&صالح القلاب


لو أنَّ الرئيس باراك أوباما يصله ولو بعض ما يقال في هذه المنطقة لقلت له, أنا المواطن العربي البسيط والعادي, إنه من الأفضل لنا نحن أهل الشرق الأوسط الذي يمر بمنعطفٍ تاريخي بالفعل وللولايات المتحدة أيضاً ترك إيران لتمضي في مشروعها النووي حتى النهاية مقابل إخراجها من العراق ومن سوريا ومن لبنان ومن اليمن ومقابل وقف تمددها الزاحف في الوطن العربي فهذا أفضل كثيراً من كل هذه الاستعراضات والمعارك الـ «دونكيشوتية» التي هي كمن يقفز في مكانه فوق حبلٍ مشدود الطرفين مرتفع !!
حتى لو ملكت إيران ألف قنبلة نووية فإنها لن تستطيع استخدام ولو واحدة منها لا في هذه المنطقة ولا في غيرها وبالطبع فإن هكذا مشروع سيستنزف إمكانياتها وعلى حساب لقمة عيش الإيرانيين وحليب أطفالهم الذين لن يفيدهم أن تصبح جمهورية إيران الإسلامية دولة نووية بينما بطونهم وبطون أبنائهم خاوية وبينما العديد من أبناء هذا الشعب ينامون على الأرصفة ويعيشون على مخلفات أسواق الخضار حتى في طهران العاصمة الجميلة .


ماذا سيغير امتلاك إيران للقنبلة النووية بالنسبة لشعب ينشد المستقبل وينشد الآخرة عند قبور الأئمة وأولياء الصالحين وعند قبر السيدة فاطمة بنت موسى الكاظم «المعصومة» في قم وعند مرقد شقيقها علي (الرضا) في مشهد وهذا بالإضافة إلى ملايين البسطاء الذين يقتِّرون على أنفسهم وعلى أطفالهم للذهاب إلى العراق لزيارة النجف وكربلاء وسامراء والكاظمية والتمسح بقبور الذين يرقدون فيها وبالطبع فإنَّ المؤكد أنَّ ولا أي واحد منهم يتذكر أن إيران قد استطاعت في النهاية امتلاك قنبلة ذرية .
كانت إسرائيل تحت وهم التفوق وبلوغ مكانة الدول العظمى قد أقامت مفاعل «ديمونا» وامتلكت القنبلة النووية في وقت مبكر جداً لكنها لم تستطع التفكير حتى مجرد التفكير في اللجوء لاستخدام هذا السلاح الفتاك عندما انهار خط باريف في حرب أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973 والمؤكد أنها لن تستطع استخدام هذا السلاح إلَّا إذا بدأ العرب برمي شعبها في البحر وهذا من غير الممكن أن يحصل وهو لن يحصل إطلاقاً حتى وإن حصلت الدول العربية على ألف قنبلة نووية .
إن القنبلة النووية لم تستخدم إلَّا مرة واحدة على أكثر من نصف قرن وذلك رغم اندلاع حروب مدمرة في أكثر من مكان في العالم من بينها الحرب الفيتنامية التي جعلت الأميركيين يهربون من فيتنام بدون أحذية وجعلت جنرالاتهم يتعلقون بأذناب الطائرات المغادرة ومن بينها حرب المقاومة الأفغانية التي ألحقت بالجيوش السوفياتية إذلالاً أقسى من الإذلال الذي لحق بهم بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وخروجهم من كل دول أوروبا الشرقية .


الآن هناك دولتان متعاديتان, عداءً تاريخياً, تمتلكان السلاح النووي هما الهند وباكستان لكن أيّاً منهما لم تفكر حتى مجرد تفكير باستخدام هذا السلاح وعلى الإطلاق وهذا يعني أنَّ كف يد إيران وإخراجها من الدول العربية التي تحتلها, العراق وسوريا ولبنان, أهمُّ كثيراً من امتلاك القنبلة النووية التي إن هي تخيف أحداً في هذه المنطقة فإنها لا تخيف إلَّا إسرائيل والسبب أنها تعتبر جمهورية إيران الإسلامية دولة مارقة وأنها تعتبر قادة هذه الدولة لا يمكن الاطمئنان إليهم ولا الوثوق بهم.. وهنا فإن المؤكد أن هذا هو ما يجعل أوباما يستقتل كل هذه الاستقتال لمنع الإيرانيين من امتلاك الأسلحة الذرية .

&