مشاري الذايدي

ثلاثة اقتباسات:
* قال محمد إقبال رئيس رابطة المسلمين الأحمديين في برادفورد: «إن الدعاية تصل إلى المسلمين عبر الإنترنت لا عبر المساجد».


* «كان سلاح ستورم المستخدم في الجريمة هدية من والديه، أما صورته على (فيسبوك) فتظهره يرتدي سترة عليها علمان قديمان لدولتي روديسيا وأفريقيا الجنوبية أثناء حقبة التمييز العنصري».
* قال مدعي بروكلين: «إن صالح سعى إلى كيفية صنع قنبلة، وشاهد على الإنترنت معالم ومواقع سياحية في نيويورك بحثا عن أهداف محتملة لهجوم إرهابي».


التعليق الأول يخص جدلا عارما في بريطانيا هذه الأيام، بل قل صدمة، حول اختفاء 3 شقيقات بريطانيات، من أصول آسيوية مسلمة، من سكان مدينة برادفورد، وأطفالهن الذين تتراوح أعمارهم بين الثالثة والـ15 عاما لينضموا لـ«داعش» بسوريا، وقد اعترف مهرب النسوة وأطفالهن، لقناة «بي بي سي» البريطانية بذلك، وذكر التفاصيل. رئيس الحكومة البريطانية منزعج جدا، ويتحدث في مؤتمر الأمن في سلوفاكيا، تعليقا على هذه الحادثة، عن أن: «أساس الأزمة يكمن في آيديولوجية الإسلاميين المتشددة».


التعليق الثاني، كان عن الجريمة التي هزت أميركا مؤخرا، حول قيام مراهق أميركي أبيض بارتكاب مجزرة «إرهابية» بحق المصلين من السود الأميركيين في كنيستهم التاريخية، في التفاصيل قام المراهق ديلين ستورم (21 عاما) بإطلاق النار من سلاح أهداه له والده، وقتل 9 من السود في كنيستهم التاريخية كنيسة تشارلستون بولاية ساوث كارولينا.


الصبي ستورم، يبدو أنه تربى في بيئة متطرفة، استفاد من الإنترنت لتغذية فكره الإرهابي، والتزود بالخبرات الكافية للدعاية والعمل.


التعليق الثالث يخص إلقاء السلطات الأميركية القبض في نيويورك على رابع شاب أميركي من أعضاء «داعش»، كلهم من أصول مسلمة وعربية. أكبرهم عمره 21 عاما والأصغر 20 عاما. ولكن هذا لا ينفي وجود عشرات الدواعش الجدد من أبناء المجتمعات الغربية الأصليين.


ثلاثة عناصر مشتركة بين هذه النماذج الثلاثة:
الأول أنهم كلهم في حالات هيجان عاطفي وطراوة عقلية، من الصبيان أو أمهاتهم. الثاني هو أن الصبيان، من مسلمين ومسيحيين، صاروا عرضة للتأثير والتعبئة السامة، والتحول للتنفيذ، كما في نموذج المراهق الأميركي «المسيحي» العنصري، ديلين ستورم، وأيضا الصبيان البريطانيين والأميركان. فكلهم بالكاد أكملوا عقدهم الثاني. أما العنصر الثالث فهو أن وسائل التواصل عبر الإنترنت هي الوسيلة «الأساسية» شبه الوحيدة، التي وفرت لهؤلاء القتلة، الفرصة للتزود بالخبرات الشريرة، والتفاعل.


نعم صدق رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون، المشكلة أساسا تربوية ثقافية، وليس بسبب الظروف السياسية العابرة. فالأخيرة تحفز، لكنها لا «تخلق»، وصدق الرئيس أوباما أن هجوم كنيسة تشارلستون جريمة مخجلة بأميركا، لا تحدث في الدول المتقدمة.


لكن التطرف الديني، والعنصرية البيضاء ضد السود، ليست وليدة اليوم، الجديد هو توفير خطوط الاتصال السريعة والحديثة بين المنتمين لمثل هذه الأفكار، وسرعة إصابة الصبيان بعدواها.
ما لا يريد أحد سماعه: أغلقوا الصنبور، ثم تناقشوا في بقية الأمور.