِ الحقيقي؟

- ربما لأن بدايتي الفنية المبكرة التي انطلقت العام 1992 أوحت للكثيرين بأنني - امرأة عجوز- بينما لم يتجاوز عمري حتى الآن العام الثامن والثلاثين.

• يتساءل متابعوكِ عن سر رشاقتك الدائمة، فهلّا أخبرتِنا عما إذا كنتِ تتبعين نظاماً ما؟

- لعل ممارسة الرياضة بانتظام إلى جانب الأطعمة الصحية ذات السعرات الحرارية المنخفضة هما السبب وراء رشاقتي، وبصراحة أنا لا أتبع حمية غذائية، ولا أضن على نفسي بأي شيء أشتهيه من الحلوى والمثلجات وغيرهما، لكن بكميات معقولة، لا تصل إلى حد الإفراط.

• على صعيد الأسرة، ما الجديد؟

- لا جديد يُذكر، غير أنني أحاول جاهدة رعاية ابنتيَّ «صوفي»، و«ميرا»، والتفرغ لهما قدر المستطاع، فهما كل ما لدي في هذه الحياة، فأنا لست أُمهما فقط، بل صديقتهما أيضاً.

&