&مطلق بن سعود المطيري
اقتراب الرئيس الأميركي من السياسة الايرانية ليس هوى ولكنه ليس مصلحة ايضا، هو قراءة في منهج او فلسفة او دين نتج عنها قناعة لميلاد رؤية او امنية في تحقيق شيء مختلف في وقت مختلف من رئيس مختلف، قد يعترض على ذلك المؤمنون بعملية القرار الأميركي، الذين يفكرون من خارج النظام وليس بداخله..
منهج أوباما السياسي يتطابق تماما مع المنهج الايراني في التخطيط والممارسة، فخلق التوتر في منطقة المصالح والنفوذ السياسية يعد استراتيجية ايرانية استنسخها الرئيس الأميركي واعتمدها كاتجاه محوري تدور حولها قراراته، ايجاد الحلفاء على الارض ودعمهم لوجستياً، بدون التورط المباشر على الارض، تقديم المعلومة والخبراء والمال، إن خسر سحب الخبراء وان نجح طلب ثمنا لجهود الخبراء، فلسفة ايران في ادارة تطلعاتها ومصالحها مدرسة أوباما بها تلميذ مخلص يحرص على النجاح، وكذلك يتبع خطى معلمه الايراني أينما يكنْ يكن القرار والمصلحة، فعندما قبضت طهران على الارض في العراق حلقت طائرات واشنطن في السماء، اما سورية امتنع التلميذ عن التدخل احتراما للمعلم، حتى لو بادر بالتدريب العسكري للجيش الحر وعقد لقاءات مع المعارضة لن يكون هناك حل قادم من واشنطن الا برضى طهران..
امنية الرئيس أوباما التي نشرتها صحيفة واشنطن بوست الأميركية " بانه يتطلع لان تكون ايران قوة مهمة ومؤثرة في المنطقة " لم تكن سياسة تمهد لمصلحة ولكنها اقتناع بالمنهج الايراني وبنفوذه المرتقب في المنطقة، فحن امام فلسفة ونقاش يحملان معاني متعددة ولهما هدف واحد وهو ان تكون ايران دولة مؤثرة ومرجعا استراتيجيا للوجود الأميركي في المنطقة، فيبدو ان أوباما مقتنع بان الثقافة الفارسية لها امتدادات حضارية ليس داخل حدودها الجغرافية بل على مستوى العالم، فان نجح في تقديمها للعالم يكون قد ربح رهان مرحلة وحضارة ضد الحضارة الاسلامية التي تريد ان تتوسع على حساب الحضارة الغربية والفارسية كما يعتقد روحاني وتلميذه أوباما.
فاجتماع قادة الخليج مع أوباما الاسبوع القادم سوف يحرص فيه الرئيس الأميركي بان يكون درسا فلسفيا وليس اجتماعا سياسيا، فأوباما سوف يدافع عن قراءته للمنهج الفارسي التي قادته الى توقيع الاتفاق المبدئي مع طهران حول البرنامج النووي، والذي من المرجح ان يشهد الشهر القادم التوقيع النهائي عليه، فعقلية الفيلسوف أوباما المتشككة في اخلاص الاصدقاء، لن تسمح له ان يتنازل عن شعور الاطمئنان الذي كسبه من الثقافة الفارسية، ولو كان يريد التنازل عن تلك القناعة باهمية الاتفاق حول البرنامج النووي الايراني، لتنازل امام الضغوط الاسرائيلية.. وعلى ذلك قد لايكون الرئيس الأميركي هو الشخص المناسب لفتح حوار معه عن أمن الخليج، فهل نفقد الامل، ليس الامر كذلك، فقاعات الكونجرس هي افضل مكان لشرح المخاوف الامنية الخليجية امام اعضائه.
&
التعليقات