وليد الرجيب&
&

أشارت صحيفة «الراي» في عددها الصادر يوم الخميس 7 مايو الجاري،الى «أن مصادر أميركية توقعت أن يعرض أوباما على قادة دول مجلس التعاون الخليجي، نشر درع صاروخية تغطي المنطقة لحمايتها من الصواريخ الإيرانية، فيما يسعى لتهدئة مخاوفهم من أي اتفاق نووي نهائي مع طهران».

واستطردت الراي «أن مسؤولين أميركيين يتوقعون أن العرض قد تصحبه التزامات أمنية متطورة ومبيعات أسلحة جديدة ومزيد من المناورات العسكرية المشتركة، لكن من المتوقع أن تتمسك واشنطن في الوقت الحالي بقرارها حجب مبيعات المقاتلة إف 35 «من تصنيع شركة لوكهيد، والتي وعدت بتسليمها لإسرائيل، وذلك للحفاظ على التعهد الأميركي القديم في احتفاظ إسرائيل بتفوقها العسكري في المنطقة».

لا أظن أن أحداً يُخفى عليه أبعاد هذا الخبر الواضح والصريح، فالولايات المتحدة التي تتربع على قمة الدول الرأسمالية المتقدمة، تعاني منذ العام 2008 من أزمة اقتصادية عميقة، لا يمكن حلها إلا بالحروب كما حدث في الحربين العالميتين، من أجل تقاسم النفوذ بالعالم وإنعاش شركات السلاح، ولكنها وبعد أن أصبحت قطباً واحداً اثر انهيار المعسكر الاشتراكي وانتهاء الحرب الباردة، تشن حروباً بذرائع مختلفة أبرزها محاربة الإرهاب.

فخبر الراي يعني أنه لكي تمتص الولايات المتحدة ما تبقى من ثرواتنا، فلا بد من تسويق السلاح لدول الخليج، ولكن ليس لدرجة تهديد التفوق الإسرائيلي في المنطقة، فقد تبدو دعوة أوباما لقادة دول الخليج إلتزاما أخلاقيا بالدفاع عن أمنها، لكنها في واقع الأمر تريد مسك كل خيوط اللعبة في الشرق الأوسط، وترتيب الأوضاع الإقليمية وإعطاء دور أكبر لبعض الدول لتلعب دور شرطي المنطقة، رغم اختلاف أجندات الدول الإقليمية.

ولأن الرأسمالية لا أخلاقية، فهي على استعداد لقتل أبناء شعبها من الجنود، وقتل وتشريد وإفقار الشعوب الأخرى، فقط من أجل هدف واحد هو إنقاذ نظامها الرأسمالي المعولم من الزوال، وربح حفنة من الرأسماليين على حساب شعوب الأرض.

وفي الوقت نفسه هي ماضية في مشروعي الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد، الرامي إلى إضعاف الدول العربية عن طريق تفتيتها طائفياً واثنياً، وخلق صراعات مستمرة وطاحنة لا أفق لنهايتها.

فطالما ظل النظام الرأسمالي الجشع والمتوحش، سيظل عدم الاستقرار والقتل والدمار، في محاولة يائسة لإنعاش هذا النظام الآيل إلى زوال، فهي تخيف دول الخليج من الخطر الإرهابي والإقليمي، لتسوق السلاح وتعقد الاتفاقات الأمنية، كي تحتفظ بتبعية دول الشرق الأوسط سياسياً واقتصادياً، فلا سلام عالميا في ظل وجود العالم الرأسمالي ووجود إسرائيل.


&