ألفة يوسف: التعليم والإعلام والثقافة الثالوث الذي يمكن ان ينقذ الشعوب العربية والمسلمة من الإرهاب

&روعة قاسم

&

&

&

&الدكتورة ألفة يوسف هي كاتبة ومفكرة وباحثة تونسية وأكاديمية مختصة في اللغة العربية واللسانيات، وتصنف ضمن الجيل التونسي الجديد المثقف. اشتهرت بجرأتها في طرح العديد من المسائل المتعلقة بالدين الإسلامي. وتتسم اطروحاتها بأنها ذات صبغة حداثية تعتمد التحليل والمقاربة النقدية.


في حديثها لـ «القدس العربي» تبسط مجمل القضايا الخلافية التي أثارت جدلا واسعا..وتتحدث بكل جرأة وشفافية عن العلاقة بين الإسلام والأديان الأخرى، وعن ظاهرة الإرهاب وسبل مواجهتها، وعن أسباب تخلف الأمة العربية معتبرة انه بالعمل وحده وبالنجاح العلمي والبحثي يحقق العرب نهضتهم. وترى الأكاديمية التونسية ان البعد الروحاني مفقود اليوم في عالمنا وان الدين بالنسبة للبعض بات مجرد شعائر بلا معنى.

○ كيف تقرأين ظاهرة الإرهاب التي يشهدها الـعـالم العربي وكيف يمكن مقاومتها فكريا وثقافيا؟


• ظاهرة الإرهاب لا يمكن ان تقاوم إلا فكريا وثقافيا أساسا، طبعا البعد الأمني والصراع الحربي يحصل في جميع أنواع الاعتداءات وليس فقط في مجال الإرهاب. لكن الإرهاب بالذات هو دليل على شلل ثقافي معين، دليل على فراغ وهشاشة في التكوين النفسي ناتج عن ضعف في المجال الثقافي. في تونس مثلا قبل الثورة وبعدها وإلى اليوم يندر ان تجد من يهتم بالبعد الديني بمنظوره الروحاني. مثلا أكثر البرامج الدينية تهتم ببعض المسائل المتعلقة بالشعائر وكيفية الصلاة والوضوء أو الأمر والنهي فقط دون ان تجيب عن الأسئلة العميقة الحارقة وعن الأسئلة الوجودية التي من الطبيعي والعادي جدا ان يطرحها الشاب واذكر بعضها «من أين أتيت وإلى أين أذهب؟ وما هي علاقة هذا الدين بالأديان الأخرى، لماذا وجد الإنسان في هذا الكون وما هي علاقته بسائر البشر، ما معنى الثواب والعقاب هل أنا مسخر أو مخير؟». وغيرها من القضايا التي كان السابقون يطرحونها. فالفلاسفة في العالم العربي والإسلامي والمفسرون قديما كانوا يطرحون كل القضايا. فعندما نعود إلى كتب الرازي والمعتزلة والطبري نجدهم يطرحون كل هذه القضايا ويحاولون تقديم أجوبة. اليوم ابتعدنا عن هذا وعن التفكير وعندها ابتعدنا عن الانفتاح..لانك عندما تفكر آليا ستنفتح، لأنك ستكتشف ان فكرتك مجرد احتمال مقابل عدد مهول من الأفكار الأخرى التي انتجها البشر. وستتبين ان رأيك أيضا هو احتمال في خضم كل هذه الآراء المتنوعة. نحن نعلم شبابنا الانغلاق. ما معنى ان تقول لشاب تدرسه في الثانوي ان الإسلام هو الدين الوحيد الصحيح؟ شيء طبيعي فيما بعد ان يعتبر كل من كان غير مسلم هو كافر وينبغي قتله. ما معنى ان لا تقول له ان الطرق إلى الله متعددة كما يقول ابن عربي. فنحن نشأنا في بيئة مسلمة ولنا شعائر مختلفة وأخلاق لا يتحدث عنها علماء الدين إلا نادرا. وهناك أبعاد وطرق أخرى إلى الله. وهذا يجب ان نعرفه. التلميذ المسلم يجب ان يعرف ان كل الأديان تتصل برب واحد وان حرية اللاتدين يكفلها الدين. لا أذكر انهم قد علمونا ان كل الناس هم عباد الله تعالى وبعضهم أراد الله له ان يكون مؤمنا وبعضهم أراد الله له ان لا يكون مؤمنا وهذه أيضا إرادة الله. لم يعلمونا ان كل الناس سواسية وان الله وحده من سيحاسبهم. هناك أشياء كثيرة فقرت الدين نفسه وفقرت الإسلام فأي صورة لنا اليوم عن الإسلام عند الغرب أو حتى لدى البلدان الأخرى غير الإسلامية؟ وحتى بين الشباب المسلمين فهناك شباب مسلمون اليوم كثر ينفرون من الإسلام نتيجة لهذه الصورة السلبية التي لا يمكن ان تؤدي إلا إلى الإرهاب. ولكي أجيب عن السؤال بطريقة واضحة ومباشرة، الثقافة يجب ان تتطور وتتغير وأنا دائما أقول ان «الثقافي والتعليمي والإعلامي»هو الثالوث الذي يمكن ان ينقذ الشعوب العربية والمسلمة. وهي الحلقات الضعيفة لدينا فكيف يمكن ان لا يكون هناك إرهاب واعتقد ان النتيجة الطبيعية هي وجود الإرهاب وغيابه سيكون أمرا عجيبا.


○ إذن تعتبرين ان الإرهاب هو نتيجة لهذا الجمود في التفكير الديني إذا أردنا؟


• الجمود وتركيز الجمود. ولأعطيك مثالا بسيطا، اليوم رأيت معلقة لندوة يدعي أصحابها انهم يتحدثون عن الوسطية في الإسلام يشارك فيها فقط الذكور وليست هناك امرأة واحدة. هناك أشياء تمر بطريقة غير مباشرة أو مباشرة يتعلمها الطفل. فالإنسان أو الطفل أو الشاب اليافع حينما يمر أمام هذه المعلقة فماذا سيقول. ان الإسلام الوسطي هو دين فقط للذكور وللذكور في شكل معين وتمثل معين للدين. وحتى التدين هو ليس مظهرا خارجيا بل هو أمر داخلي بين الإسلام وربه.
والسؤال الذي يجب ان يطرح هو هل نحن مسلمون؟ في تونس أو في مصر أو لبنان وغيرها من الدول العربية..فهناك إسلام من غير مسلمين لو كنا مسلمين لما كانت شوارعنا متسخة، لما كنا متخلفين في مجالات التعليم. لو كنا مسلمين لتعلمنا المحبة ولاحترمنا الأديان والأفكار الأخرى. قلة فقط هم من يعتبرون ان الرسول عليه السلام بعث ليتمم مكارم الأخلاق ويسعون إلى تطبيق ذلك. لكن لدى الأغلبية الإسلام هو مجرد كلمة شكلية دون مضمون.
○ بالنسبة لعلاقة الإسلام مع باقي الأديان كيف ترينها من خلال النصوص القرآنية والأحاديث؟

&


• أنا اشتغل أكثر فأكثر على البعد الكوني هذه المدة، واعتقد ان كل الأديان تقريبا تقول شيئا واحدا، سواء الكتابية أو غير الكتابية. وأذهب إلى أبعد من ذلك. فهناك طرق روحانية لم تتجسد في دين بمعنى الشعائر أو الطقوس ولكنها تقول الشيء نفسه. وهنا أذكر كلمة جميلة جدا لأحد القدماء عندما سئل: أي الأديان أفضل؟ فقال: هو الدين الذي يجعلك تعمل الصالحات أكثر. في نهاية الأمر كما يقول كثير من علماء المسلمين لا يهم ان تقول لي انت تنتمي لأي دين، المهم أن أرى سلوكا بشريا قائما على المحبة والخير والسلام، على ان تحب لأخيك ما تحب لنفسك..هي مفاهيم بسيطة نجد الرسول محمد عليه السلام يتحدث عنها ونجد عيسى يتحدث عن حب الآخر..في البوذية يقولون ان ما تفعله للآخرين أنت في الحقيقة تفعله لنفسك، الشيء نفسه في كل الطرق والأديان. فهذا البعد الروحاني هو جوهر الدين.. لكن الشعائر مختلفة. والشعائر التي لا تؤدي إلى نتيجة لا معنى لها. وحتى في القرآن يتحدث الله عز وجل عن الصلاة التي تنهي عن الفحشاء والمنكر، ويتحدث الرسول عن الصوم فيقول من لا يترك قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ترك طعامه وشرابه. الشيء نفسه بالنسبة إلى الزكاة والحج هي طرق لتطيهر النفس. إذا لم تحدث الطهارة والنهي عن الفحشاء والمنكر ولم تحصل السكينة «الا بذكر الله تطمئن القلوب» إلى آخره، فهنا نحن لم نعد ازاء الحديث عن دين. اذن فالله واحد وهذه الوحدانية والتوحيد الذي نجده في كل الأديان بطريقة أو بأخرى. حتى في المسيحية نحن نفهم التثليث فهما خاطئا فالله في نهاية الأمر واحد. هذا الواحد الذي يعبده البشر جميعا والمخلوقات جميعا هو يجمع كل ما في الكون وحتى الحجارة. فالقرآن يقول ان هناك من الحجارة ما يتشقق ويحس ويشعر فكل شيء يسبح باسم الله تعالى وأعتقد ان الإنسان عندما يبلغ عمق الأيمان لا يمكن ان يكره اي شيء في الكون لان كل ما هو موجود في الكون هو تعبير عن إرادة الله.
○ اشتغلت أيضا على الفكر الصوفي فهل بالامكان ان تحدثينا قليلا عن تاريخه في تونس؟

&


• هناك خلط كبير لدى الناس تجاه معنى الفكر الصوفي. وفي الحقيقة أفضل كلمة التجربة الصوفية لأنها تجربة أكثر منها فكرة مجردة، فيمكن ان يكون الإنسان مختصا في التصوف ولا يشعر بما يشعر به المتصوف. فهناك خلط بين التربة الصوفية بصفتها علاقة روحانية عميقة يضعف فيها الأنا ويعوضه الله عز وجل. وبين الفكر الإسلامي الشعبي الذي هو أيضا وجه من وجوه التصوف. ولكن الوجه الصوفي في الإسلام الشعبي هو أقرب إلى البعد الاحتفالي العام وفي تونس وغيرها من البلدان العربية الإسلامية الفكر الصوفي مهمش. وفي الحقيقة ان هذا الأمر ليس خاصا بالثقافة الإسلامية. لان التصوف على بساطة أفكاره هو عميق يمكن ان نعده من السهل الممتنع. هو شيء لا نجده عند العلوم عادة حتى التصوف المسيحي واليهودي. وهناك عدد كبير من المتصوفين في المسيحية واليهودية لا نتحدث عنهم كثيرا والتصوف في الأديان هو أمر خاص. واعتقد ان المأساة بالنسبة للمسلمين اليوم هي فقدان البعد الروحاني، فالدين أصبح مجرد شعائر فقط، والعودة إلى البعد الروحاني لا تكون إلا بإعادة إشعال جذوة التجربة الصوفية التي مثلت جانبا هاما من جوانب التراث العربي الإسلامي.


○ ما رأيك في مسألة الحجاب في الإسلام..هل هو فرض أم لا؟


• أعتقد ان كل مسلم يجب ان تكون له قراءته الخاصة ويحاسب عنها أمام الله تعالى، وفي الكتابات التي قدمتها حاولت ان أترك مجالات للرأيين الموجودين في التراث العربي الإسلامي. الرأي الذي يعتبر ان الحجاب فرض وله حجج كثيرة، والرأي الذي يعتبر ان الحجاب ليس فرضا وله حججه. وهذا ما حاولت تبيانه في كتابي من خلال حوار بين شخصيتين واحدة تعتقد ان الحجاب فرض وواحدة تعتبر انه ليس فرضا. ولكن المهم بالنسبة الي ان لا يتلخص الإسلام في هذه المسألة لأني احترم المرأة، التي تختار ان تتحجب ولا يدل حجابها على انها أقل أو أكثر تدينا من امرأة أخرى.. فلكل قراءته للدين، لكل نفسيته الخاصة ومأساته الفردية إلى آخره. وديننا أكبر من هذه المسألة الجزئية جدا يمكن ان نتناقش فيها ولكن في نهاية الأمر هناك من يعتبر انها قضية هامة فليفعل ومن يعتبر انها ليست مهمة فليفعل التركيز عليها هو الذي أعطاها كل هذه الأهمية. لا أعرف لماذا لا يطرحون هل من الحلال ان يلقي الناس بقمامتهم في الشارع، لم أسمع يوما بشيخ يتحدث عن هذا. لم أسمع يوما شيخا يقول من الحرام ان تذهب إلى مكان ما لتستعمل المحسوبية لتساعد ابنك في الحصول على شغل. فالأخلاق واضحة والحلال بيّن والحرام بيّن. والحلال والحرام لهما علاقة بإلحاق الضرر بي أو بالآخر. مسألة ان تكون المرأة بلا حجاب هــل فيــها الحاق الضرر أم لا، أعتقد أنها متصلة بتفكير لدى كثير من المسلمين بان الخطأ دائما هو لدى الآخر.


○ في العودة إلى الحملة التي شنت أخيرا على المفكر محمد الطالبي بعد قوله ان القرآن حلل الخمر كيف تقرأينها؟


• كتبت في الإطار نفسه مؤلفا حول الخمر وضعت فيه الحجج والحجج العكسية. الخمر أيضا فيه أقوال ترى انه ليس محرما وفيه أقوال ترى انه محرم. وتبقى المسألة قراءات واجتهادات. في نهاية الأمر ما الذي يزعج الناس في ان البعض يرى ان الخمر حلالا أو حراما، وهل سأحاسب بدلا عنه؟ ما يجب ان نعلمه للناس ليس ان الخمر حلال أو حرام بل يجب تقديم القراءات المختلفة. وكل شخص حر في نفسه ما لم يخالف القانون. ان العالم قائم على الاختلاف والتعدد والتنوع ويحكم فيه الله عز وجل وليس أنا أو أنت. فإذا كان الطالبي اعتبر ان الخمر حلال وأدرج ذلك في إطار قراءة لمفكرين كبار سبقوه فلا يمكن لأي شخص ان يغير هذا الاعتقاد عند الطالبي. وأيضا لا أستطيع ولا أريد ان اغير اعتقاد البعض بان الخمر حرام. المشكل هو في أذهاننا وتصورنا ان العالم يجب ان يسير كما نتصوره. «ولو شاء ربك لآمن كل من في الأرض جميعا»…


ليس هناك وضوح أكثر من ذلك. عندما يقتنع الناس وقد اقتنع الحكماء بان لا وجود لحقيقة ثابتة فالحقيقة الوحيدة بالنسبة لهم هي وجوه الله تعالى. وحتى بالنسبة لغير المؤمن هو هناك القوة التي أنشأت الكون. هناك قوة ما انبثق عنها الكون وهذا لا يمكن ان ينكره أحد.


لذلك فان التعليم والإعلام والثقافة يجب ان تشتغل على تغيير هذه الوثوقية لدى الناس. نحن في حاجة إلى الكثير من التواضع فالعالم فيه 7 مليارات من البشر ولكل واحد منهم دين وقراءة وموقف فهل اختلاف الناس في الخمر مثلا مشكل؟ أين المشكل؟ لا أحد قادر على إجبار الآخر على تغيير قناعاته. وإذا اقتنعنا بذلك فاننا نكون قد قطعنا شوطا طويلا في التعايش مع بعضنا وفي مجال فهم المعنى العام لكل الأديان.


○ هناك اليوم بون شاسع بين العالم العربي الذي يعيش حالة إنحطاط وبين العالم الغربي ما هي أسباب هذا التراجع والتخلف؟


• هي أسباب كثيرة في الحقيقة إذ بدأت بذرة التخلف مع إغلاق باب الاجتهاد منذ القرن الثامن، وبداية عصور الإنحطاط. ولكن بذرة التخلف شارك فيها أيضا الاستعمار الذي كان سابقا استعمارا مباشرا من خلال الانتداب الفرنسي والبريطاني ثم أصبح غير مباشر. طبعا العرب والمسلمون مسؤولون عن وضعهم ولكن الغرب لا يريد أيضا للعرب ان يتطوروا والدليل ان كل دولة عربية تأخذ ولو طريقا بسيطا في التطور العلمي يقضى عليها. أعطي مثالا العراق وما حصل فيما بعد لبلدان عربية أخرى. فالحل بالنسبة للعرب هو العمل، أقيس ذلك بالنسبة لما قامت به الدولة الإيرانية فأنا لا يهمني اختيارها الايديولوجي لكن عمليا هي دولة تعمل واستطاعت في عملها ان تواجه الغرب. وليس بالضرورة ان تكون المواجهة حربية ولكنها علمية وبحثية وان تسير في المستوى نفسه. فما يجب ان يقوم به العرب هو التركيز على العمل. الدول المغاربية مثلا تطورت كثيرا، لا أقول أنها بلغت مستوى الغرب لكنها تقدمت والبلدان التي حصل فيها ما يسمى بـ»الربيع العربي» المزعوم تأخرت أشواطا إلى الوراء رغم ان تونس أفضل هذه البلدان إلى حد الآن ولكن يجب ان لا ننكر ان واقع تونس اليوم مؤسف جدا. فمستوى الطلبة مضحك ومبكي. إذن العمل والعمل والعمل هو طريقنا الوحيد إلى النجاة وإلى تحقيق نجاح ما في مجالات التقدم في هذا العالم.


○ لقد انتميت فترة إلى حزب «نداء تونس» ثم انسحبت…هل خذلك الحزب؟


• لا اتحدث عن خذلان. لكني ابتعدت عن السياسة لاني اكتشفت اني من الناس الذين لا ينجحون في الأحزاب، فالسياسي والثقافي قد لا يلتقيان..بشكل من الأشكال الالتزام الحزبي يجعلك منغلقا. وأنا لا استطيع بطبعي لأني أقرب إلى المفكر الذي يمكنه ان ينتقد أي شيء لذلك ليس من المنطقي ان أنقد الحزب وأنا في داخله. لذلك عندما خرجت من الحزب حينها استطعت ان أعبر عن آرائي بحرية أكبر فيما يمكن قد أصاب به النداء من مجالات وهي كثيرة، وفيما يمكن قد أخطأ فيه، وهو قد أخطأ في كثير من الأشياء. فالعمل الحزبي هو تجربة صغيرة ومتأكدة من انها بإذن الله لن تتكرر.


في سطور


تعتبر الدكتورة ألفة يوسف من أهمّ الوجوه الجامعية في تونس التي تعمل على البحث في الظاهرة الدينية إلى جانب اهتماماتها النقدية واللسانية. ولها عدة اصدارات ودراسات منها «الأخبار عن المرأة في القرآن والسنة» و»الله أعلم» و»ناقصات عقل ودين» إلى جانب كتابها «حيرة مسلمة» الذي أثار جدلا واسعا. وتتضمن كتاباتها وحواراتها العديد من الأسئلة التي طرحتها في قراءة للدين الإسلامي وتبرر هذا الأمر بانه إنطلاقا من قاعدة أنه لا توجد مقدسات في التفكير وأن الاجتهاد شيء أساسي لأي دين. وقد شغلت ألفة يوسف منصب مديرة المعهد العالي لإطارات الطفولة ومديرة المكتبة الوطنية التونسية، كما قدمت على مدى سنوات مساهمات في الإنتاج التّلفزيوني التونسي بحيث كانت تعد وتقدم برامج تلفزيونية تعنى بالإصدارات الحديثة وبمسائل ثقافيّة واجتماعيّة متعددة. أبرز مؤلفاتها:


نساء وذاكرة (مشاركة، تونس 1992): اعتمد الكتاب على منهج التّاريخ الشّفوي ويشتمل على شهادات نساء تونسيّات شهيرات في مجالات متعدّدة مطلع القرن العشرين.
بحوث في خطاب السّدّ المسرحيّ (مشاركة، تونس 1994): يدرس هذا الكتاب واحدا من أشهر كتابات محمود المسعدي، مسرحيّة «السّدّ» وذلك من منظور دلالي وسيميائيّ.
المساجلة بين فقه اللغة واللسانيّات (تونس 1997): يهتمّ هذا الكتاب بتقبّل اللغويّين العرب المعاصرين لعلم اللسانيّات.
الإخبار عن المرأة في القرآن والسّنّة (سحر للنّشر، تونس 1997): يعتمد هذا الكتاب نظريّة الإخبار مقارنا بين المرأة في الجاهليّة والمرأة في الإسلام. ويستند إلى علم الاجتماع وفلسفة الأديان.
تعدّد المعنى في القرآن (سحر للنّشر، تونس 2003): كان هذا الكتاب في الأصل موضوع دكتوراه دولة، وقد نشد تقديم ضروب تعدّد المعنى في القرآن من خلال المفسّرين. وينتهي البحث إلى الإقرار بوجود معنى أصليّ للقرآن هو القرآن في اللوح المحفوظ، وهذا المعنى ممتنع لا يعلم تأويله إلاّ الله بحسب مؤلفته.
ناقصات عقل ودين(سحر للنّشر، تونس 2003): مقاربة نفسيّة لبعض أحاديث الرّسول صلّى الله عليه وسلّم.
Le Coran au risque de la psychanalyse, Albin-Michel, Paris 2007 كتاب ألف باللغة الفرنسية وهو مقاربة نفسيّة روحانيّة للقرآن تنشد تجاوز تعدّد المعاني والطّقوس الشّكليّة وتسعى إلى تفاعل جوهريّ مع النّصّ الدّينيّ.
حيرة مسلمة: في الميراث والزّواج والجنسيّة المثليّة (سحر للنّشر، تونس 2008) قراءة لموقف المفسّرين من مسائل الميراث والزّواج والجنسيّة المثليّة وبيان للفرق الشّاسع بين انغلاق المفسّرين من جهة وانفتاح النصّ القرآنيّ من جهة أخرى.
&