مشاري الذايدي
هل سيتوقف «داعش» في هجماته الفتنوية على السعودية عند حادث أو حادثين؟
هل العمليات الإرهابية ضد حسينية الدالوة وجامعي القديح والعنود، في الأحساء والقطيف والدمام، شرق السعودية، هي آخر المطاف؟
الجواب غير سار، وأرجو أن أكون مخطئا، ولكن عزيمة مخططي وقتلة «داعش» واضحة في المضي قدما في طريق إشعال، أو محاولة إشعال، الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة في السعودية.
يجب أن لا نتوهم غير ذلك، فدعايات «داعش» تترى، وقتلتها يعلنون، أنهم لن يتوقفوا عن هدفهم القبيح هذا.
من هنا، تصبح الصورة أوضح، والمواجهة على المكشوف، فتوضع خطط المجابهة، وتحشد الطاقات لمكافحة هذا الوباء، لبعض الوقت. يجب أن يوطن السعوديون أنفسهم على مواجهة ممتدة ومفتوحة مع هذه الجماعة السوداء، التي احترفت الهمجية، كما الغدر والتقية.
لن نكرر الكلام، فالمستفيد الأول من نجاح خطة «داعش» - لا سمح الله - هو إيران، عبر إضعاف الجبهة الداخلية السعودية، وتشتيت التركيز للقوات السعودية، العسكرية والأمنية. فالدولة السعودية تقود حربا مفتوحة مع إيران في اليمن، و«داعش» بهجماته هذه يقدم خدمة جليلة لإيران، في الوقت الذي يدعي فيه حماية أهل السنة، فكيف يجتمع هذا كله مع بعض؟!
على كل حال، اختبرت السعودية والسعوديون هذا النوع من المواجهات من قبل، مع تنظيم القاعدة، وخاضت، لعدة سنوات، حربا مفتوحة مع خلايا التنظيم. وفي نفس الوقت مضت برامج التنمية على قدم وساق، من دون أن يطغى شيء على شيء. في حينها قال الراحل الكبير الملك عبد الله بن عبد العزيز، سنحارب «القاعدة»، ولو اقتضى الأمر منا 30 عاما.
قبل أيام، قال ولي العهد السعودي، وزير الداخلية، قيصر الحرب على الإرهاب، الأمير محمد بن نايف، وهو يستقبل - بحضور ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان - السفراء المعتمدين لدى السعودية، قال: «المملكة واقفة بقوة ضد الإرهاب، ولن تزعزعنا مثل هذه الحوادث، مررنا بحوادث أكبر، والحمد لله الوضع تحت السيطرة، وإن حدث شيء سنتعامل معه في حينه». وكشف الأمير أنه قد تم إيقاف الكثير من العمليات الإرهابية، مبينا أنه في حال حدوث أمر ما سيتم التعامل معه بشكل صارم مصحوب بنوع من الاتزان، حتى لا يؤثر على حياة باقي المجتمع.
من أجل ذلك يجب ألا يستولي الجزع والكرب على النفوس، أو تستخف العجلة وقلة الصبر بعض الناس، فمن يملك الصبر والعزم والرؤية والإرادة الأوفر، هو من يظفر في المعركة.
هناك دول كثيرة وكبيرة، في العالم، تخوض منذ نحو نصف قرن حروبا ممتدة ضد جماعات إرهابية، أو عصابات مافيا، بل حتى حروب دول، من دون أن تجعل هذه المواجهات والحروب تهيمن على الفضاء العام، وتستخف النفوس.
الحرب على مخطط «داعش» في إشعال الفتنة الطائفية، بدأت، ولنا أن نتوقع أن «داعش» سينوع في جرائمه لتحقيق غايته في إثارة الفتنة.
هذا هو قدرنا. وسنواجهه.
التعليقات