&&موران مرشحة الحزب الليبرالي البريطاني& : الشعب قلق جداً من التطرف الذي يتنامى اليوم في بريطانيا


ريما شري

&

&

&

& «سوف أناضل لأصبح أول فلسطينية في الحزب الليبرالي الديمقراطي في البرلمان البريطاني. ففي نهاية المطاف، النضال هو كل ما نفعله نحن الفلسطينيون». هكذا تختصر ليلى موران، المرشّحة الليبرالية للانتخابات النيابيّة عن منطقتَي اكسفورد وأبينغدون، تحدي السباق الإنتخابي الذي سيعقد في ايار/مايو المقبل. فموران، التي ولدت لأم فلسطينية من القدس، وأب بريطاني، هو سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر، تقول في حديث مع «القدس العربي» أن إنخراطها في العمل السياسي ينبع من ايمانها بأن فرص الفرد للنجاح ترتبط ارتباطا وثيقا بخلفية والديه، أكثر من قدراته الذاتية. وتقول موران أن قرارها الترشح للإنتخابات يأتي من رغبتها في محاولة «جعل العالم أكثر عدلاً وسلاما».
وتضيف، في حال تم إنتخابها، سوف تكافح من أجل تحسين البنية التحتية المحلية ومعالجة مشكلات النقل والإسكان والمدارس، والتوصل إلى حل طويل الأمد لأزمة الفيضانات المحلية وزيادة فرص العمل، إضافة إلى تحسين نظام الضرائب وتعزيز فرص الاستثمار في المناهج التعليمية. انتسبت موران، الحائزة على شهادتي الفيزياء والمقارنة، إلى الحزب الليبرالي الديمقراطي، لإعتقادها بأنه الحزب الذي يخدم قضايا العالم والسياسات الإجتماعية والإنسانية مقارنة مع الأحزاب الأخرى. وتتقن لغات عديدة إلى جانب الإنكليزية والعربية، منها الفرنسيّة واليونانيّة والاسبانية. وإضافة إلى القضايا التي تتبناها، تعير موران جزءا كبيرا من برامجها لدعم اللاجئين من خلال مساعدتهم والدفاع عن حقوقهم وقضاياهم كما تتبنى قضية تصفها بأنها الأبرز التي تسعى إلى معالجتها وهي القضية الفلسطينية التي شكلت جزءا كبيرا من تطلعاتها السياسية وحياتها الإجتماعية التي لامست معاناة الشعب في القدس تحديدا، المدينة التي حملت لها قصصا كثيرة عن الحرب والمأساة والحرمان، قصصا تحملها معها الآن إلى البرلمان على أمل أن تحدث تغييرا، أو حتى وعيا سياسيا وإنسانيا أمام الشعب وقادة العالم. وكان لـ «القدس العربي» حديثا طويلاً مع موران فما يتعلق بهذه القضايا، تفاصيلها وتشعبتاها في الحوار التالي.

○ كيف تم ترشيحك لتمثيل الحزب الليبرالي الديمقراطي في دائرة اكسفورد الغربية وأبينغدون؟ وما هي الطموحات التي ترغبين في تحقيقها من خلال السياسة؟


• ولدت لأم فلسطينية وأب بريطاني. وبدأت حياتي المهنيّة كمدرّسة للفيزياء في مدرسة بريطانية، وأقوم الآن بتحضير اختبارات البكالوريا الدوليّة في اكسفورد كما أعلم مادتي الفيزياء ودراسات المقارنة وآمل أن أكون النائب المقبل للحزب الليبرالي الديمقراطي لاكسفورد الغربية وأبينغدون. هذا السباق هو من أقوى المسابقات في المحافظة. 176 صوتا فقط تفصلني عن خصمي من حزب المحافظين. لذلك شاهدت عملية الاختيارات إلى منافسة كبيرة. كان علينا أن نذهب لنلتقي أكبر عدد ممكن من الأعضاء المحليين لتقديم برامجنا وسياستنا. ويسرني أن أقول إنني فزت بأكثر من 50٪ من الأصوات. أنا منخرطة في العمل السياسي لأني أؤمن أن باستطاعتي جعل العالم مكانا أكثر عدلاً وسلاما. طموحاتي وبرامجي كثيرة، وكبيرة، ولكني على وجه الخصوص، أريد أن أعمل على تحسين نظامنا التعليمي في المملكة المتحدة. أشعر أن من المؤسف أن التلاميذ الذين ينتمون إلى بيئة فقيرة لا يحصلون على نتائج وعلامات نظرائهم من الطبقة الوسطى في المدرسة. أريد أن أعمل على محاولة تغيير هذا الوضع.
هناك صلات وثيقة بالمجتمع المحلي والمناطقي في المملكة المتحدة. وظيفتي الأولى هي أن أكون أفضل من يدافع عن السكان والمؤسسات المحلية. الدائرة تشمل العديد من كليات جامعة اكسفورد، كما أن لديها العديد من الأشخاص الذين يشاركون في قطاع التعليم . يجب أن نستثمر في الإبتكارات العلميّة.


لدي أيضا إهتمام كبير في البعد الدولي. أعتقد أن بريطانيا، كبلد غني، يجب أن تكرس جهداً كبيرا في المساعدات الدولية. نحن حزب عالمي للغاية وأعتقد أننا يجب أن نعمل مع الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وغيرها لتعزيز السلام والتجارة.
اكسفورد الغربية قد تكون واحدة من أجمل الأماكن في المملكة المتحدة. قطاع العلوم في الجامعات هو عامل مهم للاقتصاد المحلي لذلك أود أن أعمل من أجل ضمان الحفاظ على الميزانية في البرلمان الذي من شأنه تأمين العديد من الوظائف. هناك أيضاً مشكلة الفيضانات وقد كتبت للحزب في السابق عن هذه المشكلة وأود أن نرى بعض السياسات التي تقدم حلولاً.


○ ولدت لأب بريطاني وأم فلسطينية من القدس ماذا تعني فلسطين لك؟


• كوني نصف فلسطينية مهم جدا لهويتي السياسية وإذا تم إنتخابي سوف أكون أول نائب للحزب في البرلمان البريطاني في تاريخ فلسطين. أنا من عائلة الجوهرية من القدس، جدي يدعى جورج ووالده يدعى واصف. مثل العديد من العائلات الفلسطينية، نحن فخورون جدا بتراثنا. لقد سمعت قصصا كثيرة من عائلتي عن القدس في سن مبكر جداً ولمست الوضع المأساوي الذي يعيشونه. مواجهة وتغيير هذا الظلم هو أحد أبرز القضايا التي أسعى لمعالجتها في حال تم إنتخابي. كما انني سأساند القضية الفلسطينية من خلال التحدث عنها في البرلمان ومحاسبة الحكومة على سياستها في ما يتعلق بهذه القضية.


○ كونك منخرطة بشدة في القضايا الدولية وفلسطين في قلبها ما هي رؤيتك الخاصة لمستقبل القضية هل ترين أي أفق للحل؟


• الخطوة الأولى، والتي قطعنا فيها أشواطا طويلة هي بالتأكيد الاعتراف بدولة فلسطين. وكان التصويت الأخير في البرلمان خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن لا يحقق هذا الإنجاز شيئا بدون تحقيق عملية السلام. كما أنه لا يلزم الحكومة بها. البرلمان صوت فقط للاعتراف بدولة فلسطين ولكني آمل أن يكون هذا خطوة صغيرة نحو السلام. يستحق الفلسطينيون دولة مهما كانت الظروف. علينا أن نعمل أكثر في الاتحاد الأوروبي للتوصل إلى حل الدولتين على أساس قرار 242 ومبادرة السلام العربية. وبالرغم من أني أعتقد أن حقوق الفلسطينيين الكاملة الممنوحة داخل الدولة الواحدة يمكن أن تحقق عدلاً لهم، إلا أن الإرادة السياسية غائبة في الوقت الراهن. حل الدولتين يبدو الخيار الأنسب في الوقت الحالي.


○ ما رأيك في الربيع العربي؟


• الربيع العربي حدث مهم، لكن استغلاله جاء سريعاً. خيبة الأمل كبيرة خاصة لدى الشباب، لأن الربيع العربي اعطاهم أملا كبيرا في تحقيق المزيد من الديمقراطية والتنمية. ولكن هناك الملايين من الشباب العرب الذين ما زالوا يأملون في مستقبل أفضل ومن المهم إدراك قدراتهم وآمالهم. هم قادة الغد وطعم الحرية الأكبر. هم الأيام الأولى لفصل الربيع. سنكون دائما معهم. هم من يعطونا الأمل.


○ إلى أي مدى تؤيدين تدخل بريطانيا الخارجي والسياسي عندما يتعلق الأمر بقضايا الشرق الأوسط؟


• لا أعتقد أن تدخل بريطانيا، أو حتى الولايات المتحدة، السياسي في قضايا الشرق الأوسط أمر مرغوب فيه. منذ حرب العراق، وهي حرب عارضتها بشدة وكذلك الحزب الديمقراطي (الحزب السياسي الوحيد في البرلمان الذي أخذ هذا الموقف) فقدت بريطانيا الكثير من مصداقيتها على الساحة الشرق أوسطية. ما زالت فكرة وجود بلير كمبعوث سلام تثير السخرية. الشعب في بريطانيا واضح جدا في موقفه من التدخل العسكري في المنطقة وهو لا يدعمه، وأنا لا أرى أن هذا الموقف سيتغير في وقت قريب. ولكن نحن نفعل الكثير لسعادة اللاجئين. حزب المحافظين يسأل دائماً عن النفقات التي تصرفها الدولة لمساعدة من هم بحاجة لمعونة إنسانية وأرى أن هذا أمر غير مقبول. بريطانيا هي دولة غنية وفقا للمعايير العالمية، ويمكنها مساعدة وتمكين المجتمعات المحلية من الإزدهار.


○ تقولين أن سياسة الحكومة يجب أن تستند على أدلة لا مواقف سياسية وخطابات هل يمكن ان توضحي وجهة نظرك؟


• يصفونني في الحزب بأني من «اليسار العقلاني». مع خلفيتي في عالم الفيزياء ودراسات المقارنة، أعتقد أن السياسة ستتحسن إذا التزم المزيد من أعضاء البرلمان في انتقادها، من خلال التركيز على ما تقوله البحوث لهم. هذا البحث، والذي درسته خلال رسالة الماجستير، واضح جدا وهو بالضبط ما نحتاجه في العمل السياسي. الأفعال تتعارض دائما مع النتائج. نحن لا نعير إهتماما كبيرا للأدلة والنتائج السابقة ولا نتعلم منها كما يجب.


○ في ضوء هجمات باريس، ووسط صعود التطرف الإسلامي في الغرب، كيف في رأيك يمكن للمسلمين البريطانيين تعزيز التسامح والقيم بدلا من إشعال الاختلافات؟ وكيف يمكن للحكومة مساعدتهم على تحقيق ذلك؟


• هذه واحدة من أعظم القضايا التي تواجه بريطانيا في الوقت الراهن. الشعب البريطاني قلق جدا من طريق التطرف الذي ينمو حالياً داخل بريطانيا خاصة بعد القصص الأخيرة عن الجهادي جون والفتيات الصغيرات اللاتي سافرن إلى سوريا لينضموا إلى صفوف تنظيم الدولة أو اللاتي تزوجن من رجال التنظيم. هي قصص صدمتنا جميعاً. أولا، من المهم جدا العمل مع المؤسسات الإسلامية المعتدلة في الداخل والخارج لضمان عدم ربط هذه الأعمال بالإسلام. وثانياً علينا، كمجتمع، تحمل المسؤولية في هذا المجال. الخطاب الحالي الذي تتبناه وسائل الإعلام إضافة إلى السياسيين اليمينيين يهدف إلى إرسال رسالة عن دور الإسلام في هذه العمليات ويجب علينا أن ندافع عن إثبات العكس. هناك أيضاً نقطة هامة، إذا لم يشعر هؤلاء الشباب بالتقدير والقبول من قبل المجتمع البريطاني الذي ينتمون إليه فليس من المستغرب أن تنمو لديهم الرغبة في الذهاب والإنضمام إلى مجتمعات تقبلهم في أي مكان. وأؤكد أيضاً أن المتطرفين يلحقون الضرر في مجتمعاتهم أيضا كما يفعلون في الخارج.
○ هل أنت متفائلة بالفوز؟ وما هي توقعاتك وآمالك؟


• لدي أمل كبير. حملتي تنمو بسرعة كبيرة وهي قوية جدا، ولدينا الآن ما يقارب 1500 من المتطوعين المحليين الذين يساعدوننا في الحملة. التهديد الأكبر لي هو، ونحن نحارب حزب المحافظين، أننا لا نملك القدر نفسه من التمويل. لكننا نأمل، بدعم من المجتمع في اكسفورد الغربية وأبينغدون، وأيضا في المملكة المتحدة على نطاق أوسع، اننا سوف نتغلب على هذا التحدي. كل ما نتمناه هو فرص التكافؤ، ونترك القضايا تقرر النتيجة. هناك بضعة أيام تفصلني عن الإنتخابات، وبغض النظر عن النتيجة، سأكون دائماً واثقة بأن ما من شيء كان يمكن أن نفعله، أكثر مما فعلناه، لنفوز. لذا، أنا راضية في الحالتين وإذا لم أكن محظوظة هذه المرة، سوف أحاول من جديد وأناضل.

&
&