روان محمد


أثار قرار نقيب الموسيقيين المصريين الفنان هاني شاكر، منع المطربات المصريات والعربيات من الغناء بملابس مثيرة أو مبتذلة، جدلاً كبيراً في الأوساط المصرية، خصوصاً أن تداعيات هذا القرار ستشكل تحولاً في الساحة الغنائية المصرية والعربية، وستؤثر في شكل كبـير في بقية قرارات النقابات الفنية.
وكان شاكر الذي فاز بمنصب النقيب أخيراً، قد أصدر قراراً بالتحقيق مع أي مطربة تغني بملابس جريئة، سواء في الحفلات العامة أو في الأغاني المصورة فيديو كليب أو البرامج التلفزيونية، تمهيداً لفرض عقوبات عليهن. وجاء في بيان صادر عن النقابة، أنه في حال عدم التزام أي مطربة بهذا القرار سيوجَّه إليها إنذار، ثم يتم فصلها من النقابة إذا كانت عضواً فيها، وفي حالة المطربات العربيات يوجَّه إنذار أولاً، ثم تمنع المطربة من الغناء في مصر في المرة الثانية.


وأكد هاني شاكر أنه مصمم على ظهور الفنانات بملابس تتماشى مع تاريخ الفن في مصر، ومن لا تلتزم فستتخذ تجاهها خطوات جادة. كما أشار إلى أنه بصدد اتخاذ مزيد من القرارات المشابهة، سعياً للارتقاء بالفن المصري، ومواجهة ثقافة العري والأغاني الهابطة والمبتذلة والكليبات الفاضحة، ليكون ما يقدم على الساحة الفنية فناً راقياً يليق باسم مصر، موضحاً أن القرار اتخذ بإجماع مجلس إدارة النقابة، إيماناً بدورها في التصدي للابتذال الذي غزا الساحة الغنائية في السنوات الأخيرة والذي أثر سلباً في صناعة الغناء.
عضو مجلس نقابة الموسيقيين الفنانة نادية مصطفى أوضحت أن هذا القرار ما زال مجرد اقتراح، ولم يتم تطبيقه، إذ تنتظر موافقة الأعضاء عليه لبدء تنفيذه، وإن كانت الغالبية تؤيده، فيما ترفضه قلة معارضة. وقالت: «إن مطربات كثيرات يصرن أغنيات لعرض أجسادهن لا أصواتهن»، وهي تسمع كلمات وألفاظاً في الأغنيات تخجل منها، ولا تصدق أن ما يتم ترديده هو أغنية من الأساس. وأكدت مصطفى أن قرار النقابة ليس مطاطاً، فالفرق واضح بين الفن الراقي والابتذال، وضربت مثلاً بأغنية «الوطن الأكبر» التي شاركت فيها النجمات شادية ووردة وصباح وأخريات، ارتدين فساتين مكشوفة قليلاً، لكن من دون أي ابتذال أو إثارة. وأضافت: «القرار الذي اتخذناه لا علاقة له بالحجر على حرية الإبداع، فنحن نريد الارتقاء بالفن حفاظاً على مكانة مصر، وأي فنانة هدفها تقديم الرقي بالتأكيد لن يزعجها هذا القرار، فالفنان لديه مسؤولية أمام جمهوره». وبسؤال حول آليات تطبيق القرار وما إذا كان مقصوراً على الحفلات فقط أم سيشمل الكليبات أيضاً، وعما إذا كان الأمر سيطاول المطربين، خصوصاً من يرتدون «شورت» في الحفلات، قالت مصطفى: «القرار لا يشمل المطربين. لكن، ما المانع أن يحترم الفنان هيبة المسرح ويرتدي ملابس مناسبة؟ وسيجري تطبيق القرار في الحفلات أولاً، ثم ندرس مسألة الكليبات لأنها تتطلب جهود جهات أخرى مثل الرقابة ونقابة المهن التمثيلية بحثاً عن الارتقاء بمنظومة الفن كاملة».
وأكدت مصطفى أنه لا توجد عقوبة محددة في هذا القرار، لكنه سيكون هناك إنذار في البداية يليه تحقيق مع الفنانة، موضحة أنه في وجود نقيب محترم ومجلس يحترم هذا الاسم لا يمكن أحداً من أعضاء النقابة أن يقوم بالتلاعب والحصول على رشى من وراء هذا القرار.

هجوم


من ناحية أخرى، تسبب هذا القرار بهجوم كبير على نقيب الموسيقيين، وكان من بين المهاجمين المنتج والمؤلف محمد العدل الذي عبر عن رفضه التدخل في اختيار ملابس الفنانات، ورأى أن في ذلك تقييداً للحريات. ولفت إلى أن دور نقابة الموسيقيين يقتصر على الدفاع عن حقوق أعضائها، وتنظيم المهنة وتطويرها. وأردف أن الذي لا يريد مشاهدة الكليبات المستهدفة يمكنه ببساطة تغيير المحطة الفضائية، بدلاً من الحجر على الحريات. ورفض الموسيقار حلمي بكر أي قرار في هذا الاتجاه، موضحاً أنه لا يصلح تطبيقه في الوقت الحالي وسينال هجوماً من الخارج والداخل، «لأنه كلام غير معقول وغير منطقي». وأكد ضرورة الاهتمام بالأغنية الجيدة والألحان بدلاً من الملفات التي ليس لها معنى، وأن القرار لن يفيد الفن بشيء.
ولفت إلى أن الغناء ليس بالبدلة والفستان لأن العري الغنائي تسبب بالعري الجسدي، فقامت كل مطربة ليست لديها علاقة بالغناء بلفت نظر الجمهور إلى مفاتنها وليس صوتها. وشدد على أن القرار الأول الذي يجب أن يتخذه النقيب هو إنشاء لجنة تقويم للأصوات وفرزها لتحديد صلاحية من يغني ومن يجلس في بيته.
وأعلن الفنان مصطفى كامل، نقيب الموسيقيين السابق، تأييده للفنان هاني شاكر في تطهير المناخ الفني في شكل عام من الأوضاع السيئة التي عرفها خلال السنوات الأخيرة. وأكد أنه يعلم أن هاني شاكر بقامته الفنية لديه مشروع نبيل يريد تحقيقه، لكنه يخشى من أن يتخذ البعض ذلك القرار الذي اتخذه بخصوص ملابس الفنانات طريقاً للارتزاق والرشى، ففي النهاية النقيب يصدر القرار، لكن من المستحيل أن يتابع كل أماكن الحفلات والملاهي الليلية في أنحاء مصر.
وسأل: «ما الآليات التي سينفذ بها هذا القرار؟». وقال أن هاني شاكر «يحلم بتطهير سوق الغناء من كل رديء طاوله، لكن هذا لا بد من أن يكون على المنظومة بأكملها بما فيها من كلمة ولحن وأداء هابط قد يوحي بإيحاءات جنسية تليها في مرحلة متأخرة الملابس».
وأشار الموسيقار محمد ضياء إلى أن القرار هدفه أن تكون الملابس التي ترتديها المطربة ملائمة، وهو لا يعلم ما إذا كان هذا الأمر قانونياً أم لا، «والحقيقة أن هناك من يؤيد وهناك من يعترض، لأن أي قرار في الدنيا من الصعب أن يجتمع عليه الجميع حتى وإن كان صواباً».
وأكدت الفنانة اللبنانية دوللي شاهين التزامها قرار نقابة الموسيقيين في ما يخص الملابس والألفاظ والإيحاءات في حفلات المغنيات داخل مصر، جازمة بأنها ستلتزم أي قانون أو قرار يصدر عن نقابة المهن الموسيقية المصرية في ما يخص حفلاتها على الأراضي المصرية.