تنحي الفيصل يشغل اهتمامات لبنانيّة لقاءات العواصم الغربية لم تنتج حلحلة
&
&
&
&
&
&
&
&
&
خليل فليحان&
أفاق الوسط السياسي صباح أمس على التغييرات اللافتة في المملكة العربية السعودية التي أعلنت فجراً ولاسيما في تعيين ولي عهد وولي لولي العهد ووزير خارجية جدد بعدما شغل وزير الخارجية الامير سعود الفيصل منصبه 40 عاما من دون انقطاع وهو وزير الخارجية الوحيد في العالم الذي استمر في هذا المركز طيلة هذه المدة المتواصلة. والمعروف ان الامير سعود متعمق في الملف اللبناني منذ زمن طويل ويعرف الكثير من السياسيين وتربطه علاقة جيدة بعدد كبير منهم. وتسجل له مساهمات عدة في تسوية أوضاع لبنانية منها انضاج اتفاق الطائف في العام 1989 الذي وضع حدا للحرب اللبنانية 1975 – 1990. وقد وقف بجانب لبنان في المحافل الدولية والعربية وانتقد بشدة النفوذ الايراني في لبنان وأدى دورا الى جانب الملك الراحل عبدالله بن عبد العزيز عندما كان وليا للعهد في القمة العربية التي عقدت في بيروت في العام 2001 وطرح فيها الملك الراحل مبادرة السلام العربية ولاقت ترحيبا دوليا وعربيا لتسوية الصراع العربي – الاسرائيلي الا ان اسرائيل سارعت الى افشالها، ثم عاد الفيصل فأطلق المبادرة عينها في العام 2007. كما انه تمسك بالانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي اللبنانية في اي تسوية مع لبنان او سوريا او فلسطين.
وروجت قوى الثامن من آذار اخيرا ان الفيصل يقف في وجه المرشح للرئاسة ميشال عون، مما اعاق اي انتخاب للرئيس في المدى القريب.
وأوضح خبير في السياسة السعودية انه اذا كانت تلك المعلومات صحيحة فيعني ان التحفظ لا يزال مستمرا لأن عميد وزراء الخارجية في العالم لا يزال في موقع القرار، اذ انه باق عضوا في مجلس الوزراء ومشرفا على السياسة الخارجية في المملكة والمؤكد انه هو الذي طلب اعفاءه من منصبه نظرا الى وضعه الصحي.
وفي اطار الاستحقاق الرئاسي والعقبات التي تعترضه، ذكر عائدون الى بيروت من واشنطن وباريس ان لا انفراج قريبا يؤدي الى انتخاب رئيس جديد للبلاد، ويعود السبب الى ان فرنسا اخفقت في المساعي التي بذلتها مع طهران والسعودية وتمحورت على ضرورة انتخاب رئيس للبنان على قاعدة انه لا يجوز بعد هذه المدة الطويلة من الفراغ الرئاسي المضي في المناكفات وفي عقدة ظاهرها تعطيل النصاب وباطنها تارة انتظار المفاوضات حول البرنامج النووي الايراني، وطورا لأن ايران تريد اظهار قدرتها على امساك مفتاح هذه المسألة بيدها ورفضها الخوض في امكان حلحلة العقد المانعة لتنفيذ هذا الاستحقاق، وتجلى ذلك عندما طلب وزير الخارجية الاميركي جون كيري من نظيره الايراني محمد جواد ظريف بذل الجهد الممكن من اجل المجيء برئيس للجمهورية اللبنانية كي تستتب المؤسسات الدستورية.
اما المعلومات الواردة من باريس عن لقاء العمل بين الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند والبطريرك الماروني بشارة الراعي الثلثاء الماضي فلم تخرق جدار الكتمان على موضوع الاستحقاق الرئاسي بدليل عدم الاشارة اليه في مواضيع البحث خلال اللقاء في البيان الرسمي الذي صدر عن قصر الاليزيه، كما ان البطريرك لم يدل بأي تصريح، وهو الذي تحدث عن هذا الاستحقاق في كل المناسبات التي اقيمت له خلال وجوده في العاصمة الفرنسية.
وذكر احد السفراء الذي واكب اللقاء ان هولاند لا يريد ان يكشف عما يخطط له تجنبا لما حصل مع موفده الى كل من لبنان والسعودية وايران والفاتيكان جان فرنسوا جيرو، خصوصا ان الولايات المتحدة الاميركية غير مستعدة حاليا للخوض في هذا الملف.
&
التعليقات