القيادي الإخواني المصري محمد غانم: القصاص حق شرعي واحتمال تنفيذ الإعدام ضعيف لكن لا نستبعد شيئا


وجدان الربيعي

&&أثار قرار محكمة الجنايات المصرية الاسبوع الماضي بإحالة أوراق أكثر من مئة إسلامي، بينهم الرئيس المعزول محمد مرسي وقيادات في جماعة الإخوان، والعشرات من عناصر حركة حماس ولبنانيين من حزب الله إلى المفتي، ردرود أفعال واسعة بين الحركات الإسلامية والإسلاميين في المهجر.
وكانت الإدانة للقرار القاسم المشترك بين تعليقاتهم، إلا ان بعضهم حذر من عواقب وخيمة لتلك القرارات، قد لا تقتصر على مصر بل تمتد إلى الإقليم وربما الغرب أيضا.
وحول الرؤية الرسمية للإخوان للقرار، قال الدكتور محمد غانم وهو قيادي في الجماعة مقيم في لندن لـ«القدس العربي»:
إن للإخوان موقفا في ذلك أوله أننا لا نعترف بهذا الانقلاب ونعتبره انقلابا غاشما فاشيا لا حق له في السلطة، وهو منفصل عن السلطة الشعبية، ثانيا: ما ترتب على هذا الانقلاب كله باطل وخصوصا ما تبين من فساد القضاء بالقرينة وبالدليل انه قضاء فاسد فكل أحكام القضاء هذه كالعدم لا أثر لها لدينا.
وحول توقعات الجماعة بامكانية تنفيذ الحكم بالإعدام، قال: أن الانقلاب وصل من الاجرام ما لا يستطيع أحد أن يتوقع ماذا سيفعل، وهذا ستظهره الأيام المقبلة، ونتوقع منه أي شيء، وان كان هذا الحدث كبيرا وله تبعاته الخطيرة مع أن نسبة التوقعات بالتنفيذ قليلة إلا أن الانقلاب قد يغامر بأي شيء.
وبالنسبة إلى معنى تعهد بعض قيادات الجماعة بالقصاص من حكم الإعدام، قال: أن الجماعة جزء من شعب اغتصبت إرادته فالشعب هو الذي يحدد القصاص، لأن القصاص ليس للإخوان فقط بل لدم الشعب المصري وللشهداء الذين قتلهم هذا الانقلاب الغاشم.
وحول اتهامات البعض للجماعة بالمسؤولية عن مجزرة القضاة في العريش خاصة انها جاءت بعد وقت قليل من تحويل الأوراق إلى المفتي تمهيدا ل حكم بالإعدام، قال د.محمد غنيم: أن «الجماعة» لم تعرف جهة استهدفت القضاء، وأن المؤسسة التي تملك جهات هي مؤسسة الانقلاب، فقد يكون هناك أفراد لهم رد فعل لما يقوم به هذا الانقلاب، وهؤلاء الأفراد لهم مبرراتهم، ولكن حينما نقول القصاص والحساب فلن يكون ذلك إلا عن طريق المحكمة وبضوابط شرعية وقانونية، ونأمل أن يكون ذلك قريبا.
وحول قدرة الضغوط الدولية على تغيير أحكام الإعدام، أجاب: بدون شك هناك تحرك للجماعة ضمن قطاعات ومؤسسات من غير الجماعة والتي تعبر عن إرادة الشعب المصري في العالم كله وصدى عملها في كل مكان سنواجه بكل قوة هذه الإجراءات وهذا الانقلاب في كل مكان في العالم على مستوى الأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان والحكومات الأوروبية والدولية للضغط من أجل تغيير هذه الأحكام ورفضها ولردع الانقلاب بقدر الامكان لكن ليست العهدة على ذلك وانما تعود العهدة الأساسية والاعتماد الأساسي على الشعب المصري وإعادته لإرادته التي اغتصبت منه، المعول الأول والأخير هو الشعب المصري. ويضيف: على الصعيد الشعبي في مصر لم أسمع ولا يدعي أحد أن هناك مظاهرات بسبب الأحكام الأخيرة الذي يقول هم في الداخل هم الذين يقومون بهذه المظاهرات ولا حاجة للإدعاء لأن المظاهرات قائمة أصلا على مدار 24 ساعة في جميع محافظات مصر، هذا واقع ولن ينتهي إلا بإنهاء الإنقلاب.
وبالنسبة إلى التغييرات الأخيرة في قيادات الإخوان في الخارج، قال: ان قيادات الإخوان في الخارج موجودة وتعمل، ولم يتأثرعملها بل زاد وتنوع وأضيفت إليها عناصر جديدة خرجت في مصر وهذه العناصر زادت فاعلية الإخوان ورأينا مظاهر ذلك في الآونة الأخيرة في العالم.

إعدام الشهداء

من جهته قال الدكتورحافظ الكرمي المسؤول الإعلامي لهيئة علماء فلسطين في الخارج ورئيس المركز الإسلامي في لندن لـ «القدس العربي»: لا بد في البداية من القول أنه لا يمكن أن نصف الأحكام الصادرة بإنها أحكام قضائية صدرت من مؤسسة قضائية محترمة، فهي عبارة عن عبث وقبح صادرة للإنتقام من ثورة الشباب العربي في مصر والعالم العربي في السنوات القليلة الماضية أصدرها مجموعة من الحاقدين الذين يعملون جزارين في سلخانة ذبح وتعذيب وليس في محاكم ومنابر عدالة. إذ كيف يعقل لجهة تدعي ثمة صلة بالقضاء أن تصدر مثل هذا الهراء المطلق والعبث غير المحدود بإطلاق أحكام الإعدام على أسرى وشهداء فلسطينيين استشهدوا وأسروا في أعز وأشرف معارك الأمة مع الكيان الصهيوني، منهم القائد الشهيد رائد العطار الذي استشهد في معركة «العصف المأكول» قبل سنة تقريبا، والقائد السجين البطل حسن سلامة والمحكوم بسبعة واربعين مؤبدا قضى منها قرابة عشرين عاما في سجون الإحتلال الصهيوني، وآخرين استشهدوا في الأعوام 2005 و2007 و2008 في معارك بطولية مع الإحتلال، إضافة إلى كوكبة أخرى من خيرة أبناء مصر وعلى رأسهم الرئيس المصري المنتخب محمد مرسي وعلاّمة العصر العالم المجاهد الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي قائد مدرسة الوسطية في العصر الحديث. فكيف يمكن للإسلاميين ان يستقبلوا مثل هذه الأحكام بغير الإستخفاف والإستنكار والغضب واعتبارها والعدم سواء، وبأنها تدل على الطبيعة الحقودة والمستهترة بالأمة وعلمائها ودماء ابنائها لهذه الطغمة الحاكمة الإنقلابية في مصر. وليس أدل على قبح مثل هذا العبث المسمى زورا وبهتانا بالقضاء إلا ما صدر من إنكار وإدانة لذلك من كافة المنظمات الحقوقية المحترمة العالمية ومن كافة الأحرار الذين ينتمون إلى الفصيلة البشرية والإنسانية في طول العالم وعرضه .
وعن إمكانية تنفيذ هذه الأحكام قال د.حافظ الكرمي: إن التجربة تقول ان هذا الإنقلاب لا عقل ولا قلب له ولا يفكر أبعد من أرنبة أنفه، وبالتالي فإن تنفيذ هذه الأحكام بحق الأبرياء المحكومين ممكن.
وعن المخاوف من احتمال حدوث اضطرابات اقليمية في حال تنفيذ الحكم: لا شك أن إختلال منظومة العدالة في بلد أو منطقة يؤدي إلى اختلال واضطراب، ويدفع كثيرا من الشباب إلى أخذ زمام المبادرة بنفسه، وهو مما حذر منه العقلاء. وبالتالي فإن الوضع الطبيعي ان يتجه الشباب إلى الدفاع عن أنفسهم بكل الوسائل، وإن لم يدركوا ذلك من خلال حركاتهم الوسطية كجماعة الإخوان أو غيرها، فإنهم سيتجهون حتما إلى الجماعات الأخرى التي لا تؤمن بالتغيير السلمي ولا بصناديق الإنتخاب التي داستها الدبابات تحت جنازيرها مما أدى إلى أن يفقد هؤلاء الأمل بالتغيير السلمي.

حكم بإعدام الثورة

أما الدكتور شكري المجولي الداعية الإسلامي التونسي فيقول لـ«القدس العربي» معلقا على الأحكام: ليس فقط الإسلاميين بل حتى العقلاء وكل أنصار الحرية قاموا بإدانة واستنكار الأحكام، كيف يتهم رئيس دولة بالتخابر مع حماس التي هي شرف وفخر هذه الأمة؟ هذا حكم جائر وظالم للأسف أصبح القضاء في مصر أداة في يد العسكر في الحقيقة الحكم هو ليس حكما على مرسي ولا على أنصاره بالإعدام وانما هو حكم على الثورة المصرية بالإعدام. وعن التحذيرات التركية أضاف: الأتراك حريصون على وحدة هذه الأمة واستقرارها وأمنها وهم يدركون مدى خطورة الانقلابات لأنهم ذاقوا من هذا الكأس وشربوا منه، وبالنسبة لامكانية تنفيذ الحكم نحن لا ندري، فالنظام العسكري في مصر سوف يقود مصر والأمة إلى الهلاك لان الناس الآن صابرون ويتظاهرون بطريقة سلمية منذ سنتين، ولم يحملوا سلاحا ولم يعتدوا على المنشأة، والعسكر بتصرفاتهم الهوجاء والحمقاء فانهم يدفعون الناس لحمل السلاح.
ويضيف: قتل ثلاثة من القضاة والحقيقة هي كلها أعمال المخابرات والنظام المصري لأنه يريد أن يغطي على جريمته الا وهي قتل الأبرياء، وكيف يحكم على شهداء من فلسطين وعلى سجناء بالإعدام وهم في سجون الاحتلال؟ هو يريد ان يغطي على جريمته هذه بافتعال الأحداث. هذا نظام بلا عقل وبلا روح وبلا قلب فلا نستبعد أن ينفذ الحكم فهو يريد ان يذهب إلى أبعد نقطة ويريد ان يتخلص من مرسي الذي هو رمز الشرعية. والسؤال كيف سيعيدون المحاكمة؟ النظام مهووس لا نستبعد ان تنفذ هذه الأحكام. لو لا قدر الله ونفذت أحكام الإعدام فالمظاهرات لن تكون كلها سلمية فلسان حال الشباب انه إلى متى سنتظاهر بطريقة سليمة ونحن نقتل ونعدم وينكل بنا؟ لذلك أخشى أن يحمل البعض السلاح وهذا ليس مستبعدا. وعن امكانية تاثير الغرب على النظام الحالي في مصر يقول د.مجولي: ان الدوائر والسياسات الغربية مبنية على النفاق فهي تدعم هذا النظام الانقلابي، وتتواطأ معه وذلك يشجعه على قمع الحريات، فعلى الغرب ان يدرك أنه إذا لم يقف الآن في وجه النظام الانقلابي في مصر فإن الثورة قد تعبر الحدود وتصل إلى الدول الغربية. المنظمات الحقوقية أدانت، لكن على الغرب أن يضغط على النظام المصري الحالي ليوقف جرائمه في حق الشعب المسالم وكذلك على النظام السعودي أن يتدخل لأن الأمر سيصله إذا صمت واستمر في دعم الحكم الحالي في مصر بالمال والمواقف السياسية.

&
&