الحسكة تجمع ميليشيات الحرب الأهلية في العراق وسوريا


جهاديون سنّة وحشد شيعي ومقاتلون كرد ومسيحيون وضباط علويون ودروز:

&

&

&

&وائل عصام

يقول احمد الجبوري الذي يعيش في الموصل إن اثنين من أبناء أعمامه ذهبا للقتال في الحسكة ضمن مجموعة من نحو مائة مقاتل انطلقت لمؤازرة مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية»، قبيل هجومه الكبير الذي سيطر فيه على الأحياء الجنوبية في المدينة.
ويقول الجبوري معلقا على إرسال مجموعة دعم من الموصل لمنطقة يملك فيها التنظيم أعدادا كبيرة من المقاتلين في الرقة ودير الزور «مقاتلو الموصل لم يذهبوا على ما يبدو إلا بغرض رفع الروح المعنوية للتنظيم بعد الانتكاسة الأخيرة في تل أبيض».
وتعني الحسكة بالنسبة لتنظيم الدولة عقدة استراتيجية هامة، فهي تقع على الطريق بين مركزي الدولة الإسلامية الموصل والرقة وتشكل خط دفاع اولي عن الموصل من ناحية الغرب، حيث سنجار وتلعفر ومعبر ربيعة الذي يسيطر عليه الأكراد مع ميليشيات عشائرية صغيرة، كما تمثل موقعا مركزيا يفصل مناطق الأكثرية العربية جنوبها ومناطق الجيب الكردي في القامشلي وكوباني.
وبفضل موقعها الاستراتيجي المؤثر في الحرب الأهلية الدائرة في العراق وسوريا، فإنها باتت محط اهتمام كل الأطراف، فالنظام السوري أرسل اثنين من أبرز ضباطه وهما العميد العلوي محمد خضور، والعميد الدرزي عماد زهر الدين، ودعمهم بميليشيات عشيرة الشعيطات التي سبق ان طردها التنظيم من دير الزور، وكذلك اعترف النظام السوري بجلب قوات لـ»الحشد الشعبي» الشيعي العراقي للقتال في الحسكة، إضافة إلى قوات الميليشيات الكردية التي تسيطر على الأحياء الكردية شمال المدينة، والتي سبق وأن اشتبكت مع قوات النظام في الحسكة وطالبت بإبعاد العميد خضور عن قيادة عمليات الجيش النظامي، وهو ما تحقق لها إلى أن اقتحم التنظيم الحسكة مرة أخرى وعاد العميد خضور. كما توجد أعداد قليلة من ميليشيات مسيحية آشورية شكلت مؤخرا للدفاع عمن تبقى من المسيحيين الآشوريين في وسط الحسكة وبعض القرى في ريفها.
وتعود التركيبة السكانية لتلعب دورها مجددا في دعم وجود تنظيم الدولة في جزء من الحسكة ، فالأحياء العربية في النصف الجنوبي للمدينة التي يقطعها نهر الخابور، كانت تعاني من تململ واضح من سطوة القوات الكردية وقوات النظام عليها، ورغم وجود مؤيدين للنظام من أبناء العرب في الحسكة (معظم سكان الحسكة من العرب حتى في الأحياء الشمالية يوجد سكان عرب لكن تركيزهم أقل من الأكراد) إلا أن القبائل العربية التي تسكن الحسكة كالبقارة وجحيش وطي ظلت أكثر ميلا إلى الفصائل المعارضة، وانضم الكثير من أبنائها للفصائل الإسلامية كالأحرار و»النصرة» ثم «الدولة الإسلامية»، كما أن أحياء يغلب عليها سكان من أصول ديرية (من دير الزور) كانت معاقل قديمة لتنظيم الدولة الإسلامية منذ نشأته في سوريا قبل أعوام، هذا عدا عن المناطق التي تشكل ريف الحسكة الجنوبي كالشدادي ومركدة، والتي تشكل خزانا بشريا للمقاتلين.
&