إشتعال «حرب الفتاوى» المثيرة للجدل عشية بدء شهر رمضان في مصر شيخ يطالب السيسي بحظر النقاب… والأزهر يحل الإفطار لأصحاب المهن الشاقة


منار عبد الفتاح

&

&

&

&

&أصدر عدد من شيوخ الأزهر فتاوى مثيرة للجدل عشية بدء شهر رمضان المبارك، قضى بعضها بمنع ارتداء النقاب واحل الافطار لأصحاب المهن الشاقة، فيما زعم احد الاطباء عدم وجود اي فائدة طبية للصيام.
وطالب الشيخ الازهري محمد عبدالله نصر، الرئيس عبدالفتاح السيسي، بحظر إرتداء النقاب في الأماكن العامة، وذلك تعليقًا على حادثة إرتداء محامٍ للنقاب، في منطقة شبين القناطر بالقليوبية، واستغلاله في سرقة محل مجوهرات، وأوضح أن النقاب ضد القرآن، وليس من الإسلام لأنه نهى عن تغطية الوجه.

وقال الشيخ في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي» امس، « خلال الشهور الماضية كان يوجد العديد من الحوادث التي قام بإرتكابها اشخاص يرتدون النقاب من الذكور والإناث ومعهم عدد كبير من القنابل، فالقرآن الكريم رفض فكرة النقاب، وقال تعالى «يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ، ذَلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ»، وهذه الآيه تدل على ان النقاب ليس فرضا لأن الله قال «أن يعرفن» ولم يقل «الا يعرفن»، كما ان إخفاء الهوية في الظروف التي تمر بها مصر والشرق الأوسط امر غير مقبول اجتماعيا وهو ليس عبادة، وهناك جماعات إرهابية في اسرائيل نساؤها واطفالها يرتدون النقاب». وبالنسبة إلى « فتوى الازهر بجواز الإفطار لاصحاب المهن الشاقة سليمة» قال: «لأول مرة يكون لدى الأزهر حكمة وفهم واضح للسياق، لأن اصحاب المهن الشاقة والتي تكون تلك المهنة هي سبيلهم الوحيد للحياة فمن الصعب عليهم الصيام، فأنا مؤيد لتلك الفتوى».
واكد « ان الصيام ليس له اي فوائد صحية كما يدعي البعض، وقال تعالى في القرآن « يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ»، ولم يقل «لعلكم تصحون»، فأنا مؤيد لما قاله خالد منتصر بأن الصيام ليست له أي فوائد صحية، وحديث «صوموا تصحوا» يخالف النص القرآني، فالغرض من الصيام هو التقوى والإمتناع عن الشهوات». وأضاف «ان قرار وزارة الاوقاف بعدم قيام أي شخص بالاعتكاف في الجوامع الا بعد تقديم البطاقة الشخصية اولا للكشف عنه، قرارا من المستحيل تطبيقه لأن وزارة الاوقاف لا تدير الا 103 الف مسجد ولديها 56 الف امام وخطيب فقط، بينما عدد المساجد في مصر يقترب من 400 الف مسجد، وباقي المساجد تحت ايدي الجمعيات الشرعية وجمعية انصار السنة المحمدية».


ومن جانبها دار الإفتاء المصرية أصدرت فتوى بجواز الإفطار في نهار رمضان لأصحاب المهن الشاقة كالزارعين والحمالين والبنائين والذين يبذلون مجهودا شاقا، خاصة إذا جاء رمضان في فصل الصيف، وأن يكون هذا العمل هو مصدر رزقه الوحيد، وقال الدار في بيان له «أنه من المقرر شرعا أن من شرائط وجوب الصيام القدرة عليه، والقدرة التي هي شرط في وجوب الصيام كما تكون حسية تكون شرعية، فالقدرة الشرعية تعني الخلو من الموانع الشرعية للصيام، وهي الحيض والنفاس وأما القدرة الحسية فهي طاقة المكلف للصيام بدنيا بألا يكون مريضا مرضا يشق معه الصيام مشقة شديدة أو لا يكون كبير السن بدرجة تجعله منزلة المريض العاجز عن الصوم،أو لا يكون مسافرا، فإن السفر مظنة المشقة، كما قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم «السفر قطعة من العذاب يمنع أحدكم طعامه وشرابه ونومه»رواه الشيخان، وقد أنزلت المظنة منزلة المئنة، فالسفر مانع من وجوب الصيام وإن لم تكن هناك مشقة بالفعل، وهذا من رحمة الله تعالى بالمكلفين، ومن يسر هذه الشريعة الغراء.
وتابع البيان «ومن القدرة الحسية أيضا ألا يكون المكلف يعمل عملا شاقا لا يستطيع التخلي عنه في نهار رمضان لحاجته أو لحاجة من يعول؛ فإن كان المكلف لا يتسنى له تأجيل عمله الشاق لما بعد رمضان، أو جعله في لياليه فإن الصيام لا يجب عليه فى أيام رمضان التي يحتاج فيها إلى أن يعمل هذا العمل الشاق في نهاره من حيث كونه محتاجا إليه في القيام بنفقة نفسه أو نفقة من عليه نفقتهم، كعمل البنائين والحمالين وأمثالهم، وخاصة من يعملون في الحر الشديد، او لساعات طويلة».


وقال الدكتور سعد الدين الهلالي، رئيس قسم الفقه المقارن في جامعة الأزهر، تعليقًا على الفتوى التي صدرت من دار الإفتاء بإيجاز الإفطار في شهر رمضان لأصحاب المهن الشاقة، خلال مداخلة هاتفية على فضائية «النهار»، «إنه لا يجب على من استمع للفتوى أن يلتزم بها ولكنه يجب أن يعقلها ويستوعبها ويرتاح قلبه لها وسيكون هو سيد قراره»، وأضاف «الفتوى ما هي إلا خيار وصاحب القرار في تنفيذها أم لا هو الشخص نفسه»، وقال «يجوز لأصحاب المهن الشاقة الإفطار في رمضان بشرط أن يكون الصيام سيتسبب لهم في مرض أثناء العمل، موضحاً أن القرآن الكريم أجاز إسقاط الصيام على الذين لا يطيقونه فقط مع فدية طعام مسكين».


وقال الدكتور توفيق نور الدين، نائب رئيس جامعة الازهر في تصريحات خاصة لـ «القدس العربي»، « نحن لدينا قاعدة في الدين تقول درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة «، والنقاب ليس ثابتا من ثوابت الدين، وثوابت الدين هي العبادات وهي ثابتة وليس فيها آراء، ومن حق الدولة ان تتخذ ما تراه من القوانين بشرط الا يتعارض مع ثوابت الدين، ومن حق اي شخص ان يطلب من رئيس الدولة اي شيء والرئيس يفعل ما يراه»، واضاف « ان الفتوى التي اصدرتها دار الافتاء بإيجاز الافطار لأصحاب المهن الشاقة فتوى صحيحة وان كل ما تقوله دار الافتاء كجهة تتبع الازهر وعلى رأسها عالم جليل فهو حق وتمت دراسته بطريقة ممنهجة وسليمة «.
وتداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لخالد منتصر، رئيس قسم الجلدية والتناسلية في هيئة قناة السويس، قال فيه «أن الصيام غير مفيد لصحة الإنسان كما يروج البعض خلال البرامج في شهر رمضان، الامتناع لمدة 18 ساعة عن شرب المياه من الطبيعي أن يؤثر على الكلى، لكن في رمضان كل البرامج تتحدث عن فائدة الصوم»، قائلا: «تجد الحلقة ساعة تتحدث عن فائدة الصوم للكبد والقولون، ولكن تجد العكس تماما.. ولو إنه مفيد ليه مبتصموش 365 يوما في السنة طالما لقيتوا كل الطب موجود في الصوم».
&