اعترف تنظيم «داعش» بأن انسحاب القوات العراقية من الموصل في حزيران (يونيو) 2015 «لم يكن في الحسبان». وأكد في شريط فيديو عنوانه «عام على الفتح»، أنه دخل إلى الجانب الأيسر من المدينة وهو «خال من القوات الرسمية».

وعلى امتداد نحو 30 دقيقة، عرض «داعش» شريطاً عبر المواقع المقربة منه روايته لسيطرته على الموصل، بدءاً من عرض معسكرات التدريب في صحراء «الجزيرة» التي تمتد إلى الجنوب الغربي من المدينة، وعمليات التفجير والقتل التي أكد أنها تكثفت لتنهك «القوات الصفوية»، قبل تقدم أرتال من عشرات المقاتلين، من الصحراء باتجاه أحياء 17 تموز والنهروان في الجانب الأيمن، لتخوض حرب شوارع.).

واعترف التنظيم في سياق عرضه صور معارك جرت خلال سيطرته على الموصل، بأن العملية كانت تستهدف احتلال الجانب الأيمن، وأن توسع سيطرته اللاحقة لم يكن مخططاً له.

وقال أحد المعلقين في الشريط: «لم يكن في الحسبان أن التقدم سيكون أكبر بكثير مما خُطط له (...) الهجوم بدأ بقطع طرق الإمداد عن عناصر الجيش الصفوي في مدينة الموصل (...) دخلت أطراف المدينة ثلاثة أرتال من العجلات العسكرية قادمة من منطقة الجزيرة بعدد قليل من المجاهدين لا يزيد على عدد من شارك في غزوة بدر إلا قليلاً مقابل آلاف من جنود الجيش الصفوي».

وأضاف: «وضعت الخطط للسيطرة على أحياء في مدينة الموصل في جانبها الأيمن لتكون منطلقاً للمجاهدين في فتح سائر المدينة، إلا أنه حدث ما لم يكن في الحسبان، فتح الجانب الأيمن وخلا الجانب الأيسر من جنود الصفوية قبل وصول رجال الدولة الإسلامية». وعرض الشريط أيضاً لحظة اقتحام سجن الغزلاني، وإخراج السجناء منه.

وجاء هذا الشريط متزامناً مع رفض رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني الرد على أسئلة لجنة التحقيق البرلمانية في سقوط المدينة، وأعلن قائد العمليات في الموصل بدء عملية تحريرها. وجاء في بيان لرئاسة إقليم كردستان أن «معظم الأسئلة ملغومة، فيها الكثير من الريبة والاتهامات الضمنية التي تواري وتبتعد تماماً عن الأسباب الحقيقية لسقوط الموصل، ولا تتوافر فيها الصراحة والشفافية، ولذلك لا نرى أنها تخصنا ولسنا معنيين بها». وأضاف :»كان يفترض أن تكون الأسئلة موجهة إلى من منع التعاون مع قوات البيشمركة بل ومنع تدخلها ضد داعش قبل سقوط الموصل وبعده، وإلى القادة العسكريين الذين فروا من الموصل وسلموها وأسلحتها إلى داعش». وزاد: «أما موضوع كيفية إدارة الحرب مع داعش وحيثياتها وتفاصيلها وتداعياتها في الإقليم، فهي من اختصاص مؤسسات الإقليم حصراً».

من جهة أخرى، قال نائب رئيس مجلس محافظة نينوى نور الدين قبلان، إن «المجلس خاطب مرات عدة الحكومة الاتحادية بغية المشاركة في خطط تحرير الموصل، إلا أنها تجاهلت الأمر».

وكان قائد العمليات في نينوى اللواء الركن نجم الجبوري، أعلن الخميس «حشد القطاعات العسكرية في منطقة بيجي لبدء عملية تحرير الموصل من سيطرة مسلحي داعش». وأكد أن «تمركز القطاعات في تلك المنطقة ومناطق أخرى، يأتي ضمن الخطة العملية والمدروسة لتحرير المدينة»، مبيناً أن العملية «بدأت بتكثيف الضربات الجوية لطائرات التحالف الدولي على معاقل التنظيم وتجمعاته».
&