&&أحمد الفراج&&

&كتب كثيرون معلقات لا حصر لها عن ضعف أوباما، وأذكر أنني كتبت مقالاً، بعد أشهر فقط من توليه الرئاسة الأمريكية، في عام 2009، وكان عنوان المقال: «أوباما وإيران .. سياسة ناعمة»، ولكن هل كان أوباما حقاً ناعم في سياساته ؟!، وهل يستطيع أن يرسم من السياسات ما يشاء؟!!، فالسياسة الأمريكية لا تسير بهذه الطريقة، وأمريكا ليست بلداً يستطيع الحاكم فيه أن يقرر ما يشاء، وقت ما يشاء، فنحن نتحدث عن بلد ترسم فيه السياسات لعقود مقبلة، عطفاً على استراتيجيات، ترسمها أعتى العقول في كل مراكز الدراسات والبحوث، ونحن نتحدث عن بلد يرسم سياساته تبعاً لمصالحه، والرئيس، في النظام السياسي الأمريكي، هو جزء من صناعة القرار، فهناك الكونجرس، وهناك لوبيات المصالح، وعلينا أن نتذكر أن أحداثاً جساماً حدثت في عهد أوباما، ليس أهونها التثوير العربي، ولن يكون آخرها الاتفاق النووي مع إيران.

أوباما، قال في مناظرته الأخيرة، مع المرشح الجمهوري، جون مكين، في عام 2008، كلاماً كبيراً لم يلتفت له الناس حينها، فقد قال: «إنه يعد الأمريكيين أن تتوقف حاجة أمريكا لنفط الشرق الأوسط في حلول عام 2016، وبعد ذلك، بدأ الربيع «الأوبا - إخواني» في عالمنا المنكوب، ورغم كل ما حدث في مصر من انتفاضات على نظام حسني مبارك، إلا أن أمر الرئيس أوباما له بأن يرحل، كان هو القشة التي أسقطت نظامه، وقبل ذلك كان ابن علي قد غادر تونس، بأمر من قائد الجيش، ونعلم أنه لو لم يتدخل الناتو، بقيادة أمريكا، لما سقط نظام معمر القذافي، وخلال كل تلك الأحداث الجسام، قرأنا عن علاقة الإدارة الأمريكية بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، وعلمنا أن حجر الزاوية في تلك العلاقة كان السيناتور، جون كيري، وزير الخارجية الحالي، ولست بحاجة لأن أكتب، مرة عاشرة، بأن أكثر المطبوعات الأمريكية التي روجت لتنظيم الإخوان المسلمين هي المطبوعات اليمينية المحافظة، وعلى رأسها «فورين بوليسي»، والتي اختارت مجموعة من قيادات الإخوان، مع الغلام وائل غنيم، ليكونوا رجال العام، خلال عام التثوير العربي الكبير، وذلك رغم أن تلك المطبوعات تعتبر الإسلام ألد أعداء الحضارة الغربية!!.

نعم، لم تدخل إدارة أوباما في أي حرب، ولكنها كانت في قلب الحدث من كل الأحداث الكبيرة، التي جرت في عالمنا المنكوب، وإذا كان أوباما قد أخذ زمام مشروع تدمير العالم العربي، من خلال التثوير، فقد سبقه جورج بوش الابن بتدمير العراق واحتلاله، وقبلها كان بيل كلينتون، وقبله بوش الأب قد مهدا لذلك، فالسياسة الأمريكية تجاه أي منطقة، أو بلد، تسير على وتيرة ثابتة، بغض النظر عمن يسكن البيت الأبيض، سواء كان جمهورياً أو ديموقراطياً، شرساً أو ناعماً، فلننتظر ما ستؤول إليه الأمور، بعد بدء شهر العسل الأمريكي - الإيراني، فقد يكون الرئيس القادم أسوأ بمراحل من باراك أوباما، عندما يتعلق الأمر بمنطقتنا، فلننتظر ونرى!!.
&