لندن - الحياة: كشفت المآسي المتفاقمة للمهاجرين الى اوروبا من الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وسواحل ليبيا، عجزاً فاضحاً في دول القارة العجوز عن التعامل مع التدفق البشري المتواصل، اذ اقتصرت التحركات الأوروبية على انقاذ مهاجرين او انتشال جثث الأقل حظاً منهم، ومحاولة حماية بعض دول الاتحاد من تدفق لاجئين بأعداد تفوق قدراتها على الاستيعاب، من خلال اغلاق معابر وإقامة مراكز ايواء موقتة على امل اعادة الوافدين من حيث اتوا.
ومع تقطع السبل بمئات اللاجئين الذين تكدسوا في محطات قطارات في بودابست املاً بالوصول الى ألمانيا، تكشفت فصول مأساة جديدة امام سواحل تركيا حيث عثر على جثث 12 شخصاً يعتقد انهم سوريون، بعد غرق قاربين استقلوهما. وبين الضحايا خمسة أطفال وامرأة، فيما نجا 13 آخرين من غرق المركبين.
وأظهرت لقطات تلفزيونية جثة طفل يرتدي قميصا أحمر وسروالاً قصيراً أزرق على الأرض ووجهه في الرمال في بودروم أحد أشهر المنتجعات الساحلية في تركيا. وأنقذت سفن تركية ليل الثلثاء - الأربعاء حوالى مئة مهاجر آخرين كانوا يحاولون عبور بحر ايجه بقوارب وصولاً إلى شواطىء اليونان.
ولم يكن الوضع افضل في السواحل قبالة ليبيا حيث انتشلت البحرية الإيطالية أربع جثث من البحر الثلثاء وأنقذت من موت محتم، 781 مهاجراً معظمهم من نيجيريا وساحل العاج والسنغال.
وأدى تدفق المهاجرين الى انهيار نظام «شنغن» للتنقل الحر بين الدول الأوروبية، باعتراف وزير خارجية سلوفاكيا ميروسلاف لايتشاك الذي قال للصحافيين: «في الظروف العادية، من الصعب الحصول على تاشيرة شنغن، والآن يوجد عشرات الآلاف الذين يتجولون هنا من دون اي يتأكد احد من هوياتهم». وتساءل: «هل هناك وجود لشنغن؟».
وفي تيشخيا، اعلنت الشرطة انها ستتوقف عن اعتقال السوريين الذين طلبوا اللجوء في هنغاريا لكنهم يحاولون السفر الى ألمانيا، علماً ان قواعد الاتحاد الأوروبي تحتم على اللاجئين البقاء في أول دولة يصلون اليها من دول الاتحاد، لكن الآلاف سعوا للوصول الى دول غرب أوروبا الأغنى، خصوصاً ألمانيا.
وفي مواجهة «موجة قياسية من توافد المهاجرين في الساعات الأخيرة» طلبت منطقة بافاريا (جنوب شرقي ألمانيا)، «دعماً لوجستياً» من جيرانها.
ولبّت ايطاليا الطلب، مبدية استعدادها لاستقبال ما بين 300 و400 لاجئ للإفساح في المجال امام بافاريا لتعيد ترتيب امورها ومواجهة الوضع الطارئ.
وأفاد بيان لسلطات منطقة بولزانو الإيطالية بأنها ستوفر قاعات رياضية لإيواء اللاجئين، بدعم لوجستي من الدفاع المدني ومنظمات تطوعية، على ان تتحمل الدولة الإيطالية تكاليف هذا «التدخل الإنساني الكبير».
التعليقات